728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    السبت، 17 ديسمبر 2016

    تفجير البطرسية ....!!



    كتبه / أحمد علي
    انقطعت عن الكتابة بسبب ضغوط العمل و كثرة المشاكل اليومية المحيطة بنا .. و كنت على وشك كتابة مقال يتناول جدوى القرارت الاقتصادية الأخيرة و انعكاسها السلبي على المجتمع .. لكنى استيقظت صباح يوم الأحد 11 ديسمبر على أسوأ خبر ممكن تصوره ... تفجير مسيحيين أثناء صلاتهم لله .. و برغم الصدمة التي أصابتنا جميعاً... إلا أنى أجد بصيص النور فى كبد الظلام .. الحادث صادم و كاشف...
    تأكدنا أن اللُحمة الوطنية للمصريين تتزايد كلما زادت هجمات التطرف ضد أخواتنا الأقباط .. التحفنا ببعضنا البعض .. و كان المسلم و المسيحى يواسون بعضهم لأن المَصَاب ثقيل و كئيب ..  و تسابق الجميع للتبرع بالدم .. الجسد لا يسأل عن ديانة الدم المنقول له .. و قام الجميع بنشر أصناف الأدوية و المستلزمات الشحيحة المطلوب توفيرها بالمستشفيات .. و تحول المصريون لجهاز إعلامى ينشر أسماء و أماكن المصابين و الشهداء .. و يطمئنون بعضهم على سلامة من سَلِم بإذن الله ...
    كما كشف الحادث أن " بعض" المصريين – و منهم من كنا نظنهم أصدقاء عقلاء -  أصيبوا بلوثة عقلية وهابية سلفية ... وصلت لاستمراء البعض المجاهرة بأنه لا يجوز إطلاق لقب شهيد على " نصرانى " ... و لا يجوز طلب الرحمة له .. و تناسوا خطاب المسيح مع الله سحانه و تعالى " إِن تُعَذِّبهُم فَإِنّهُم عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِر لَهُم فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".. ما هذا العبث؟؟
    من أنت كى تُكَفِر الناس و تُدخِلهم الجنة أو النار و تعذبهم ..؟ هل ضمنت لنفسك مكاناً فى الجنة لمجرد أنك مسلم بالصفة و الوراثة ... و ليس بالفعل و القلب و المعاملة ..؟
    و انتشرت فيديوهات شيوخ الفتنة و الإرهاب التى تحرض على المسيحى ( النصرانى حسب قولهم المشهور) .. دمه و ماله .. و يكفرونه و ينفون عنه صفة الإيمان بالله .. هؤلاء هم أئمة الدين المغلوط .. تركوا آيات القران بسماحتها و كيفية التعامل مع من لا يشاركنا نفس الدين .. و أخرجوا فتاوى و أحاديث أرضية ما أنزل الله بها من سلطان تبيح و تحلل فكرهم المنحرف ... لا أستطيع مجرد التفكير فيما كيف كان الحال سيكون لو كان عندنا طائفة يهودية فى مصر كالموجودة فى بعض أنحاء الدول العربية !!! هل كان سيتم ذبحهم علانيةً و تعليقهم من أرجلهم للمشاهدة و التنكيل؟؟
    الكاشفة الكبرى .. تجسدت فى رفض عموم المصريين من المسيحيين و المسلمين أى رواية منطقية  أو حقيقية عن طبيعة الحادث .. و لهم كل العذر.. منذ كارثة حرب 67.. و بعد أن عاش المصرى كذبة و خديعة كبرى أنه تم القضاء على الطيرأن الإسرائيلى و أن الجيش المصرى على أعتاب تل أبيب ... و استيقظوا على حقيقة مُره أن جيشهم قد تم دحره.. فقد المصريون الثقة فى أى تصريح صادرعن أى مسئول حكومي و على رأسهم رئيس الجمهورية ..!!!
    فوجئ المصريون بإعلان السيسى لاسم منفذ العملية أثناء الجنازة .. فخرجوا يكيلون الاتهامات .. " معقولة ؟؟ عرفوا المجرم و اسمه و تاريخه فى أقل من 24 ساعه ؟؟
    إنتوا فاكريننا مغفلين..دى عينة الدى إن إيه بتاخد عشرين سنه عشان النتيجه تظهر"..  
    و فى حادثه غير مسبوقه... قام عمرو أديب بتسجيل حلقه كامله من داخل معامل الأدله الجنائيه للتعرف على كافة الخطوات التى أدت لمعرفة المجرم .. فى إعتقادى الشخصى (ليست معلومه موثقه) .. الحلقه بدعم و طلب من الرئاسه و أجهزة الأمن لإسكات الألسنه عن التكهن بمدى صدق الروايه الأخيره بالرغم من وجود شهود أحياء من داخل الكنيسه لتأييد الروايه.. هذا المبنى ليس للزيارات العاديه و مغلق على العاملين فيه فقط!!!

    السؤال المعتاد: ثم ماذا بعد؟؟؟ الحل الأمنى وحده لم يجدى على مدى اكثر من 30 عام.. هل يوجد حل دينى و تعليمى و مجتمعى؟ .. نعم موجود.. و يبدأ بإعلان "مسئولى" ختم الدين فى الدوله بالخروج علانيةً و يحلفوا يميناً غَمُوساً بأن "الله لم يعطى وعداً لأى قاتل بأن له نصيب فى الحور العين" .. ذكر الله الحور العين فى القرآن مره واحد فقط فى صورة الواقعه... وعد الله بها "السابقون السابقون .. أولئك المُقَرَبون".. وَحُورٌ عِينٌ, كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ, جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".. يعنى من كان عملهم صالح فى الدنيا.. ولم يذكر الله أن قاتل الأبرياء شهيد و يستحق الحور العين.. و دور الدوله أو مجلس النواب هو سرعة إصدار قانون "حقيقى" لإزدراء الأديان يتضمن حبس كل من يقول بكفر المسيحى و جواز قتله... وقصر مناهج التعليم الدينى العام على الحب و البر و مكارم الأخلاق و المعاملات و العبادات .. و البعد عن تقييم و تصنيف أصحاب الديانات السماويه الأخرى و التى تُترَك احياناً لهوى و إنتماء مدرس الدين مما قد يؤدى لنتائج كارثيه... و دور مجتمعى عندنا جميعاً.. تعليم أولادنا (كما تعلمنا) منذ الطفوله.. أن المسلم و المسيحى أخوين فى وطن واحد.. هو الجار فى السكن و زميل الدراسه و العمل و هو الصديق... الفارق الوحيد هو مكان العباده المختلف ..

    أما بالنسبه للمناهج  الأزهريه فحدث و لا حرج .. بما أنه ممنوع الإقتراب من بعض كتبهم المقدسه.. يجب قصر تداول هذه الكتب على مرحلة ما بعد الشهاده الجامعيه الأزهريه للمتخصصين حيث يكون الدارس قد نضج فكرياً و علمياً و يستطيع التفرقه بين ما هو "تاريخ فقهى  لا يصلح لكل زمان و مكان" و ما هو دين فعلى.. و العوده لتدريس كتاب "الفقه الميسر للشيخ محمد السيد طنطاوى" الذى قام الطيب شيخ الأزهر الحالى بإلغاءه وأعاد تدريس كتاب الفقه على المذاهب الأربعه.. أما ترك بعض أجزاء هذه الكتب ليتم تدريسها للصبيه فى مراحل الدراسه الأزهريه الإعداديه و الثانويه فهو عبث لا يؤدى إلا إلى تفريخ المزيد من محبى و مريدى "الحور العين"...

    عزاءنا من القلب لكل نقطة دم سقطت فى البطرسيه... و ربنا يرحمهم ويغفر لهم.. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد

    تابعونى على فيسبوك:
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    1 التعليقات:

    Item Reviewed: تفجير البطرسية ....!! Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top