كتبه
الباحث والمفكر الإسلامي
أحمد علي
مقدمه و تعريف :
في محاولتي للبحث عن موضوع للمقال القادم .. خطرت لي فكرة طيبة .. لماذا لا
نتناول أحد الكتب القيمة المدفونة بفعل فاعل و تم وصمها بصفات ليست فيها .. بدلاً
من البحث و التمحيص و إعادة اختراع العجلة ؟؟
و أول ما جال بخاطري هو كتاب " أضواء على السنة المحمدية " للكاتب الشيخ
محمود أبو رية .. هذا الشيخ الجليل
تعلم في المدارس المدنية ثم أكمل في المدارس و المعاهد الأزهرية .. و سارعلى نهج
الإمام الشيخ محمد عبده في البحث و تجديد الفقه و الفكر .. وعندما علم الأزهر ذلك
عنه قام بطرده بتهمة " الكسل " و مات عام 1970 عن 81 سنة ..
(ملحوظة ) :
الإمام محمد عبده و قد
كان مفتي الديار المصرية في فترة من الفترات .. اتهمه الأزهر " بالكفر "
عندما قام بدراسة الفلسفة .. نفس أسلوب الأزهر في تكفير من خرجوا عن صراطه المرسوم
.
" أبو رية "
له العديد من المؤلفات .. أهمها " شيخ المضيرة – أبو هريرة " و " أضواء
على السنة المحمدية أو دفاع عن الحديث " و الذي أصدرته دار المعارف عام 1958 ..
و وقف الأزهر معارضاً لطباعة هذا الكتاب نحو عشر سنوات .. و لم يرى النور حتى أمر
الدكتور طه حسين بطباعته .. و كتب مقدمته .. شاكراً إياه على مجهوده و بحثه المضني
..
الكتاب بلغةٍ عربية
فصحى مركبة .. و سأقوم بتبسيط اللغة للقارئ دون المساس بالمعنى الذي يعنيه الكاتب ..
مع ضم الحواشي و الهوامش لصلب المقال للتيسير ولمنع التشتيت ..
و يصب الكاتب اهتمامه
بحقيقة النص الصحيح لحديث الرسول عليه الصلاة و السلام .. و هل كان كل ما سمي حديث
صحيح أو حسن قد جاء على حقيقة لفظه أو ما نطق به الرسول .. و تبين له بالبحث أن ما
يقال عنه " متفق عليه " .. ليس اتفاقاً على صحته و لكن المراد منه أن
البخاري و مسلم اتفقا على إخراجه .. و مما يجب ذكره أن مسلم كان تلميذاً للبخاري ..
و رغم ذلك اتخذ قراراً بأن يكتب صحيحه و لم يذكر فيه بعض الأحاديث التى أوردها
البخاري فى كتابه .. و لابد أن نذكر أن " صحيح البخاري " هو اسم الكتاب
الذي أطلقه البخاري على كتابه و ليس " صفته " كما يظن الغالبية من
المسلمين .. و يسري القول على صحيح مسلم و غيرها من الصحاح ..
و أول ما تبين له من
الحقائق .. أن الرسول عليه الصلاة و السلام لم يجعل لأحاديثه كُتَّاباً كما جعل
للقرآن كُتَّاباً .. بل و نهى عن كتابة حديثه نهياً قاطعاً .. حيث قال عليه السلام " لا تكتبوا عني سوى القرآن ..
فمن كتب غير القرآن فليمحُه " .. و ببداية كتابة الحديث .. و كما قال
" السيوطي " اختلفت الألفاظ و المعاني بتغير الرواة .. و دخل عليهم
الأعاجم و المُوَلَّدُون ممن ليسوا بعربٍ و لهجتهم العربية ليست خالصة ..
و كان البخاري و هو
شيخ رجال الحديث يروي الأحاديث على المعنى " و ليس على النص " ..
و كشف الكاتب في بحثه أن كتابة الحديث بدأت في القرن الثاني الهجري و
بعد وفاة الرسول بأكثر من مئة عام .. و لم يكن ذلك بشغفٍ من الرواة و لكن كان
بإيعاز من الولاة .. و الذين كانوا يتحرجون من قبل في كتابة الحديث خشية من أن
يقعوا فيما نهى عنه الرسول .. و قد كان لتأخر كتابة الحديث أكبر الضرر كما سيتم
توضيحه فيما بعد ..
يقول الكاتب في مقدمته
:
" لو أنني وجدت في
المكتبة العربية كتاباً يدرس و يحلل هذا الأمر الخطير .. لأرحت نفسي من هذا العبئ
الثقيل الذى تحملته في سبيل البحث و التنقيب بين مئات الكتب و الأسانيد لأظهر وجه
الحق في أمر الحديث المحمدي .. و أرجو أن أكون قد وفَّقتْ إلى إصابة الغرض الذى
بذلت كل ما بذلت من أجله .. و أنفقت من عمرٍ و تعب فى سبيله .. و هو الدفاع عن
السنة القولية للرسول .. و حياطتها مما يشوبها .. و أن يُصان كلام الرسول من افتراء
الكاذبين أو ينال منه كيد المنافقين و أعداء الدين " ..
و سأقوم بإذن الله
بتقسيم الكتاب إلى سلسلة من المقالات إلى ما شاء الله لحين الانتهاء منه و البحث
عن كتاب آخر لطرحه و مناقشته .. إذا أراد الله ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10 ديسمبر 2017
تابعونى على فيسبوك :
0 التعليقات:
إرسال تعليق