728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    السبت، 12 نوفمبر 2016

    اتخذوا من الماتيرناتيه رمزاً



    كتبه المستشار الدكتور / صادق القماح
    دائما ما يمر الإنسان بأزمات تظهر له معادن الناس ولكن إن كانت هذه الأزمة متعلقة بالحكومة فستُظهر هذه الأزمة أداء الحكومة .
    وتتلخص المشكلة في حالة مرضية أصيبت بها زوجتي وكان من الممكن أن تمر بسلام لولا الإهمال الحكومي والنظام البيروقراطي الذي أدى لوصول الحالة لدرجة الحرج ونحن ننتقل بين عيادة وأخرى شباك وآخر ومن مكتب لمكتب دون جدوى ولا جديد وطبعا كان هدفنا أن نكتسب ونُكسب الآخرين الثقة في الآداء الحكومي وبعد فترة ليست بالقصيرة ، قررنا دخول زوجتي لمستشفى الماتيرناتيه ( مؤسسة علاجية حكومية ) بوابور المية بمنطقة باب شرق بالإسكندرية وهي تخصصية .
    كنا ساعة دخولنا نظن أننا لن نمكث أكثر من 24 ساعة لإجراء عملية جراحية سريعة ويكون الخروج اليوم التالي .
    ولكننا فوجئنا بأن الحالة وصلت لمرحلة حرجة تستدعي استعدادات طبية قبل إجراء الجراحة التي كنا نعتقد أنها بسيطة .
    وما لفت نظري في اليوم الأول بأن الكل يسعى لتقديم الخدمات دون انتظار أي مقابل أو حتى
    كلمة شكر ، فالنظافة دائمة ومستمرة طوال ال 24 ساعة لا تنقطع ولا تتأخر ولا ترى أحد يعطي أمراً لأن الكل يعلم واجبه ويؤديه آلياً دون كلل أو تعب تغيير فرش الأسرة ونظافة الحجرات أمر ستعتاد عليه بمجرد الدخول .
    أما طاقم التمريض والذي يخشاه المريض في مصر فحدث ولا حرج المتابعة دائمة ومستمرة على مدار اليوم وتجد منهم الحرص الدائم على مناولة المريض الأدوية في ساعتها دون ادنى تأخير ، بل تجد دائما الابتسامة تصاحب أي فرد من أفراد التمريض ليل نهار رغم ما يعانونه من تعب وإرهاق فهم مؤمنون بأنهم حملة رسالة إنسانية وأنهم فعلا ملائكة الرحمة لمن يتألم ولكن اللافت للنظر هو مدى خبراتهم ومهارتهم في أداء عملهم .
    أما الأطباء الحدثاء فتجد فيهم خفة الدم التي يحتاجها المريض فدائما الابتسامة مصاحبة لهم في أي مكان ينتقلون إليه ويشعرونك بأنك مريض خاص بهم لا بالمستشفى أو مريض خاص لأحد الدكاترة ، فهم يعلمون أن الراحة النفسية للمريض هام جدا .
    كل هذه العوامل ساعدت زوجتي نفسياً ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان بأنْ اكتشفنا أنَّ الحالة خطيرة وحرجة وتحتاج لجراحة دقيقة لا يقوم بها أي طبيب .
    وفي لحظات قليلة فوجئنا بأن كل طاقم العمل من تمريض وأطباء شباب ينتقلون لحجرة زوجتي لنقلها لغرفة العمليات فهم لم يعطوها فرصة للقلق أو التردد خصوصاً ما بعدما تأكدت من كبار الأطباء بالمستشفى بأنها يمكن ألا تخرج من غرفة العمليات ، ولم يتركوا لي أيضاً أية فرصة ولما انتقلت لباب غرفة العملية وجدت كبار الأطباء بدءً من مدير المستشفى ونائبه وبعض الأطباء المستشارين متوجهين لحجرة العمليات للمشاركة في عملية زوجتي .
    مرت ثلاث ساعات كاملة خرجت بعدها زوجتي من غرفة العمليات لتولد من جديد وأن يكتب لها المولى عز وجل حياة جديدة وكان السبب كل من عمل بهذه المستشفى .
    أما أخطر مرحلة وهي ما بعد العملية والمعروفة بالإهمال الشديد من جانب العاملين بأي مستشفى حكومي فلم تكن كذلك في الماتيرناتيه حيث أن الحجرة قسماً بالله لم تخلُ لا من طبيب أو أفراد أطقم التمريض إلا لحظات النوم فقط .
    أما سحاب هذه الخدمة فلم يكن مبالغاً فيه كالمستشفيات الخاصة ، فهل تتخيلون يا سادة أنني قسماً بالله لم أتحرك من مكاني بغرفة زوجتي لدفع حساب المستشفى والذي فوجئت بأنه ملاليم بالنسبة لعملية خطيرة وكبيرة كهذه قُدرت في مستشفيات أخرى بأكثر من 30000 جنيه .
    يا سادة نحن لم نكن في مؤسسة حكومية بل كنا في فندق 5 نجوم من حيث الخدمة أو الطعام ونظافته أو الرعاية .
    يا سادة هناك رمز يجب أن تحتذي به مستشفيات مصر هذا الصرح الطبي وهذا الرمز يسمونه في الإسكندرية مستشفى الماتيرناتيه .
    كل الشكر والعرفان بالجميل للسيد مدير المستشفى وأطقم التمريض وموظفين ومطبخ وعاملين .
    ونأمل من مجلس إدارة المؤسسات العلاجية النظر في صرف مستقات جميع العمالين الأكفاء لهذا الصرح الكبير والذي افتخرت أن مثله في مصر وفي محافظتي الإسكندرية .
    وأدعو كل من يقابل مثل هذا النموذج الناجح أن يرسل لنا تجربته لنشرها فخراً واعتزازاً .
    أما النكتة :
    ( في كل كل الموضوع بأن أوراق زوجتي الروتينية مازالت تتأرجح وتتناقل بين مكاتب الموظفين وآراء السادة أطباء التأمين الصحي بالإسكندرية لأخذ القرار بإجراء العملية من عدمه ) .
    وأخيراً لا أملك إلا كلمة شكر لا تليق ولا تفي هذه المؤسسة حقها ولا أملك إلا حمد لله والصلاة شكراً لله لخروج زوجتي بعد أن كانت على شفا الموت بسبب مرضها وإهمال نظام التأمين الصحي المصري .
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: اتخذوا من الماتيرناتيه رمزاً Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top