728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الأربعاء، 26 أبريل 2017

    بطولة خارقة لم يكتب عنها

    كتب سامح طلعت
    عملية قصف القوات البحرية المصرية لمنطقتي رمانة وبالوظة وما صاحبها من تخطيط  و التنسيق بين القوات البحرية و القوات الجوية تفاصيل العملية
    التاريخ : صباح 8 نوفمبر 1969
    في الميناء الحربي بالإسكندرية ، تستعد المدمرتأن دمياط والناصر للإبحار في مهمة تدريب قبالة سواحل مرسى مطروح ، وهو شيئ عادي متكرر الحدوث ، لكن أنباء زيارة قائد القوات البحرية للقطع المغادرة أضفت نوعاً من إلاهمية على ذلك التدريب  .
    الرجال على متن المدمرتين يعطون تمام إلاستعداد ، تم ملئ مخازن الذخيرة ، تم التاكد من مخازن الغذاء والوقود ، الماكينات في استعداد تام ، أطقم المدفعية والمدفعية المضادة للطائرات تعطي تمام إلاستعداد ، الرادار جاهز لرصد الأهداف المعادية ويعمل بكفاءة ، معدات وأسلحة مكافحة الغواصات في أتم استعداد ، عيادات المدمرات جاهزة وإلاطباء والمسعفين استعدوا لكل إلاحتمإلات ، فرق ال‘طفاء جاهزة للتعامل مع أي حريق  .
    كل شئ تمام وفي انتظار وصول قائد القوات البحرية
    *قاعده المنصورة الجوية
    النقيب سمير عزيز ميخائيل يعود إلى غرف المبيت خارج المطار ، فهو أحد أبرز طياري السرب 46 الليلي ، والمكلف بعمليات الحماية والاشتباك الليلي مع طائرات العدو التي قد تحأول مهاجمة قواتنا ، لذلك فهو يبدأ عمله مع حلول المغرب وحتى تباشير الصباح ، ومع حلول أول ضوء يستلم زملائه من سرب آخر مهمة إلاستعداد و الطيران في مناطق المظلات الجوية .
    *ميناء الإسكندرية  :
    المقدم عدلي عطية قائد المدمرة دمياط يقف في غرفة قيادة المدمرة منتظراً وصول قائد القوات البحرية ، وعقله يعمل في اتجاه آخر تماما ، هل يخبر قائده بوجود أعطال في بعض المعدات أم يكتم هذا السر ؟ فرجاله قادرين على العمل بدون تلك إلأجهزة أو ببدائل متاحه ، الأمر لا يبدو أنه  مجرد تدريب لكن رجاله قادرون على العمل بكفاءة ، فلديه إحساس غريب جداً بأن     في الأمر شيئاً  ما ، و أن هذه العملية ليست تدريب فقط إنما هي عملية حقيقة ، وهذا إلاحساس ملازم له منذ الليلة السابقة وهذا إلاحساس هو ما دفعه من الصباح في إعطاء أوأمره لقائد إلاشارة على المدمرة دمياط بعمل فلندرة طويلة طولها حوإلى عشر أمتار، والفلندرة هي عبارة عن علم رفيع يتم رفعه أعلى سارية السفينةعند الدخول في مهمة والعودة بعد تنفيذها بنجاح ، أنه  علم النصر .
    إحساس غريب تملكه وهو يأمر قائد إلاشارة بعمل تلك الفلندرة الطويلة ، وها هو يقف الآن     في غرفة  قيادة المدمرة منتظرا قائد القوات البحرية للوصول لحضور التدريب .
    وعلى     بعد أمتار قليلةمن المدمرة دمياط ترسو المدمرة الناصر تستعد هي إلاخرىللإبحار ، ومنذ لحظات أعطى النقيب أمجد فهمي قائد مدفعية المدمرة تمام إلاستعداد لقائد المدمرة المقدم عادل الشراكي والذي يصاحبه العقيد مصطفي كامل منصور من قيادة المدمرات للإشرافعلى     التدريب.
    وفي الموعد المتوقع لحضور قائد القوات البحرية اللواء محمود عبد الرحمن فهمي ، لم يحضر القائد إنما حضر سكرتيره العسكري العميد جلال فهمي حاملا ظرفا مغلقا ، وسلمه لقائد المدمرات المتواجد على متن المدمرة دمياط للإشراف على التدريب المتوقع و قد كتب فى المظروف من قائد القوات البحرية إلى  العقيد جلال فهمى قائد لواء المدمرات شعبأن     8 نفذ اليوم بالتوفيق باذن الله .
    و كان لفظ شعبأن 8 هو إلاسم الكودي  للعملية وبعدها أبحرت المدمرتأن إلى الغرب حيث الموقع التدريبي قبل أن تلتف للاتجاه إلى الشرق حيث سيناء .
    بدأت المدمرة دمياط إبحارها مغادره ميناء الإسكندرية ومن خلفها المدمرة الناصر ، حيث وضع تواجد قائد لواء المدمرات على متن المدمرة دمياط شرف أن تكون هي مدمرة القيادة لهذا التدريب  .
    تحركت السفن ببطء مغادرة الرصيف ومتجهة إلى بوغاز الميناء ومن خلفه البحر الواسع الممتد إلى ما بعد نظر الرجال  .
    إنه  صباح الثامن من نوفمبر 1969 ، المدمرة دمياط ومن خلفها المدمرة الناصر تبحران     تجاه الشرق في مسار وسرعه معتاده  .
    لقد قامت تلك المدمرات بدوريات كثيرة قبالة سواحل بورسعيد ودمياط من قبل والعدو يعرف ذلك تماما ، وكانت التعلى    مات أن تكون السرعة  ومسار إلابحار مماثل لما قاما به من قبل في دوريات القتال المتعدده لمفاجأه العدو .
    وبعد أن استقرت المدمرات في اتجاههم ، بدأ قائد المدمرات شرحه للمقدم عدلي عن المهمة.
    المدمرة دمياط  :
    مكلفة بقصف مناطق تخزين تشوينات ذخائر وعتاد العدو في بالوظة على  عمق 40 كيلو متر من ساحل البحر وهي مناطق هامة لكنها بعيدة   عن مدى مدفعية الجيش المصري على     القناة لذلك تم تكليف القوات البحرية بتلك المهمةالحيوية .
    المدمرة الناصر :
    تقوم المدمرة بقصف بطاريات الدفاع الجوي من طراز هوك والمتمركزة في منطقة رمانة    على عمق 50 كيلو متر من ساحل البحر .
    والذي لم يعلمه أحد على متن تلك القطع البحرية ، أنه  في مبني قيادة القوات البحرية يتواجد اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية ، فقد كان هذا اليوم يوما حافلا للقوات البحرية المصرية ، حيث كُلفت القوات البحرية بحمل رسالة للعدو إلإسرائيلي مفادها (  أن القوات البحرية المصرية قادرة على الوصول إلى عمق قواتكم في الشمال والجنوب )
    فرجال الضفادع البشرية على وشك أن يبدأوا في إبحارهم من الحدود السعودية إلاردنية لتدمير سفن العدو في ميناء العدو في إيلات  .
    التوقيتات محسوبة بالثانية ، الأهداف محددة تماما ، القلق يعصف بالرجال في مبنى القيادة  
    استمرت المدمرات في إبحارها بجوار الساحل المصري متخطية رأس البر ودمياط ، وفي سرعة متوسطة لا تنذر العدو والذي لو رصدها رادارة لتوقع أن تكون مراكب صيد عادية من التي تكثر في تلك المنطقة  .
    وقف أمجد فهمي وسط رجاله من رجال مدفعية المدمرة الناصر ، يبث فيهم الحماس والفداء ويخبرهم بعبارات لا تحمل معاني مستترة .
    ( أن المدفعية هي عصب عمل المدمرات ، نجاح المهمة يتوقف على دقه إصابة الأهداف ومن أول قصفة ، أي تأخير معناه دخول طائرات العدو أو لنشاته في المعركة مما سيصعب علينا العوده ، تنفيذ المهمة لا يختلف عن التدريب في شئ ، فقط قاتلوا كانكم تتدربون )
    المقدم عدلي عطيه يتابع عمل الرجال على المدمرة دمياط ، كل إلاقسام جاهزة للاشتباك كما تدربوا أكثر من مرة ، هذا هو الوقت الحقيقي لمعرفه نتاج التدريب المجهد المتواصل في الفترة السابقه ، أخفى على قائد المدمرات تعطل بعض إلأجهزة بالمدمرة ، تلك إلاعطال لن تثني الرجال عن تنفيذ مهمتهم بنجاح لكن إعلان إلاعطال قد يؤجل تنفيذ المهمة وهو آخر شيئ يريده  .
    ضوء الشمس يكاد ينتهي بعد أن غربت الشمس واقتربت المدمرات من بورسعيد ، آخر حدود إلامان ومن بعدها سيكونون في مناطق عمل العدو وبدون دعم من المدفعية الساحلية أو الدفاع الجوي المصري  .
    قرب بورسعيد ظهر على الرادار نقطتان صغيرتان تخرجان من بوغاز ميناء بورسعيد ، أنه  سرب من لنشات الصواريخ ( كومار ) مخصص لحماية المدمرة دمياط والتي ستكون أكثر تعرضا لهجمات العدو نظرا لقربها من مواقعه أكثر من الناصر والتي ستكون أكثر بعدا عنها .
    انضم لنشات الصواريخ إلى المدمرة دمياط والتي بدأت تزيد من سرعتها ، وبدأ يتسع الفارق بينها وبين المدمرة الناصر ، ووسط ظلام الليل و إظلام السفن ، اختفت دمياط من أمام الناصر و أصبحت كل مدمرة تري إلاخرىكنقطة على الرادار .
    *
    قاعدة المنصورة الجوية
    ما أن حل الظلام إلا و كان سمير عزيز يحكم رباط اربطه مقعد الطائرة وبجواره العجمي أحمد في طائرة أخرى على أول ممر إلأقلاع مستعدين للأقلاع لتنفيذ اي عمليات ليليه وقد سلحت كل طائرة بصاروخين جو جو ، ولا يدريأن ماذا يخبئ لهم القدر .
    *
    البحر المتوسط – شرق بورسعيد – المدمرة دمياط :
    وقف المقدم عدلي يتابع بنظراته المعظمه الأفق إلاسود أمامه وعقله يفكر بلا هواده ، الظروف مواتيه لتنفيذ عملية ناجحه ، فاليوم هو يوم سبت مما يعني أن القوات الإسرائيلية في أقل درجات استعدادها ، وهو آخر الشهر العربي ، فالقمر محاق والسماء سوداء فلا كاشف لهم ، ورغم أن مسارهم من المؤكد أنه  سيخدع العدو إلا أنه  فور إطلاق أول طلقه ، فإن العدو سينقض عليهم بعد لحظات قليلةبعد أن يكتشف موقعهم ، فكان يجب أن يكون في المكان     المناسب تماما لإعطاء مدفعية المدمرة القدرة على العمل في ظروف مواتية ، لكن السماء والبحر في سواد الفحم وتحديد المكان يحتاج إلى أجهزة غير موجودة على متن السفينة .
    فبدأ المقدم عدلي بعمل حساباته من واقع خبرته في تلك المنطقة  منذ فترة معتمدا على فنار البردويل كنقطة تمييز يعرفها تماما لكنها غير موجودة الآن لوجودها في نطاق قوات العدو، فبدأ في عمل حساباته وفقا للسرعه والاتجاه وآخر نقطة تم رؤيتها بالعين المجردة ومستغلا بيانات رادار المدمرة في ضبط زوايا المدفعية  .
    ووفق الخطه بدأت المدفعية المصرية في بورسعيد وبورفؤاد في إطلاق النار على     قوات العدو فى حصن بودابست للتمويه ، وظهرت الحرائق في مواقع العدو وكان عليهم الانتظار لمدة خمس دقائق كما هو مخطط وفي اللحظه المحددة ، توكل المقدم عدلي على الله و أعطى أمره بالبدء في إطلاق النار
    وبدأت مدفعية المدمرة دمياط في إطلاق نيرانها بتركيز شديد ، وبعد ثوان تحول الأفق إلى ضوء فالطلقات أصابت أهدافها إصابة مباشرة ، و انفجرت مخازن الذخيرة لتحيل ظلام الأفق إلى ضوء باهر يؤكد نجاح القصف ، واستمرت المدمرة دمياط في قصفها المتوالى .
    وعلى مسافة 40 كيلو من المدمرة دمياط ، بدأت المدمرة الناصر قصفها بعد أن أصبح الأفق مضئ بفعل ضربات المدمرة دمياط .
    وفور بدء مدفعية الناصر ضرباتها تعالت ألسنة اللهب من الأفق مرة أخرى معلنة إصابات مؤكدة وتحول ليل سيناء المحتلة إلى نهار وتعالى صوت الرجال حول أمجد بالهتاف الله أكبر الله أكبر . 
    واستمر القصف لمدة دقائق ، ظهرت خلاله طائرة هليكوبتر إسرائيلية تقوم بإلاستطلاع فوق المدمرة دمياط والمدمرة الناصر ومنذرة باقتراب هجوم جوي معادي  .
    فصدرت الأوامر من على المدمرة دمياط والمدمرة الناصر بسرعة إنهاء الرصيد النيراني المخصص لضرب الأهداف وبدء الآنسحاب والتفرغ لمقابله طائرات العدو المتوقع وصولها بعد دقائق .
    فور اتخاذ المدمرات طريق العوده ظهرت الطائرات الإسرائيلية في سماء المنطقة  مطلقه دفعات من المشاعل لتحيل ظلام السماء والبحر إلى نهار ساطع .
    فأتخذت دمياط مسارا تجاه عمق البحر في حراسه لنشات الصواريخ ، بينما اتخذت دمياط مسارا متعرجا موازيا للساحل تجاه بورسعيد .
    وفي الإسكندرية كانت البلاغات تصل إلى قيادة القوات البحرية ، وتعإلى القلق في نفوس الرجال وخاصه رئيس الأركان بعد أن علم أن عملية الإغارة على ميناء إيلات قد ألغيت بناء على تقدير موقف قائد العملية والذي علم بعدم وجود سفن حربية بالميناء ، بشهامة  الفرسأن     التي لا يعرفها الإسرائيليون ، رفض قائد العملية مهاجمة سفن مدنية وفضل إلغاء العملية  .
    بدأت الناصر في الاشتباك مع طائرات العدو المغيرة وهي تبحر بأقصي سرعه تجاه الغرب وعلى مقربة منها المدمرة دمياط ولنشات الصواريخ والتي لم تكتشفها طائرات العدو وظلت في الظلام بينما تغرق الناصر في أضواء المشاعل التي تركزت عليها  .
    وفي أحدى الهجمات سقط أحد مشاعل طائرات العدو فوق الغطاء المشع الذي يغطي أحد الأجهزة الحساسة منذرا بكارثة مدوية ، وهم أمجد أن يطلق إنذار الحريق ، لكنه لم يتمكن من ذلك ، فقد سقطت قنبلة بجوار المدمرة تماما و انطلق عمود مياه كبير نتيجة تفجير القنبلة ، وأمام الرجال كانت يد الله تتدخل في المعركة ، فقد سقط عمود المياه كله على الحريق الذي في مهده وأخمده تماما ، وقتها أدرك الرجال بالواقع الملموس أن الله معهم و أنهم جند الله في تلك المعركة ، فهرع أمجد إلى قائد المدمرة وأخبره ليبتسم القائد ويردد : " أن الله معنا فلا خوف علينا "
    عرض قائد سرب لنشات الصواريخ التدخل لمساعده الناصر ، فلنشاته أكثر سرعة وأكثر قدرة على المناروة ومراوغة العدو ، لكن قائد المدمرات المتواجد على دمياط رفض ذلك مؤكدا ثقته في رجال المدمرة الناصر وحسن تدريبهم  .
    وبالفعل نجح رجال المدفعية المضاده للطائرات على متن الناصر من تدمير طائرة هوت محترقة في البحر أمام اعين الرجال ، بينما أصيبت طائرة أخرى تم رصدها بواسطة رادارات دمياط وهي تترنح في طيرانها عائدة إلى إسرائيل .
    استمرت طائرات العدو في هجومها على الناصر لمدة ثلاث ساعات متوالية من المنطقة  بجوار بحيرة البردويل حتي مشارف بورسعيد ، وتلك الهجمات أحصاها رجال الناصر بحوإلى أربعة وستين هجوما بالرشاشات والقنابل ، فغطت شطايا القنابل والطلقات سطح السفينه .
    وكان الموقف صعبا ، فالغارات الجوية الإسرائيلية مكثفة على الناصر بينما دمياط على مقربة منها وغير مرئية ومستعدة للتدخل لدعم الناصر إذا دعت الضرورة لذلك ، لكن تدخلها كفيل بكشفها هي إلاخرىمما سيجعل الهجمات الجويه تزداد حدة عليهم  .
    وواصلت الوحدات إبحارهابأقصي سرعه ممكنه تجاه الغرب ، وعندما بدأت تقترب من التوازي مع ساحل بورسعيد .
    أصدر قائد المدمرات أمره إلى لنشات الصواريخ بالعودة إلى ميناء بورسعيد بأقصي سرعة ، في نفس الوقت أصدر اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية أمرا مباشرا من مكتب قائد القوات البحرية بإضاءة مرافق بورسعيد بالكامل كما خطط في البداية ، فتوقع العدو وفق التحركات المصرية المفاجئة ، أن المدمرة المصرية في طريقها إلى بورسعيد و أن إضاءة أنوار المدينة هي لإرشاد المدمرة إلى الميناء  .
    وهنا يتدخل الطيران المصري ، فقد أعطى الأمر لسمير عزيز بإلأقلاع من قاعده المنصورة تجاه بورسعيد ومن خلفه أقلع العجمي أحمد ، وفور أقلاعهم ، رصد سمير عزيز المشاعل التي تلقيها الطائرات الإسرائيلية في الجو وعلى البحر لاضاءة بوغاز ميناء بورسعيد تحسبا لدخول المدمرة المصرية للميناء ومحأوله أصابتها في هذا المكان الضيق .
    رصد سمير عزيز تلك المشاعل ووفقا لكلاماته كان الرادار على الطائرات المصرية ( قلته أحسن ) فمدى الرادار هو 2 كيلو متر فقط وغير مجدي للطائرة في شئ ، وبدأت طائرات إلاعاقه الإسرائيلية في الشوشرة على اللاسلكي الخاص بالطائرات المصرية .
    كان ظهور سمير عزيز والعجمي أحمد في سماء المعركة نقطة تحول مهمةجدا ، فقد توقعت الطائرات الإسرائيلية أنها واقعه في كمين مصري مدبراً ، فانسحبت القاذفات الإسرائيلية لعدم قدرتها الفعلية على     مواجهة المقاتلات المصرية ، مما أعطى الفرصة لدمياط والناصر بالتحرك تجاه الإسكندرية بسرعة كبيرة وفي خط مستقيم بدلا من المسارات المتعرجة .
    وبعد نصف ساعه عادت الطائرات الإسرائيلية بعد أن تيقنت من خلو سماء المعركة من الطائرات المقاتلة المصرية ، وبدأت في إلقاء المشاعل على ميناء بورسعيد وهي تبحث عن المدمرة الناصر والتي كانت في تلك اللحظة قد انضمت إلى كنف مدمرة القيادة دمياط واتجهت عائدة إلى الإسكندرية في صمت لاسلكي تام لعدم رصد مكانهما .
    وقرب ضوء الفجر وصلت أشارة إلى قيادة القوات البحرية من خفر السواحل قرب رشيد تفيد مرور مدمرتين مصريتين تجاه الإسكندرية .
    فعادت قيادة القوات البحرية وطلبت تأكيد إلاشارة (( قطعه بحريه ام اثنين )) وعاد التأكيد بأنه م وحدتين بحريتين ، فتعإلى الحماس والتكبير ارجاء غرفة  عمليات القوات البحرية بعوده القطع سالمه .
    وعلى المدمرة الناصر سقط الرقيب أول عبد الغني عبد العزيز مغشيا عليه من جراء إصابة خطيرة في ذراعه تحامل عليها لمواصلة القتال حتي أنه خارت قواه وكان هو المصاب الوحيد على متن المدمرة ، خطي أمجد استجابة لاستدعاء قائد المدمرة عادل الشراكي ، لكنه لم يلمس الأرض ، فقد حمله رجاله طوال الطريق على     الأعناق مهللين مكبرين فرحين بنصر الله لهم .
    فتلقاه قائد المدمرة محتضنا إياه دامعا مهنئا بالنصر الكبير ، فقد كانت المعنويات تناطح السماء، وفهنأهه المقدم عادل واثني على عمله في دقة التصويب وشارك في التهنئة العقيد مصطفي كامل منصور ، ورد أمجد بأن     ذلك نتاج توفيق الله والتدريب المستمر.
    وفي الساعة السادسة صباحاً استمع المقدم عدلي إلى إلاذاعات الأجنبية التي تبث الخبر في اذاعاتها مما رفع معنويات الرجال أكثر وأكثر ، فهذه المرة لن تستطيع إسرائيل كما تعودت انكار الهجوم أو الخسائر الكبيرة في صفوفها من جراء الهجوم المصري الكبير .
    وتذكر المقدم عدلي الفلندرة فأمر برفعها على ساريةالمدمرة ، فارتفعت الفلندرة ذات العلم المصري وزينت سارية السفينة وسط تكبير الرجال على المدمرتين .
    وفي السابعه صباحا أعلنت مصر الخبر في إذاعتها بينما المدمرات تقترب من الإسكندرية ، فعلم جميع من في ميناء الإسكندرية بالخبر السعيد ، وخرج الضباط والجنود إلى أرصفة الميناء ينتظرون عودة المدمرات في شوق بينما وقف قائد القوات البحرية في شرفه مكتبه بتابع بشوق وقلق وصول المدمرات  .
    ظهرت المدمرات قرب البوغاز ، ومن مكتبه رصد قائد القوات البحرية المدمرات تعود سالمة تزينها فلندرة طويلة سارية مدمرة القيادة فخر ساجدا في الشرفة شاكرا الله على سلامة الرجال ، وفور دخول المدمرات إلى بوغاز الإسكندرية بدأت القطع الحربية المصرية من كل الآنواع والأحجام في إطلاق صافراتها تحية للواحدات العائدة منتصرة ، ووقف الرجال على متن المدمرات في سعادة وسرور يشاهدون ميناء الإسكندرية يزفهم ويرحب بعودتهم .
    وفوجئ الجميع بالسفن التجارية المصرية في الميناء تطلق صافراتها هي الأخرى فرحا بعودة المدمرات ، فالخبر قد أعلن في الإذاعة وسمعه العالم أجمع ، وهرع العمال المدنيون يلوحون للمدمرات المصري ويكبرون بأقصي ما يتمكنون من قوة
    وعلى رصيف المدمرات ، اصطفت الموسيقات العسكريه تعزف المارشات العسكريه خلف رجال البحرية الذين اصطفوا بملابسهم البيضاء المميزة للترحيب رسميا بعوده المدمرات من تلك المهمةومن أمامهم وقف قائد القوات البحرية وضباط القيادة وعدد من الخبراء السوفيت .

    حصل جميع المشاركين في هذه العملية على أنواط “الشجاعة العسكري” من الطبقة إلاولي أو الثانية كل حسب دورة في العملية في حين حصل قائد التشكيل و قادة المدمرتان على وسام النجمة العسكرية من الرئيس جمال عبد الناصر . 


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: بطولة خارقة لم يكتب عنها Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top