صدر حديثاَ عن منشورات
المتوسط ـ إيطاليا، وحيدة
ورائعة صاحب نوبل للآداب الإيطالي "
لويجي
بيراندِلُّو " "واحدٌ ، ولا أحد ، ومِائة ألف ".
والتي ترجمها عن الإيطالية المترجم البارع " أمارجي " .
هذه
الرواية التي يصفها بيراندِلُّلو نفسه ، في رسالةٍ من رسائل سيرته الذَّاتيَّة
فيقول : « النَّصُّ الأكثر مرارةً من أيِّ نصٍّ آخر، السَّاخرُ أعمقَ ما تكون
السُّخرية من تحلُّلِ الحياةِ نفسِها » هو عملَه الرِّوائيَّ الوحيد والأخير .
وهو الذي سينظر إليه كثيرٌ من الدَّارسين والمفكِّرين لاحقاً على
أنَّه تكثيفٌ لكلِّ الأفكار واختصارٌ لكلِّ العوالم التي أراد بيراندِلُّلو
التَّعبيرَ عنها في الرِّوايةِ والقصَّةِ والمسرح .
ولا غروَ
في ذلك إذا ما علمنا أنَّ بيراندِلُّلو عملَ خمسة عشر عاماً على إنجاز هذه
الرِّواية ، وقد قال هو نفسُه إنَّه أبداً لم يضعها جانباً بين عملٍ وآخر ، بل
واصل العملَ عليها والتَّعديلَ فيها ، معتبراً إيَّاها بعد كلِّ شيءٍ أشبهَ
بوصيَّته الفكريَّة والأدبيَّة .
ومع ذلك ، ليس من الإنصاف القولُ إنَّ هذه الرِّواية روايةٌ فكريَّةٌ
فحسب ، فهي وإن كانت تنطلق من فكرةٍ فلسفيَّةٍ ووجوديَّة إلَّا أنَّها لا تُغفِلُ
الحدثَ الرِّوائيَّ وبناءَ الشَّخصيَّةِ الرِّوائيَّة ، وهذا ما يجعلها في رأي
كثيرين من طينةِ « المسخ » لكافكا أو « يوليسيس » لجيمس جويس ، أو حتَّى « البحث
عن الزَّمن الضَّائع » لبروست .
0 التعليقات:
إرسال تعليق