728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الأحد، 31 ديسمبر 2017

    أضواء على السنة المحمدية أو دفاع عن الحديث



     كتبه 
    الباحث والمفكرالديني 
    أحمد علي 
     
    1)    السنة :
    في البداية .. يجب توضيح المعنى اللغوي لكلمة " سُنَة " .. هي الطريق المستقيم الممهد و السيرة أو المثال المتبع .. و قال إبن تيمية " السنة هي العادة التي تتكرر من الناس مما يعتبرونه عبادة أو غير عبادة .. قال تعالى " قد خلت من قبلكم سُنن فسيروا في الأرض "  و قال أيضاً " سُنة الله في الذين خلوا من قبل و لن تجد لسُنة الله تبديلا "  " و لن تجد لسُنةِ الله تحويلا " .. فسُنة الله تعالى قد تقال في طريقة حكمته وطريقة عبادته .. و الاتباع هو الاقتفاء و التتبع .. و سنة النبي هي طريقتة التي كان يتحراها ..
    و قال الجرجاني " السنة في اللغة هي الطريقة .. مرضية او غير مرضية .. و في الشريعة هي الطريقة المسلوكة في الدين في غير افتراض و لا وجوب .. فالسنة هي ما واظب عليه النبي - صل الله عليه وسلم - مع الترك أحياناً .. فإذا كانت المواظبة على سبيل العبادة فسنن الهدى .. و إن كانت على سبيل العادة فهي سنن الزوائد " ..
    سنة رسول الله هي ما كان عليه هو و خاصة أصحابه عملاً و سيره و تعرف بالعمل و الأخبار .. ثم اصطلح المحدثون على تسمية كلام الرسول " حديثاً و سُنة " .. أي أنه اصطلاح مستحدث لا تعرفه اللغة و لا يستعمل في أدبها .. و قالوا أيضاً أن السنة تطلق على ما أضيف إلى النبي من قول أو فعل أو تقرير .. و للتيسير .. يوجد في قول و عمل الرسول عليه السلام أربع أشياء يجب توضيحها :
    المندوب : هو ما أمر به الله .. لا على وجه الإلزام .. فيثاب فاعله ولا يأثم تاركه .
    والواجب : هو ما أمر به الله .. على وجه الإلزام .. فيثاب فاعله  ويأثم تاركه .
    والمكروه : ما نهي عنه الله .. لا على وجه الإلزام .. فيثاب تاركه امتثالا ولا يأثم فاعله.
    والسنة المؤكدة : هي كالمندوب إلا أن الشرع أكد على فعله .
    مكان السنة في الدين :
    القرآن يأتي في المرتبة الأولى لأنه جاء بالتواتر و مقطوع به جملةً و تفصيلاً .. ( متواتر أى متتابع و متلاحق و متكرر) ... تليه السنة العملية .. و جعلوا السنة القولية في الدرجة الثالثه من الدين .. وهذه جاءت من طريق غير متواتر فهي ظنية التفصيل ..
    و قال الأمام الشاطبي " القرآن مقطوع به في الجملة و التفصيل .. أما السنة فهي ظنية الثبوت .. و القطع بها يكون في المجمل و ليس في التفصيل .. و السنة إما بيان ( شرح ) لمعاني و أحكام للقرآن أو زيادة عليه .. و إن لم تكن بياناً فلا يعتبر إلا إذا لم يوجد في القرآن .. كحديث معاذ بن جبل في الآثار عندما سألوه " بم تحكم ؟ قال بكتاب الله .. قالوا فإن لم تجد ..؟ قال بسنةِ رسول الله .. قالوا فإن لم تجد ..؟ قال أجتهد رأيى .. إذاً المقطوع به أن السنة ليست كالقرآن في مراتب الاعتبار .. وصف الله الرسول بقوله " و إنك لعلى خلق عظيم " .. و فسرت عائشى عليها السلام ذلك بقولها " كان خُلقه القرآن " .. أى أن قوله و فعله و إقراره راجع للقرآن ..
    يقول تعالى : " و أنزلنا إليك الكتاب تبياناً لكل شئ و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين " .. و " ما فرطنا في الكتاب من شيئ " .. آيتان واضحتان جامعتان بأن الله أنزل في القرآن كل ما له علاقة بالدين و تنظيم العلاقة بين العبد و ربه .. كما قال تعالى : " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِلَ إليهم " .. و " لتبين للناس ما أُنزِلَ إليهم " .. أى أن السنة بمنزلة التفسير و الشرح لمعاني و أحكام القرآن .. فالسنة توضح المجمل وتقيد المطلق و تخصص العموم ..
    و قال الفقيه السيد محمد رشيد رضا :- " النبى مُبَين للقرآن بقوله و فعله .. و لكن لا يدخل في إبطال حكم من أحكامه أو نقض خبر من أخباره .. فالسنة  لا تنسخ القرآن .. فالأساس هو كتاب الله تعالى .. يليه السنة العملية المتواترة و المتفق عليها و ما ثبت عن النبي .. ثم الأحاديث ذات الرواية و الدلالة تأتي في المرتبة الثالثة ..
    حكم الرسول في الأمور الدنيويه:
    كلام الرسول في الأمور الدنيوية اتفق العلماء على تسميتة " أمر إرشاد " .. و العمل به لا يسمى واجباً أو مندوباً ( أمرٌ مستحبٌّ فعلُه من غير تحتيم ولا إلزام ) .. لأنه لا يقصد به قرباً لله أو فيه معنى التعبد .. و ما ذكره العلماء و اتفقوا عليه أن الرسل معصومين في تبليغ الرسالات السماوية و وحي الله و لكنهم ليسوا معصومين من الخطأ و النسيان في أمور الدنيا .. و هذا الأمر ينكره علماء الشيعة و يجمعون على أن الأنبياء لا يعتريهم الخطأ و لا السهو و لا النسيان حتى في أصغر أمور الدنيا ..
    لقد ثبت أن الرسول صدق المنافقين في غزوة تبوك .. كما صدق بعض زوجاته .. و تردد في حديث الإفك و ضاق به صدره حتى نزلت عليه آيات البراءة من العلي القدير .. فكشفت له الغطاء عن الحقيقة ..
    أما أمور الدنيا.. سنتناول بعض الأمثلة ..
    * حديث تأبير النخل ( تلقيحها ) .. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , قَالَ : " أَبْصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ يُلَقِّحُونَ ، فَقَالَ : ( مَا لِلنَّاسِ؟ فَقَالُوا : يُلَقِّحُونَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : ( لَا لِقَاحَ أَوْ مَا أَرَى اللِّقَاحَ شَيْئًا أو أرأيت إن تركوه ) ، فَتَرَكُوا اللِّقَاحَ ، فَجَاءَ تَمْرُ النَّاسِ شِيصًا ( بلح غير ناضج ) ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا لَهُ , مَا أَنَا بِصَاحِبِ زَرْعٍ وَلَا نَخْلٍ لَقِّحُوا ).. إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أخطئ و أصيب ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيِي فَإِنَّمَا أَنَا بَشَر .. و في رواية أنس ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) ..
    * قال: ابن إسحاق في حديثه عن غزوة بدر :  "ومضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي .. فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبادرهم إلى الماء ، حتى أدنى ماء من بدر نزل عليه " .
    قال ابن إسحاق : فَحُدِّثتُ عن رجال من بني سلمة أنهم ذكروا أن الحباب بن المنذر بن الجموح قال : يا رسول الله ، أرأيتَ هذا المنزل ، أمنزلًا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ، ولا نتأخر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال:  بل هو الرأي والحرب والمكيدة فقال : يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم ، فننزله ، ثم نعورّ ما وراءه من القُلُب ، ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماء ، ثم نقاتل القوم ، فنشرب ولا يشربون ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:  لقد أشرت بالرأي
    * حديث أم سلمة رضي الله عنها ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : " إنما أنا بشر ، وإنكم تختصمون إلي ، ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن ( أحسن بلاغة ) بحجته من بعض ، فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً فلا يأخذه ، فإنما أقطع له قطعة من النار " (
    و قال الوزير اليماني في كتاب الروض الباسم .. لا يخفى على العالم بقواعد العلماء أن أفعال النبي عليه الصلاة و السلام لا تدل على الوجوب ( الإلزام ) و لا الندب ( المستحب الذى يُثاب فاعله و لا يؤثم تاركه ) .. إنما تدل على الإباحة ..
    مجرد أمر الرسول لا يقتضى الوجوب :
    روى محمد بن الحنفية رحمه الله عن أبيه على بن أبى طالب عليه السلام :
    كان قد كُثِر على مارية القبطية ابن عمٍ لها كان يزورها ( اسمه مأبور) .. مما أثار غيرة النبي .. فقال لي النبي - صلى الله عليه و سلم - .. خذ هذا السيف و انطلق.. فإن وجدته عندها فاقتله .. قلت يا رسول الله .. أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة .. أمضي لما أمرتني .. أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب .. قال لي النبي .. بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب .. فأقبلت متوشحاً بالسيف .. فوجدته عندها فلما أقبلت نحوه عرف أنى أريده فأتى نخلة و صعد إليها .. ثم وقع على ظهره و ظهرت عورته .. فإذا به أجب أمسح ما له مما للرجال قليل و لا كثير ( كان من الخصيان ) .. فغمدت سيفي ورجعت إلى الرسول فأخبرته .. فقال : الحمد لله يصرف عنا أهل البيت
    و قال الشريف المرتضي معلقاً .. نقتدي من هذا أن مجرد أمر الرسول لا يقتضي الوجوب .. إذ لو اقتضى ذلك لما وجبت مراجعته و لا استفهامه ..
    الحنفية هي خولة بنت جعفر الحنفية .. إحدى زوجات علي بن أبى طالب الثمانية .. لكن فاطمة الزهراء ابنة رسول الله هي من استحوذت على الصيت و الشهرة ..
    و نستكمل الكتاب فيما يلى..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    31 ديسمبر 2017
    تابعونى على فيسبوك:


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أضواء على السنة المحمدية أو دفاع عن الحديث Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top