728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الاثنين، 13 مارس 2017

    الجزء الثاني من الخريطة النبوية


    طفولة النبي

         كتبه
    المستشار الدكتور 
     صادق القماح 




    إن من يتعرض لطفولة النبي صل الله عليه وسلم يجد صعوبة بالغة في تناول هذه الحقبة من حياته الكريمة لقلة ما ورد في كتب الأثر والتي سردت بعضاً من مواقفه التي لا تتعدى أصابع اليدين . لم تكن مشكلة ندرة المواقف هي الوحيدة في تناول هذه الحقبة ولكن المشكلة الأخرى هي اختلاف آراء القدماء والعلماء وبعض المحدثين على حد سواء حول بعض هذه المواقف فالبعض يرى أنها معجزات للرسول الكريم يوم مولده وطفولته والبعض الآخر يرى أنها مجافية للعقل والمنطق وأنه ليس من اللائق وصف الرسول بها لأنه لا يحتاج لمثل هذه الأمور ليتمم نبوته .
    في صبيحة يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، وُلد أكرم الخلق - صلى الله عليه وسلم – في مكة المكرمة ، وفي أشرف بيت من بيوتها ، فقد اصطفاه الله من بني هاشم ، واصطفى بني هاشم من قريش ، واصطفى قريشاً من سائر العرب
    قال رسول الله – صل الله عليه وسلم : - " إن الله خلق الخلق ، فجعلني في خير خلقه ، وجعلهم فرقتين ، فجعلني في خير فرقة ، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة ، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً ، فأنا خيركم بيتاً ، وخيركم نفساً "                  ( رواه أحمد )
    وكما وصف – صل الله عليه وسلم – نسبه الشريف حين قال : - " خرجت من نكاح ، ولم أخرج من سفاح ، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء " .                 ( رواه الطبراني )
    ولقد وُلِد الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه يتيماً ( واليتم للإنسان هو من فقد أباه قبل سن الإدراك فمن بلغ الإدراك لا يُطلق عليه يتيماً ) وهذه أولى المواقف التي يتقبلها العقل والمنطق بل والعلم أيضاً بأن النبي صل الله عليه وسلم قد وُلِد ولادة طبيعية بل وسهلة أيضاً لم تكن فيها صعوبة كوصف أمه السيدة آمنة وسأذكر من حديثها هذا الجزء " والله ما حملتُ حملًا قط كان أخفَّ عليَّ منه، ولا أيسرَ منه " كانت الشفاء بنت عوف بن الحارث أم عبد الرحمن بن عوف هى التى تولت ولادته أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فى بيت أبى طالب  .
    وهذه الولادة السهلة طبيعية جدا ، لأن صوبة الولادة ويسرها تختلف حسب الطبيعة الجسدية من مرأة لأخرى فهناك من تجد صعوبة في الولادة وهناك من تجد اليسر واللين ويمكن مراجعة أطباء النساء والولادة ليؤكدوا هذه النقطة وساعتها ستجد أنها حقيقة علمية ( طبية محضة ) .
    و فى اليوم السابع من الميلاد , قام جده عبد المطلب بختانه ، وهذا أمر شائع بين أطفال العرب وهذا أمر طبيعي ثم نجد أن جده أيضاً صنع له وليمة دعا إليها الناس فرحاً بمولد محمد الطفل وأسماه محمداً كي يكون محموداً في السماء عند ربه ويكون محموداً في الأرض بين الناس كما جاء على لسانه في كتب الأثر .
    و كان من عادة العرب أن يرسلوا أولادهم فى سن الرضاعة إلى البادية , لأن البادية أحسن هواء , و أنقى جوا , كما أن سكان البادية أفصح فى اللسان و الكلام وهذه أيضاً عادة من عادات العرب لم يتفرد بها الطفل محمد كإنسان .
    ولما أتت المرضعات كن من قبيلة بني سعد وكان من بينهن امرأة عُرفت فيما بعد بمرضعة الرسول صل الله عليه وسلم اسمها حليمة السعدية ولما كان محمداً من نصيبها أخذته لديارها هي وزوجها لتتم تربيته على الطريقة البدوية التي تعتمد على تحمل المشاق سواء في حمل الحجارة أو رعي الغنم وهذا ما فعله محمد الصبي كغيره من الأطفال ، قال عليه الصلاة والسلام :- " أنا أَعْرَبُكُم ؛ أنا قُرَشِيّ وَاسْتُرْضِعْتُ في بني سعدِ بنِ بَكر " .
    ولن أعرض لما تم تداوله في بعض كتب السيرة من قصص حدث حولها خلاف كبير كدر اللبن في دار حليمة السعدية سواء لبن شاتها أو ناقتها أو تدفق اللبن من ثديها أو قصة شق الصدر أو قصة اللكم وغيرها لن أعرض عليها ولن أقف عندها لأنها ليست مسار الموضوع وإنما سنعرض للمواقف التي لا تقبل الشك أو الجدل والتي تخضع للعقل والمنطق سواء في إنسانيته أو نبوته .
    لذا سنترك هذه المرحلة ولنتتقل لمرحلة الشباب في الجزء القادم ( الجزء الثالث ) . 
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الجزء الثاني من الخريطة النبوية Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top