728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    السبت، 28 أبريل 2018

    أضواء على السنه المحمديه أو دفاع عن الحديث

    بقلم 
    الكتاب والمفكر والباحث الديني 
    أحمد علي  

    2)  النهى عن كتابة الحديث:

    كان صلوات الله عليه مبيناً و مفسراً للقرآن بفعله و قوله.. و لكن أقواله لم تكن تحفظ بالكتابه كما حُفِظَ القرآن.. فقد أثبتت الأدله النقليه الوثيقه و تواتر العمل الصحيح أن الأحاديث لم تُكتب فى عهد الرسول (ص).. و لم يكن لها كتاب معروفون يسجلونها عند سماعها و تلفظ الرسول بها..

    و لقد جائت أحاديث صحيحه و آثار ثابته تنهى عن كتابة الحديث و سنقوم بطرح بعضها هنا..

    عن إبى سعيد الخدرى.. قال رسول الله.. لا تكتبوا عنى شيئاً سوى القرآن.. فمن كتب عنى غير القرآن فليمحه .. هذا أمر نبوى صريح بالمنع (أخرجه احمد و مسلم و الدارمى و الترمذى و النسائى).. و حديث أخر لأبى سعيد.. إستأذنا النبى "ص" فى الكتابه فلم يأذن لنا.. و نزيد على ذلك قول الرسول "من قال عنى ما لم أقل فقد تبوأ مقعده من النار" و فى روايةِ أخرى "من تَقَوَل علىَ فليتبوأ مقعده من النار.. (تَقَوَل علىَّ أى قال ما لم أقوله نصاً)..

    و قال بن أبى مليكه (قاضى مكه زمن عبد الله بن الزبير) أن أبو بكر الصديق جمع الناس بعد وفاة الرسول و قال: إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها.. و الناس بعدكم أشد إختلافاً.. فلا تحدثوا عنه شيئاً.. فمن سألكم فقولوا بيننا و بينكم كتاب الله.. فإستحلوا حلاله و حرموا حرامه..

    و عن عائشه بنت أبى بكر رضى الله عنها قالت: جمع أبى الحديث عن الرسول فكانت خمسمائة حديث.. فبات يتقلب و لما أصبح قال: أى بُنَيَه.. هلمى الأحاديث التى عندك.. فجئته بها فأحرقها..و قال خشيت أن أموت و هى عندك فيكون فيها أحاديث عن رجلٍ إئتمنته و وثقت به  و لم يكن كما حدثنى فأكون قد تقلدت (أذنبت) ذلك...

    كما روى بن عبد البر و البيهقى عن عروه أن بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى الصحابه فأشاروا عليه أن يكتبها.. فظل يستخير الله شهراً ثم قام ذات صباح فقال: إنى كنت أريد أن أكتب السنن.. ولكنى ذكرت قوماً قبلكم كتبوا كتباً فأكبوا عليها و تركوا كتاب الله.. ثم أرسل إلى الأمصار "من كان عنده شئ فليمحوه".. و قال أتريدونها "مُثناه" كمثناة كهنة اليهود.. و قال أيضاً.. لا كتاب مع كتاب الله.. كما قال و الله لا أشوب كتاب الله بشئٍ أبدا..

    وكان بن الخطاب قد حبس كبار الصحابه ممن أكثروا الروايه عن الرسول بالمدينه مثل بن مسعود و أبى الدرداء و أبا مسعود الأنصارى خوفاً من تضارب الروايات.. و قال لهم "أقيموا عندى.. و الله لا تفارقونى ما دمت حياً.. فنحن أعلم بحيثكم.. نأخذ منكم و نرد عليكم.. فما فارقوه حتى مات.. فأطلقهم عثمان بن عفان..

    و روى بن سعد عن بن لُبيد: سمعت عثمان بن عفان على المنبر يقول: لا يحل لأحد أن يروى حديثاً لم يسمعه على عهد أبو بكر و بن الخطاب.. فإنه لم يمنعنى أن أحدث عن رسول الله أن لا اكون اوعى أصحابه .. إلا أنى سمعته يقول: من قال على ما لم أقل فقد تبوأ مقعده من النار..


    و عن عبد الله بن يسار قال: سمعت على بن أبى طالب يخطب فى الناس: أعزم على كل من عنده كتاب عن الرسول إلا رجع فمحاه.. فإنما هلك الناس حيث تتبعوا أحاديث علمائهم و تركوا كتاب ربهم.. و نحن نعلم من هو على و مدى قربه من رسول الله و حرصه على إتباع خطواته.. فقد تربى فى بيته و تزوج إبنته و صاحبه منذ بدء الدعوه و حتى وفاته.. و مما يجب ذكره أن على سمع أبو هريره ذات مره يقول "حدثنى صاحبى".. فقال له ويحك.. متى كان رسول الله صاحبك؟ (!!!!)

    أما باقى كبار الصحابه .. فهذه موقفهم:

    دخل زيد بن ثابت على معاديه بن أبى سفيان .. فطلب معاويه منه حديث معين ز أمر بإحضار أحدهم ليكتبه.. فقال زيد: إن رسول الله (ص) قد أمرنا ألا نكتب شيئاً من حديثه و أمرنا بمحو ما كتبنا..

    عن علقة بن قيس قال: كان عبد الله بن مسعود يقوم كل عشية خميس فما سمعته مره يقول "قال رسول الله" إلا مرةً واحده.. وكان يتكئ على عصاه فرأيتها تتزعزع فى يده و تصبب العرق من جبينه و إستدرك فقال" إن شاء الله فوق ذاك او قريب من ذاك و إما دون ذاك".. خوفاً من أن ينقل حديثاً بغير لفظ الرسول صلى الله عليه و سلم.. و قال بن مسعود .. هذه القلوب أوعيه .. فأشغلوها بالقرآن و لا تشغلوها بغيره..

    أما حوارى رسول الله.. الزبير بن العوام... عن عبد الله بن الزبير قال: عنانى (أثار تساؤلى) قلة رواية أبى عن الرسول فسألته عن ذلك فقال: يابنى.. كان بينى و بينه صلى الله عليه وسلم من القرابة ما علمت..عمته أمى.. و زوجته خديجه رحمها الله كانت عمتى .. و أمه آمنه بنت وهب و جدتى هاله بنت وهب هما إبنتا عبد مناف بن زهره... و عندى أمك (أسماء).. و أختها (عائشة) عنده.. و لكنى سمعته يقول: من كذب علىَّ فليتبوأ مقعده من النار..

    و يجدر بالذكر قول الإمام أبو حنيفه النعمان و المولود عام 80 هجريه (بعد وفاة الرسول بحوالى 69 سنه) و لحق ببعض التابعين.. حيث قال: صح عندى من أحاديث الرسول سبعة أحاديث فقط.. أصدقها "لا تكتبوا عنى شيئاً سوى القرآن.. فمن كتب عنى غير القرآن فليمحه"..

    و قبل أن نفرغ من هذا الفصل.. يجب الإشاره إلى حديث يروونه لكى يجعلوا كل الأحاديث من وحى الله كالقرآن الكريم.. و هو: "ألا إنى أوتيت الكتاب و مثله معه" و فى رواية أخرى " ألا إنى أوتيت القرآن و مثله معه"..

    هذا الحديث من أغرب ما قذفته الرواية فى سيلها.. لأن النبى إذا كان قد أوتى مثل الكتاب أو القرآن.. فمعنى ذلك أنه قى أوتى ذلك ليكون متمماً للقرآن و أكمالاً له لبيان دينه و شريعته.. فإذا كان الأمر كذلك.. لماذا لم يعتنى الرسول بكتابة ذلك "المثل" فى حياته عندما تلقاه من ربه كما عنى بكتابة القرآن؟ و لماذا لم يجعل له كتاباً يكتبونه عند نزوله كما جعل للقرآن كتاباً؟ أين كان هذا الحديث بعد نزول آية "اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الإسلام ديناً"؟ و أين كان عندما كان الرسول يقول على فراش الموت "و الله ما تُمسكوا علىّ بشئ.. إنى لم أُحِل إلا ما أحل القرآن.. و لم أُحَرم إلا ما حرم القرآن"؟ حاشى لله أن يحتاج الله تبارك و تعالى كتاباً مكملاً للقرآن المحكم آياته  البينات.. حيث قال تعالى " و نزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ و هدىً و رحمة و بشرى  للمسلمين"

    و أخيراً.. و على الرغم من إتفاق العلماء على جعل الأحاديث أصلاً من أصول الأحكام الشرعيه.. و بعد تدوين الحُفاظ لها فى الدواوين و بيان ما يُحتج و ما لا يُحتج به.. إلا أنهم لم يتفقوا على تحرير الأحاديث الصحيحه و الإتفاق على العمل بها.. فنجد كتب الفقه الحنفيه و المالكيه و الشافعيه تكتظ بمئات المسائل المخالفه للأحاديث المتفق على صحتها و تخالف نصوص القرآن.. و لا يجدوا أنهم مخالفين لأصول الدين..

    يناير 2018

    تابعونى على فيسبوك:



    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أضواء على السنه المحمديه أو دفاع عن الحديث Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top