728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    السبت، 22 أبريل 2017

    الفلاح الفصيح والفلاح الخسيس




           كتبه 
    المستشار الدكتور 
      صادق القماح




    تذكرت فيلم الأرض للفنان محمود المليجي وكيف أنه ومن معه من الفلاحين كانوا يتمسكون بأرضهم ويحرصون على ريها و زراعتها والعيش من خيرها وكان ذلك أيام الملك وكذلك تذكرت ذلك العواد الذي باع أرضه وغنوا له ( عواد باع أرض يا ولاد .... على طوله وعرضه يا ولاد ) ومثلت هذه الأغنية قمة المهانة للفلاح بائع أرضه  ، وظن من شاهد مثل هذه الأفلام أن الفلاح الذي رفع شعار ( الأرض عرض ) وأن الفلاح سيكون حريصاً على الأرض إن كانت ملك يديه .
    وجاءت ما أعتبرها الطامة الكبرى على يد جمال عبد الناصر والذي أعلن قانون الإصلاح الزراعي الجديد وملك الفلاح الأرض وأعطى كل فلاح معدم 5 أفدنة .
    ولو علم عبد الناصر ما سيؤال عليه الحال ما أنشأ مثل هذا القانون .
    حيث عاش الفلاح في كنف أرضه فرحة بها ولكن الطمع والجشع أعموا ناظريه لما مسك المال في يديه من بعد عدم ، فظهرت المشكلات الاجتماعية في الريف المصري والتي يندى لها الجبين والتي ينعدم معها كل ضمير وكل إنسانية .
    فالريف المصري أصبح متشابها في عادته وطباعه ، الفلاح حريص كل الحرص على أداء فروض الله من صلاة وصوم أما الزكاة فمتروكة من شخص لآخر .
    ولكن ترسخت في عقدية السواد الأعظم من الفلاحين أكل مال الغير بالباطل بل توارثتها الأجيال جيل بعد جيل .
    ففي بادئ الأمر وأتذكر أيام السادات بدأت الدولة تعاني من تجريف الأراضي الزراعية على يد الفلاح لما وجد من مكسب سريع ، فأصدر السادات قانون ولكن لا جدوى ثم بعدها ترك الفلاح أرضه تبور ليسافر الدول العربية للاستزادة من المال وبدأت مصر تعاني من قلة المنتجات الزراعية .
    ثم بعدها بدأت ظاهرة " الهبيشة " بالأخ يزور ويدلس ليسرق أرض أخوه والبنات تعانين من وضع يد الأخ أو العم أو الخال على الأرض وطبعا الفائدة الكبرى تعود عليه بالنفع المادي أما ما يعيطه لهم فهو ما يجود به هذا إن جَوَدَ 
    لم يقف الأمر عند جشع الفلاح في الاستيلاء على أرض إخوته وأخواته وبنات وأبناء الإخوة أو ذوي القرابة ، لا بل ما زاد الطين بلة هو تعدي الفلاح على أراضي الحكومة نفسها والطامة الكبرى هو تعدي الفلاح على حرم النيل .
    ولن أنكر أن كل هذا في غياب تام لمؤسسات الدولة وإلا لما حدث هذا .
    يا سادة أية صلاة وأية صوم هذا الذي تفعلونه وأي إله هذا الذي تعبدونه ؟
    ألا أقول لكم مقولة مهمة جدا ( أنتم داعش هذا الوطن ) فما أنتم إلا حفنة لصوص تحلل لنفسها السرقة والنهب واستحلال مال الغير واليتامى والأرامل وساعدكم في هذا هذا الظل الباهت الذي كاد أن يتلاشى وما يُعرف باسم سلطة الحكومة .
    لا يقف الأمر عند هذا الحد بل يسعى كل سارق مارق من هؤلاء لييقي بتبعة اللوم على الحكومة التي لا توفر لهم الغذاء والدواء وغيره من كافة المستلزمات المعيشية
    أي هزل هذا ؟ وأي منطق ؟
    تسرقون وتنهبون وتستحلون مال الغير بغير حق ووصل الجشع أن تسلبوا ما ليس لكم ثم تظهرون أنفسكم بمظهر الحمل الوديع الذي وقع فريسة الذئب ؟
    طبعا الذئب هنا هو الدولة العاجزة .
    يا سادة الكلام ليس على المطلق ولكن للغالب الأعم مما رأيته من مشاكل في قرى مصر ومن مصائب وردت علي وكوارث شاهدتها بأم عيني .
    الأمثلة والشواهد كثيرة على دواعش الأراضي والأرحام وإن ذكرت بعضا منها سنكتب مجلدات .
    فكما ذكرت أن هناك فلاح فصيح كان يعرف قيمة الأرض وعقيدته أن أرضه هي عرضه فهناك فلاح خسيس وهم كُثر باع أرضه وعرضه ورحمه .
    أعلم أن الكثير ممن سيقرأ هذه الكلمات سينساها بمجرد رفع عينه من عليها وسيعود ليمارس مهامه في السلب والنهب .
    لك الله يا مصر فلم يصبح لك ظهير زراعي وغداً لن تكون هناك سنبلة قمح على أرضك طالما هذا الخسيس يتملك أرضاً لا يعرف قيمتها .

    رحم الله أيام الملكية التي لم أعشها ولكن كان الخير فيها يعم مصر المحروسة .
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الفلاح الفصيح والفلاح الخسيس Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top