728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

    ثقافة المواطن الضحلة

    كتب 
    معتز صابر 
    يقول الشاعر : معظم النار من مستصغر الشرر .
    في كتاب : ( عقل جديد لعالم جديد ) ذكر أحد كاتبيه مثالا يوضح فيه شئ قريب من تلك المقولة – وفي الحقيقة وللأسف هذا المثال الافتراضي هو واقع يحدث في بلادنا ( واعذروني إن قلت إنها ثقافة مواطن ) – افترض الكاتب لو أن سيارة تسير في طريق سفر طويل وقام صاحب السيارة بإلقاء زجاجة أو عبوة ماء فارغة في ذلك الطريق وقال ماذا ستفعل تلك العبوة في هذا الطريق الطويل ثم جاء سائق سيارة بعده وقال أيضا ذات الكلام ورمى بعبوته وثالث ورابع وهكذا .. في النهاية سيصبح الطريق عبارة عن طريق قمامة يمتلأ بالزجاجات البلاستيكية الفارغة – طبعا ما يحصل في بلدنا ليس زجاجات فارغة إنما القمامة نفسها – أعود وأقول أن أول رامي لتلك الزجاجة استصغر فعله واستصغر الزجاجة بالنسبة لحجم الطريق الطويل فإذا قسنا طول أو حجم عبوة ماء بالنسبة لطول طريق طويل فإن طول أو حجم العبوة لن يذكر أمام طول ذلك الطريق – وهنا الفاجعة، إننا لا نقيس أفعالنا بمدى سوءها وضررها أو نفعها وإيجابياتها لكننا نقيسها طبقا لمقياسات نختارها نحن في عقولنا وليس بمدى تأثيرها في الحقيقة فنحن من نستصغر أو نعظم أفعالنا .
    ويحكى أن هناك حاكم قرية أراد أن يعطي درسا عمليا لأهل قريته فأخبرهم أن هناك مجاعة ستجتاح القرية وجاء بقدر كبير في وسط القرية وأمر ساكني القرية بأن يخرج كل بيت منهم كوبا من اللبن ليلا ويضعه في القدر وبالفعل أخرج كل بيت كوبا في الليل وفي النهار جمع الحاكم أهل القرية وقال لهم سنحصد ما جمعتموه ليلاً ثم نظر الحاكم إلى القدر فإذا بالقدر كله ماء فما الذي حدث ؟! ..


    نعم كل بيت قال سأخرج كوبا من الماء فكوبا واحدا من الماء لن يؤثر في قدر كبير من اللبن وفي الليل لن يرى أحد ماذا أضع في القدر ... وهذا وللأسف أيضا فكر كثير من الناس يستصغر فعله أمام أفعال الناس .
    وعلى العكس أيضا لا تستصغر فعل الخير أبدا سواء كان فعلا سيعود بالنفع عليك وحدك أو على المجتمع كله وكانت هناك قصة تذكرها شركة ما كتسويق لعملها كانت القصة تحكي عن رجل في زمن بعيد يسكن في قرية من القرى البعيدة عن النهر وكان سكان القرية كلهم وهو معهم تذهب إلى ذلك النهر البعيد لينقلوا منه الماء إلى بيوتهم وأراضيهم للشرب أو لسقى الأرض فقال الرجل لنفسه ماذا لو قمت كل يوم بحفر جزء بسيط من أرضي باتجاه النهر وكان كل يوم بعد عودته من النهر يمسك فأسه ويحفر جزءاً بسيطاً من الأرض في اتجاه النهر وكان يسخر منه أهل القرية وكانوا يقولون ماذا يفعل هذا الرجل ؟ النهر يبعد عنا العديد من الكيلومترات وبعد مرور أعوام عديدة كان الرجل قد وصل بحفره إلى النهر وأصبح كل يوم يشرب هو وأهله ويسقي أرضه من النهر والذي يأتي ماءه كل يوم إليه وهو بجانب داره دون تعب أو جهد بعد ذلك .

    ملخص القول :
    لا تستصغر فعلا مهما كان فالنار الكبيرة تكون بدايتها شرارة والمطر الذي يروي الأرض بعد موتها يكون بدايته قطرة . 
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ثقافة المواطن الضحلة Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top