728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    السبت، 4 مارس 2017

    الإسلام دين قتل ؟؟!!!


     


    للكاتب   
    أحمد علي
     


    فى البداية .. أعتذر عن التأخير غير المتعمد فى الكتابة لاستكمال فكرة المقال السابق .. و إن كان السبب هو إعادة قراءة و مراجعة و تأكيد بعض المعلومات التاريخية و الدينية قبل الخوض فى هذا المجال ..
    تلقيت فى أعقاب المقال الأخير ( تفجير البطرسية ) بعض الاتصالات الهاتفية للتهنئة أو المدح و الذم أو للاستفسار عن بعض النقاط ... و أعتبر أهم مكالمتين من الصديقين جورج وجيه و حاتم علي ..
    الأول سأل عما إذا كان الله فسر معنى الحور العين فى القرآن و هل وعد الله قاتل الأبرياء بالجنة و الحور العين ..؟ و هل الحور العين هم نساء أم يمكن أن يكونوا أى نعمة أخرى من نعم الله ..؟ وسأل الثانى إذا كنا جميعاً ورثنا الدين عن آبائنا سواء عن اقتناع أو على طريقة هذا ما وجدنا عليه أبائنا .. فما السبب الذى يدعو مسلم أن يقتل و يحرق و يتعصب لدينه ؟
    الرد عليهما يحتاج بعض التروى للإجابة ... بالفعل .. لم يذكر الله أن الحور العين من النساء .. لكن المعنى اللغوى حور من حوراء و هو الرقيقة شديدة البياض .. و عند اقترانها بكلمة عين .. تعنى شديدة بياض و سواد العينين .. إذاً المعنى الضمني أن الحور العين من النساء و إن كان القرآن لم يتوغل فى تفسير المعنى بقدر ما تبارى المفسرين فى ذكر مفاتن و محاسن الحور العين .. أما وعد قاتل الأبرياء بالحور العين أو أى شئ فلم يرد فى أى من الكتب السماوية .. و لكن ورد ذكر الحور العين كوعد للشهداء فى سبيل الله فى حديث المقدام بن معدى كرب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- " للشهيد عند الله ست خصال ( و فى رواية أخرى تسع خصال ) يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار , الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه ) .. مجرد ذكر عذاب القبر و شفاعة الشهيد فى أهله يدفعنى للتفكير فى الحديث بالمجمل .. هذا حديث بسند ضعيف .. و بما أنه لا يوجد عذاب قبل يوم الحساب و لا توجد شفاعة عند الله إلا للرسول صلى الله عليه و سلم " ليس لهم من دونه من ولي ولا شفيع " .. فمن حقي كمسلم أن أشكك فى ارتباط الحور العين بالشهيد .. إلا كما قال الله " والسابقون السابقون أولئك المقربون .. إلى قوله تعالى .. و حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون .. جزاءً بما كانوا يعملون" .. السابقون فى الخيرات و العمل الصالح و حسن الدين و العبادة .. و ليس تفجير و قتل الأبرياء ...
    و إجابة السؤال الثاني أصعب .. لأن فطرة الإنسان الطبيعى ضد القتل و الدم .. أما ما يدعو "بعض المسلمين" للقتل .. فهو دراسة و اعتناق بعض الآراء الفقهية خارج نطاق الزمان و التى تبيح اغتصاب و قتل و ذبح وحرق المخالف فى الدين و هو ما لم يأمر به الله كما سيرد فيما بعد .. و نلاحظ أن بعض من قاموا بعمليات انتحارية هم ممن دخلوا الإسلام حديثاً من جنسيات أوروبية وغيرها .. فقد أقنعه من أدخله الإسلام أن طريقه للجنة و حور العين و الله هى قتل الغير مسلم .. و هو الموجود فى بعض الكتب المتوارثة من عصور سابقة مع الأسف ... و ما يدعونا للتفكير هو أن أى فرد منا كان يمكن أن يولد فى مكان أخر و بالتالى يدين بديانة أخرى .. هندوسي أو بوذى او شيعي أو سني أو كاثوليكي أو أورثوذوكسي.
    و لو ولدت فى غابات الأمازون فأنت على دين الفطرة .. بلا ديانة ... قال تعالى " و لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين " (سورة هود) .. إذا كان الله قد أمر الرسول بنشر الإسلام لكافة أرجاء المعمورة .. فما ذنب شعب الإسكيمو الذى لم تصل إليه الدعوة فى القطب الشمالي مثلاً .. ؟ و هل كان هذا تقصير من الرسول أو الخلفاء لا سمح الله ؟ لا أعتقد فى ذلك ... قال تعالى “ ليس عليك هداهم و لكن الله يهدي من يشاء ” (سورة البقرة) .. " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " (سورة يونس) .. يوجد حكمة إلهية لا يعلمها إلا الله فى من تصل إليهم الديانات المختلفة ...
    السؤال عنوان المقال جائنى من أحد المتابعين فى اتهام صريح أن الإسلام دين قتل و ذبح .. مستنداّ لبعض الأحاديث التى أراها غير صحيحة او ضعيفة او موضوعة .. وقمت بوعد القارئ العزيز بالرد فى مقال كامل لتسهيل وصول المعنى ...
    تعالوا نراجع الآيات التى ذُكِرَ فيها القتال :
    * "
    وقاتلُوا في سبيل الله الذين يُقاتلونكم ولا تَعتدوا إن الله لا يحبّ المعتدين" (سورة البقرة)
    * "
    فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " (سورة البقرة )
    * "
    من قتل نفساً بغيرِ نَفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" (سورة المائدة )
    * "
    لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" (سورة الممتحنة )
    بالله عليكم .. أى من الآيات السابقة يدعو المسلم للقتل و الذبح و الحرق؟ كل الأوامر الإلهية بالقتال لرد العدوان لا أن يكون المسلم هو البادئ بالقتال ... و من يقول بأن أحاديث الرسول بها ما يحض على القتل و العدوان على المخالف فى الدين فهى بلا شك أحاديث موضوعة .. حيث يخاطب الله رسوله قائلاً .. "و لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" .. "من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر" ...
    كل الحروب التى تمت فى عهد الرسول صلى الله عليه و سلم كانت بغرض دفع الضرر أو رد العدوان ... كأيديولوجية الحروب فى هذا الوقت... و لم تكن بغرض الحرب المفتوحة .. و بنزول آية " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ".. تمت الدعوة كما أرادها الله يوم حجة الوداع .. و ياليت من ينتوي الاعتراض على التحليل أن يراجع حروب الرسول و ما سميت " غزوات " كخطأ شائع .. كانت كلها بغرض منع وصول خطر محدق و مؤكد على المسلمين و لم تكن بنية الحرب .. بإستثناء فتح مكة بسبب كونها معقل المشركين و مصدر التهديد المستمر لهم ...
    من يريد دليلاً ملموساً على سماحة الإسلام .. ليته يدرس كيفية دخول الإسلام إلى غرب إفريقيا السوداء عن طريق التجارة .. لم يكن عن طريق الحرب و لا ما يسمى الفتوحات الإسلامية ... فقد لمس السكان البسطاء سماحة التجار العرب و أساليبهم فى المعاملة و البيع و الشراء ... و مراقبتهم أثناء الصلاة و العبادات ... فأثار ذلك اهتمامهم و فضولهم و تطلعوا لمعرفة المزيد عن هذا الدين ... و العجيب فى الأمر تزامن ذلك مع حملات التبشير بالمسيحية فى نفس الزمان و المكان .. و لم يحدث قتال بين من أتى للتجارة و بشر بالإسلام و بين من أتى ليبشر بالمسيحية .. و لم يتقاتل من دخلوا أى من الديانتين فيما بينهم ( حرية العقيدة ) .. كذلك الحال فى الهند و الصين و أسيا الوسطى ..
    و تجد الفارق واسع فى النظر للإسلام و المسلمين فى الدول التى قامت الدولة العثمانية بفتحها عنوة و إرغام أهلها على اتباع الإسلام .. فى البوسنة و الهرسك .. و النمسا و التشيك و السلوفاك و المجر وبلغاريا ... الوحشية و الهمجية و البربرية التى مارسها العثمانيين هى التى ألصقت تهمة القتل و الإرهاب بالمسلمين إلى الأبد ... و كذلك ما فعل طارق بن زياد فى فتح الأندلس .. وتكتظ كتب التاريخ بما قام به هو و جنوده من أفعال .. لم تكن بغرض نشر الإسلام أكثر مما هى بنية الغنائم و السبايا ... مما رسَّخ لدى الغرب عقيدة أن المسلم دموى بطبعه ( راجع تاريخ الدولة الأموية و فتح شمال أفريقية و الأندلس) .. و أكبر دليل على كراهة المستعمر الغازي و دينه المفروض غصباً .. هو عودة المسيحية لأسبانيا و إنحسار الإسلام فيها بعد هزيمة العرب و خروجهم منها فى عام 1492 ميلادية ( نفس تاريخ إكتشاف القارة الأمريكية )
    ننتقل الى مصر.. بالله عليكم .. أى فرد فوق سن الأربعين أو يزيد و لم يختلط بأهل الخليج العربى لدواعى العمل أو الدراسة .. و لم يتم إستقطابه فى جلسات دروس دين " ذات هوى" .. سيؤكد لكم أن مصر لم تعرف كلمة مسلم و مسيحي أو حتى يهودى للتعريف بهوية الشخص قبل أواخر السبعينات .. لا في السكن أو الدراسة او العمل أو الصداقة .. مستجدات دخلت علينا بعودة المصريين من السعودية و الخليج .. محملين بمسحة فكرية سلفية وهابية دون أن يدروا .. فتغلغل الفكر السفلي لداخل عقل و عقيدة المصري دون أن يعي ذلك .. و تحولت طبيعتنا السمحة البسيطة إلى حلال و حرام فى كل شئ .. حتى العلاقة بين المسلم و المسيحي .. و حدث خلط غير مفهوم بين فروض و شرائع الله و بين ما يُسَمى السُنَة و الأحاديث النبوية أو ما تم إلصاقه بهما ..
    هذا الكلام ليس بغرض الإنشاء و " فض المجالس" .. لكنه محاولة بسيطة لتوضيح بعض الأمورالملتبسة لدى البعض من المسيحيين أو المسلمين على حدٍ سواء ...
    خلاصة القول .. الإسلام لا يدعو أو يحرض أو يحض على القتل .. ممارسات المتطرفين فكرياً هى ما يجب محاكمته .. و ليس الإسلام كدين ..
    أتمنى أن يكون المقال قد أدى المراد بتوصيل المعلومة لمن يريد .. و أتمنى سماع آراءكم المحترمه بالرد و التعقيب بل و التصويب إذا لزم الأمر ..
    تابعونى على فيسبوك:
    https://www.facebook.com

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الإسلام دين قتل ؟؟!!! Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top