728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الجمعة، 17 نوفمبر 2017

    السنة النبويه المفترى عليها..

    العبادات و السنن

     كتبه
    المفكر والباحث الديني 
    أحمد علي
     أكثر ما يثير دهشتى أثناء الحوار مع الأصدقاء عن السنن .. هو الإلتباس و الخلط الشديد بين العبادات و الفرائض و السنن .. و دفاعهم الشديد عن السنة دون درايه عما يدافعون عنه .. وبمناقشتهم في تهمة إنكاري السنة و العياذ بالله .. أجد لديهم التباس في الفهم .. فبادئ ذى بدء .. يجب فهم معنى كلمة سُنَّه لغوياً من المعجم الوسيط .. لتسهيل إستيعاب الموضوع ..
    الجذر اللغوى لكلمة سُنَّه هو " سَنَّ "
    فعل : سَنَّ 
    نقول فلان " سَنَّ " الماء على وجْهِ الأَرض .. أى صبهُ صَبًّا سَهْلاً فنزل مستقيماً .. إذاً اتباع السُنَّة هي اتباع فعل و ليس قول ..
    اسم : سُنّة
    السُّنَّةُ :
    * طريقة ، نهج ، تصرُّف يتَّبعه أناسٌ من جماعة أو منطقة معيّنة
    * السِّيرَةُ حَمِيدَةً كانت أو ذَميمةً
    و على ذلك .. أقول لكل من يجادل في اتباع أو إنكار السنة .. إن كل عباداتنا مبنية في الأساس على السنة الفعلية المتواترة  للرسول عليه الصلاة و السلام .. شاء من شاء و أبى من أبى ..
    تعريف العبادات .. 
    هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة .. كالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار ( من لا يؤمنون بوجود الله ) والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة ..
    عندما تُحَدِث المتفذلكين بأن القرآن هو دستور الحياة الذي يقنن العبادات و مكارم الأخلاق بشكل جامع .. يردوا بمقولة  " طلع لي من القرآن عدد الصلوات و عدد الركعات في كل صلاة " .. و الرد هو أن الله تعالى أنزل الفرائض أو أركان الإسلام مُجْمَلَة في القرآن بدون تفسير .. فقام الرسول عليه الصلاة و السلام بتوضيح و تبيان كيفية أداء الصلاة بوحي من أمين الوحي جبريل عليه السلام ..
    أركان الصلاة :
    الوضوء :
    قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ".. أما من بين للناس كيفية الوضوء و عدد مرات المسح على كل عضو هو الرسول .. و اختلفت المذاهب في ترتيب غسل الأعضاء .. يرى الحنفية و المالكية مثلاً عدم اشتراط الترتيب .. و باقي المذاهب تُصر على الترتيب المعروف .. كما يقول المذهب المالكي أيضاً بأن المسح مرة واحدة على العضو يكفي ..
    مواقيت الصلاة :
    قال تعالى..
    " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ "
    " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا "
    " وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى "
    أمر إلهي مُجمَل .. فمن الذي فسر لنا كيفية الصلاة و مواقيتها وعدد الركعات و طريقة أداءها ؟ قال الرسول صلى الله عليه و سلم :- " صلوا كما رأيتمونى أصلى " .. كما قال :- " إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن " .. أوحى الله للرسول مواقيت الصلاة بخمس مرات .. كما حدد عدد الركعات في كل صلاة .. و تبدأ باستقبال القبلة ثم تختلف في وضع اليدين على البطن أو الصدر أو بجانب الجسم أو عقدهما فوق القلب .. وعلى الرغم من أنها فعل شَهِده المئات و ربما الألاف من المسلمين .. إلا أن الخلاف موجود بين المسلمين .. أى وضع للجسم هو الصحيح الثابت عن الرسول ؟
    جواز جمع الصلوات بدون سفر أو عذر :
    على الرغم من أن الله أمر بالصلاة في أوقاتها .. ولكن المجهول لعموم المسلمين .. أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان يجمع الصلوات و هو مقيم بالمدينة .. باستثناء صلاة الصبح .. فإن مواقيت الصلاة تسمى الظهرين ( صلاتى الظهر و العصر ) و العشائين ( صلاتي المغرب و العشاء ) .. وفي حديث صحيح عن بن عباس و حديث آخر عن معاذ بن جبل .. أن الرسول كان يجمع الظهر و العصر معاً و المغرب و العشاء معاً بدون قصر .. و هو ليس على سفرٍ أو مطرٍ أو خوف ( و هي الحالات التي فيها رخصة الجمع ) .. و لما سألوه عن السبب قال عليه السلام  " كى لا أحرج أمتى " .. للتوسعة على الأمة .. و لكن الثابت أن تكون كل صلاة في موعدها ما لم تكن هناك مشقة .. مثل أن تكون عائداً في الطريق إلى المنزل .. و تجرى لاهثاً أو تقود السيارة بتهور لمحاولة اللحاق بالصلاة في موعدها .. ( الدين يسر لا عسر )
    قراءة القرآن في الصلاة :
    فرض الله الصلاة على الرسول قبل إتمام نزول القرآن .. فكانت الصلاة في البداية كمثل صلاة الأنبياء من قبل .. قيام و ركوع و سجود فقط بدون قرآن .. و بنزول الفاتحة ( يختلف العلماء في تاريخ نزولها .. هل كان قبل أم بعد الهجرة إلى المدينة ) .. أصبحت هي أساس القراءة في الصلاة .. و إذا لم يقرأ المسلم إلا الفاتحة .. صحت صلاته لأنها ركن من أركان الصلاة .. وما زاد عليها من قصارى السور هو مستحب و ليس بواجب .. يقول بذلك د. جواد على في كتابه " تاريخ الصلاة في الإسلام " .. و يقول بذلك أيضاً الأستاذ عبد الله بهجت الباحث في الدراسات الإسلامية ..
    عدد الركعات في كل صلاة :
    كانت عدد الركعات في كل صلاة هي ركعتين فقط .. قبل الهجرة من مكة إلى المدينة .. و بعد الهجرة .. زاد الرسول ركعتين على الظهر و العصر و العشاء فأصبحت أربعة ركعات .. و زاد ركعة على المغرب فأصبح ثلاث ركعات ..
    الركوع و السجود :
    عدد التسبيحات المعتاد ثلاثة .. و الحد الأدنى تسبيحة واحدة و الأقصى عشر تسبيحات .. و وضع القدمين أثناء السجود مختلف عليه ..
    التشهد :
    يوجد 9 صيغ للتشهد..  أشهرهم تشهد السيدة عائشة و ابن الخطاب و أبو موسى الأشعرى و أبى سعيد الخدري .. لكن التشهد الذى اجتمع المسلمون عليه حالياً هو تشهد عبد الله بن مسعود .. و قال تعالى في الصلاةِ والزكاة معاً :
    " وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ "
    " وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "
    " وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا "
     أمرنا الله تعالى بأداء الزكاة و لم يحدد القيمة .. وبعد أن تشاور الرسول مع الصحابة و أهمهم عمر بن الخطاب .. قام الرسول بتحديد الزكاة بربع العشر (2.5%) مما دار عليه الحول ( سنة قمرية )
    إذا سلمنا بأننا نتبع سنة فعلية .. فلماذا اختلف المسلمون في الأساسيات المرئية من وضوء و تشهد و وضع الجسم أثناء الصلاة .. و تشبثوا بأقوال الرسول التي لا تزيد أو تنقص من الدين .. بصرف النظر عمن نقلها عنه ؟ قلب العقيدة و طريقة التعبد لله كلها سنن عن الرسول عليه الصلاة و السلام .. أما السنة القولية و المعروفة ب "علم الحديث " فقد تناولت في مقال سابق ما فعل أبي هريرة ( وغيره ) بأحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام ..
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المراجع:
    الفقه على المذاهب الأربعه / كتاب الصلاة – الشيخ عبد الرحمن الجزيرى
    تاريخ الصلاة في الإسلام – د. جواد على
    التاريخ : 17 نوفمبر2017
    تابعونى على فيسبوك:



    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: السنة النبويه المفترى عليها.. Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top