معتز صابر
كاتب وروائي
ومدرب تنمية بشرية
موسى عليه السلام نشأ في قصر الفرعون - الذي قال
أنا ربكم الأعلى - أما موسى السامري فقد رباه جبريل عليه السلام في صغره، وموسى
السامري هو الذي صنع العجل لبني إسرائيل ليعبدوه من دون الله.
نوح عليه السلام كان ابنه
من الكافرين وأغرقه الله مع الكافرين ... إبراهيم عليه السلام كان أبوه يبيع
الأصنام لتعبد من دون الله.
وقبل أن أشرح مقصدي والذي
اعتقد أنه اتضح، قرأت قصة لامرأة تقول عن نفسها أنها ربت ابنها تربية صحيحة
وأنشأته نشأة سليمة وكانت ولد تفتخر به بين جيرانها وأقاربها، وكان لسان حالها
يقول عندما تنظر لأبناء جيرانها، ما بال هؤلاء الجيران لا يعرفون كيف يربون ...
وبعد فترة من الزمن بدأ حال ابنها يعوج، ولم تستطع أن تقومه، وبعدما أوشك اليأس أن
يتملكها، اتجهت لربها بالدعاء تطلب منه أن يهدي ولدها وأن يرزقه الرشد والصلاح،
اتجهت لربها بعدما تعلمت درسا كبيرا جدا، حيث كانت تظن بتربيتها أنها هي السبب
الأول والأخير في جعل ابنها على الحال الذي كانت تفتخر به، ونسيت أن عليها الأسباب
وأن النتيجة من الله، كانت تظن أن الأسباب والنتائج منها هي.
نعم النشأة تؤثر في تربية
الطفل .. بل أقول أن قاعدة أي نجاح أنه عليك الأخذ بالأسباب لتحصل على النتيجة
التي تريدها، لكن أعلم أن التوفيق من الله ... لكن لا يجعلك معرفة أن التوفيق من
الله تتوانى في تربية ابنك، إذ يجب عليك أن تربي ابنك تربية سليمة بكل الوسائل،
فأنت مسئول عن ابنك بأي حال من الأحوال، لكن المقصود ألا ترجع الأمر كله إليك أو
أن تربيتك هي سبب نجاح ابنك وسبب رشده، بل اعلم أن الله هو الهادي
ولأوصل لك المعنى بشكل
أعمق، تأمل في قول قارون: "إنما أوتيته على علم عندي" .. نعم، قارون
اجتهد في الحصول على المال وأتى الأسباب في ذلك، لكنه أعاد غناه إلى نفسه وإلى
علمه، ولم يرجع رزقه إلى الرزاق، فحمله ذلك إلى التفاخر والفرح المذمومين ....
أما القاعدة المنسية في
تربية الأبناء والذي على كل مربي أن يعرفها قبل أن يتعلم أي شئ آخر في التربية:
إنك لا تهدي من أحببت .. أنت لا تهدي ولدك، الله هو الذي يهدي ولدك ويصلحه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق