728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

    فرعون موسى ( الجزء الأول )




             كتبه 
    المفكر والباحث الديني 
           أحمد علي




    خلال أمسية سمر فى إلمنيا فى عام 1991.. جمعتنا أنا و مجموعة من دارسي الآثار و التاريخ للحصول على ترخيص ممارسة الإرشاد السياحي مع الأستاذ العلامة د. عبد الحليم نور الدين و الأستاذ أحمد موسى مدير منطقة آثار تونا الجبل ( في هذا الوقت) .. قامت إحدى الزميلات بطرح  سؤال " من هو فرعون موسى " ؟ .. فكانت إجابة الرجل المتواضع في منتهي الإبداع :
    " لابد أن تفرقي بين ما يمكن أن نتحدث عنه كمعلومات أثرية موثقة كدارسين .. و بين ما يمكن طرحه للزائر الأجنبى !!
    كل زائر لمصر عنده عقيدة و قناعة بأن فرعون موسى هو ملك أو فرعون بعينه .. و الجدال معه لن يفيد إلا فى حدوث جفوة و فجوة بينك و بين الضيف " .. و بدأ سرد القصة بأن الله له حكمه في عدم ذكر اسم ذلك الفرعون .. لأن الغرض في القصص القرآنى هو أخذ العظة و العبرة والتفكر فيها .. وأنه يوجد العديد من النظريات عمن هو فرعون موسى .. و لكن إذا اعتمدنا الأسانيد الأثرية والتاريخية و البرديات .. نجدها تؤديى في أن رمسيس الثاني هو فرعون الاضطهاد و فرعون الخروج ... و بدأ فى السرد..
    و بما أنى ( أنا كاتب هذا المقال ) لا أستطيع إثبات ذلك اللقاء و تلك الرواية .. اضطررت للإستعانة بكل المراجع " المحايدة "  المتاحة لبحث هذه القضية و طرحها للجميع ..
    في البداية .. يوجد شبه استحاله في تناول هذا الموضوع بدون بحثه تاريخياً و أثرياً و دينياً بالتوازي .. التوراة من المصادر الهامة للتأريخ في الأساس و ترتيب الأحداث تاريخية .. وإن كان التعامل معها بحرص فى الأحداث التي تعطي اليهود حق في مكان أو زمان معين .. اليهود اهتموا بتواريخ الأحداث .. بعكس العرب .. الذين كانوا يربطون الأحداث بعدد الأعوام قبل أو بعد عام الفيل أو حرب البسوس أو حرب الفجار و هكذا على سبيل المثال .. أما القرآن فيتحدث عن قصة رسول أو نبي معين بغرض أخذ العظة و العبرة للتعلم منها و انتهاءً بعقاب المخالف لله ..
    رجاء من كل من قرر استكمال قراءة هذا المقال ترك قناعته الشخصية السابقة جانباً بصورة مؤقتة .. ليكون مستعداً لتلقي المعلومة .. هذا البحث لم يأخذ فى الاعتبار أى من الروايات و القصص الأدبية المصرية أوالأفلام الهوليوودية  ذات الصلة.. حتى و إن كانت تؤيد نفس وجهة النظر فى ترجيح فرعون معين ..
    و السؤال الآن ... من هو فرعون موسى..؟؟
    إختلفت الآراء لحد كبير .. و كل رأى معتبر من وجهة نظر المتبني لهذا الرأي أو ذاك .. و إليكم ما وصلت إليه بعون الله و توفيقة للرد على كل فرعون محتمل :
    1) ملك اسمه فرعون:
    هذه الفرضية مستبعدة لأن التاريخ و الآثار المصرية لم تذكر اسم ملك يدعى " فرعون " .. حيث يعتقد أغلب علماء المصريات أن هذا لقب مشتق من كلمة " بر- عو" فى اللغة النوبية القديمة بمعنى البيت الكبير أو كما نقول الباب العالي .. و منها ظهر اللقب " بر- عا " و تم إطلاقه على كل ملوك مصر منذ بداية الأسرة الثامنة عشر .. و لكننا لا نجد خرطوش واحد في جميع أنحاء مصرمن مقابر و معابد و مسلات أو برديات ( فرعون ذى الوتاد ) يحتوي على اسم لملك اسمه " فرعون " .. و في لقاء موسى بفرعون خاطبه قائلاً " وقال موسى يا فرعون إني رسول رب العالمين " .. فلا يستقيم أن يقف موسى أمام الفرعون المعروف بتجبره و غروره و بطشه .. ويخاطبه باسمه المباشر دون إجلال و احترام لمكانته كفرعون أو ملك لمصر لكى يتقى شره و يستميله للإنصات .. اتباعاً للأمر الإلهي " اذْهَبَا فيٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ .. فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ"
    2) كان من الهكسوس :
    الأساس اللغوي للاسم في المصرية القديمة هو " حقا – خاسوت " .. أى الحكام الأجانب أو حكام الأراضي الأجنبية .. لم يستطيع علماء التاريخ الاتفاق على أصلهم و إن كان المرجح أنهم من أصول آسيوية متعددة .. ومنهم من كان من أصول سامية عمورية نعرفهم من أسماء ملوكهم مثل عانت – هر-  صقير- حار- خيان - ابوفيس  - خامودى .. و كانت معبوداتهم سامية مثل بعل وعشتار وعنات .. كان الهكسوس يتوافدوا في مصر كأفراد بغرض المقايضة و التجارة منذ زمن بعيد .. حتى الوصول لعصر الإضمحلال الثاني .. فقاموا بالهجوم على مصر بأعداد كبيرة حوالي عام 1780 ق. م. إنطلاقاً من صحراء النقب مروراً بسيناء  .. و أسسوا الأسرة الخامسة عشر شرق الدلتا في منطقة  " زوان " أو " أواريس " .. تليها الأسرة السادسة عشر و امتدت فترة حكمهم حوالي 205 سنة .. و الأسرتان الأجنبيتين كانتا في نفس الفترة المعاصرة للأسرة الثالثة عشر " المصرية "  و مقر حكمهم طيبة جنوب مصر .... و الأسرة الرابعة عشر " المصرية " و كان مقر حكمهم غرب الدلتا .
    ننتقل سريعاً لدخول سيدنا يوسف لمصرفى عصر الملك خيان حوالي عام 1764 ق. م. و بيعه لبيت عزيز مصر ( " فوطيفار " كما ذكر العهد القديم إص 37 و 39 سفر التكوين) و هو ما يعادل تقريباً رئيس الوزراء .. ثم محنة السجن و خروجه منه و توليه وزارة التموين و المالية .. و استدعائه لأهله ( سيدنا يعقوب و الأسباط و زوجاتهم و أبنائهم .. إجمالي عددهم كان فى حدود 70 فرد (إص 46 التكوين) بالإضافة لمواشيهم من الجمال و الأبقار حيث إنهم كانوا من الرعاة ) ..هذا أول ظهور لبني إسرائيل في مصر.
    و استأذن يوسف الملك " خيان " أن يستقر قومه في منطقة جاسان ( جوشن –  حالياً وادي طميلات بين بحيرة التمساح و فرع النيل البيلوزي في ذلك الوقت ) .. لتقليل الاحتكاك بالمصريين .. لأن المصريين يرون أن " كل راعي غنم رجس للمصريين " .... ثم توفي يوسف في عهد أبوفيس الثاني حوالي عام 1668 ق. م. عن عمر 110 سنة ..  و قبل قيام أحمس بطرد الهكسوس من مصرعام 1575 ق. م. .. المهم في الأمر عدم وجود سبب اجتماعي أو ديني لانقلاب الهكسوس على بني إسرائيل لطردهم .. نظراً لانحدارهم جميعاً من نفس الموطن الأصلي و البيئة البدوية و ربما القرابة البعيدة .. و السبب الأكبر أن يوسف هو من انقذهم من سنوات الجدب و المجاعة .. و لم ينسى له الهكسوس ذلك و من بعده أبناء و أحفاد يعقوب عليه السلام فأكرموا وفادتهم ..
    ملحوظة هامة : لا يتم إطلاق اسم " اليهود " على بني إسرائيل قبل الخروج من مصر .. و اكتمال الرسالة السماوية بنزول الوصايا العشرعلى موسى عليه السلام فى صحراء سيناء ..
    3) أحمس الأول هو فرعون موسى :
    يزعم المؤرخ اليهودي يوسف بن متى (يوسيفيوس) أن الهكسوس هم العابيرو ( الخابيرو ) و هم نفسهم العبرانيين أى بني إسرائيل .. و من طردهم هو أحمس الأول و بالتالي هو فرعون موسى .. و الغرض معروف وهو إثبات حقوق تاريخية لليهود في مصر بأن بني إسرائيل كانوا حكام مصر في فترة من الفترات .. و ذلك يتعارض مع ما تم ذكره فى نقطة رقم ( 2 ) ... فقد قام كُتَاب التوراة من اليهود بإطلاق اسم فرعون على أي حاكم لمصر ( إما عن عمد أو عن جهل ) في سفري التكوين و الخروج .. بدايةً من عهد النبي إبراهيم ثم النبي يوسف ثم النبي موسى عليهم جميعاً السلام ... و إذا سلمنا بفرضية اشتقاق الاسم من " بر- عا " .. فإن هذا اللقب لم يظهر كلقب للملك إلا بعد حوالي أربعة او خمسة قرون من وصول النبي إبراهيم إلى مصر .. في عصر الأسرة الثامنة عشر و ما يليها ..     
    4) أحمس الأول هو فرعون التسخير و الإضطهاد و تحتمس الأول هو فرعون الخروج :
    يقول بهذه الفرضية  د. محمد وصفي ( الارتباط الزمني و العقائدي بين الأنبياء و الرسل) .. حيث قام أحمس بمطاردة الهكسوس ومعهم بعض بني إسرائيل الذين ناصروهم علانيةً في فلسطين و حاصرهم فى شاروحين ( تل قرعة الحالية ) لمدة 3 سنوات مما اضطرهم للخروج في حدود لبنان .. أما بني إسرائيل المسالمين الموجودين فى مصر و هم الكتلة الأكبر.. فقام أحمس باضطهادهم وعذبهم و قتل أبنائهم و سخرهم في بناء المدن و وضعهم تحت المراقبة خوفاً من انضمامهم للهكسوس ومعاودة الهجوم على مصر .. و إن كانوا هم أنفسهم فضلوا البقاء فى مصرحيث المرعى والطقس أنسب للماشية من منطقة النقب أو أرض كنعان في فلسطين .. أي لم يحدث خروج " كامل " لبني إسرائيل من مصر .. ثم عاد أحمس الأول بعد الانتهاء من حروب الهكسوس في عاصمته " طيبة " جنوب مصر حوالي عام 1580 ق. م. و ولد موسى حوالي عام 1571 ق. م ... ثم حكم أحمس لمدة 14 سنة.. تلاه أمنحتب الأول ثم تحتمس الأول و الذى حكم لمدة 39 سنة ... و يقول د. وصفي أن نبي الله موسى عاصر الفراعين الثلاثة (مجموع فترات حكمهم 69 سنة ) .. و أنه لما قتل المصري كان عمره 61 سنة و هرب في مدين و ظل فيها 8 سنوات .. ثم عاد في مصر و دعا فرعون " تحتمس الأول " للهداية و الإيمان برب العالمين لمدة سنة واحدة ثم قاد بني إسرائيل للخروج .. لا يستقيم ذلك تاريخياً و جغرافياً لعدة أسباب :
    - إذا كان النيل يجري من الجنوب للشمال .. كيف التقطت زوجة فرعون في طيبة جنوب مصر سلة الطفل موسى و بني إسرائيل يعيشون في أرض جاسان شرق الدلتا ؟
    - هل تكفي سنة واحدة بين العودة من مدين و الخروج لظهور الضربات العشرالثابتة فى سفر الخروج (إص 7 – 10).. وهي خمسة آيات فى القرآن الكريم ..؟ يقول تعالي :  "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ" .. كما يقول تعالي : "وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ" .. من الواضح أنها فترة زمنية لا بأس بها و تتعدى السنة الواحدة بكثير ...
    - تحتمس الأول ابن أمنحتب الأول .. و لكن من دم غير ملكي صافي .. حيث إن أمه " سن سونب " لم تكن الزوجة الملكية .. و لكن ربما كانت من المحظيات أو الزوجة الثانية .. فكان لابد ان يتزوج من أخت له ذات دماء ملكية نقية .. و بما أنه وصل للعرش بشق الأنفس .. هل كان يستطيع الادعاء بأنه إله كما هو ثابت عن فرعون موسى...؟
    - لم يرد لدينا أن تحتمس الأول مات بطريقة غير عادية .. بل مات بصورة طبيعية و خلفه ابنه تحتمس الثاني الذي تزوج الوريثة الشرعية "حتشبسوت " .. فهل يتفق ذلك مع الموت غرقاً ...؟
    5) تحتمس الثانى هو فرعون الخروج:
    قال هذا الرأى ج. دى ميسيللى .. و ادَّعى ذلك من حساب التقويمات ليصل بحكم تحتمس الثاني لعام 1495 ق. م. .. واستشهد بوجود كتابه على مومياء تحتمس الثاني تقوم بوصف لأورام جلدية .. وهي إحدى آيات الله التى أرسلها لإنذار قوم فرعون .. و كان الرد قاطع من موريس بوكاى ( دراسة الكتب المقدسة ) .. حيث قال إن ذلك يتعارض مع التوراة التي ذكرت أن فرعون استخدم بني إسرائيل لبناء عاصمته الجديدة "بر- رعمسيس " .. و هي ما لم تكن موجودة من الأساس في عهد تحتمس الثاني .. و بالنسبة للأورام .. فقد كان ابنه تحتمس الثالث و حفيده أمنحتب الثاني مصابين بها أيضا ً.. يمكن معاينتها على مومياواتهم بالمتحف المصري .. ( دراسة قامت بها جامعة هارفارد .. برئاسة بروفيسور دكتور جويل كلينك و دكتور ميسلاف كافكا من جامعة زغرب .. تفيد بوجود طفح أو ورم جلدي على الظهر و الوسط و ذراعي و ساق تحتمس الثاني – الشبكة الإخبارية للأثريين  Archeological News Networkمارس  2012)
    6) تحتمس الثالث هو فرعون الخروج:
    تستند هذه الفرضية للتوراة (ملوك 6-1 ) : " وكان في السنة 480 لخروج بني إسرائيل من مصر .. السنة الرابعة لملك سليمان على بني إسرائيل أنه بني البيت للرب " .. فإذا كان حكم سليمان بدأ عام 970 ق. م . .. فيكون العام الرابع هو سنة 966 ق.م . .. فإذا أضفنا 480 سنة .. يعود بنا لعام 1446 ق. م. و هي أواخر حكم تحتمس الثالث ..
    الجدل هنا في وجود ترجمات أخرى للتوراة تجعل الرقم 440 سنة و أخرى تصل في 580 سنة .. المعروف أنه هنالك 12 جيل بين الخروج و بناء الهيكل .. وبافتراض عمر الجيل 40 سنة فيكون الناتج 480 سنة .. و لكن الأقرب للمنطق أن عمر الجيل 25 سنة فى المتوسط .. فيكون الناتج 300 سنة .. مما يأخذنا إلي عام 1270 ق. م. أثناء فترة حكم رمسيس الثاني ( تماشياً مع النظرية ) ... و إن كانت مبكرة قليلاً لأن حكم رمسيس الثاني انتهى بوفاته حوالي عام 1223 ق. م.
    القائل بهذا يعتقد أن الملكة حتشبسوت زوجة تحتمس الثالث هي التي انتشلت موسى من الماء عام 1527 ق. م. وأنه تربى في حاشيتها وبلاطها .. ولما تولى تحتمس الثالث العرش و نظراً لعداوته لحتشبسوت .. فإن موسى خشِيَ غضبته وفر من مصر .. ثم عاد من مدين وكان الخروج في عام 1447 ق. م. .. هذا الرأي يتعارض مع كثيرمن الحقائق مثل أن فرار موسى من مصر كان بسبب قتله للمصري .. كما أن مملكة تحتمس الثالث اتسعت و امتدت لتشمل فلسطين و بلاد الشام .. فلم يكن بمقدرة موسى الفرار و الاختباء منه بسهولة و يسر .. و سبب أخير أن تحتمس الثالث لم يَدَّعي الألوهية بعكس فرعون موسى الذي قال " أنا ربكم الأعلى " .. فقد كان تحتمس الثالث على درجة عالية من الأخلاق والتواضع .. و تشهد بذلك اللوحة التى أمر بإقامتها في معبد الكرنك ويظهر فيها تأدبة و احترامه للإله آمون و هو فى حضرته .. و يشكره على فضله في نصرته في الحروب ..
    7) أمنحتب الثانى فرعون الخروج:
    قال بذلك دانييل روبس فى كتابه شعب التوراة و لا حاجة للخوض في هذا الرأى لفساده كالسابق ..
    8) إخناتون هو نفسه موسى:
    هذا الرأي الشاذ قاله الأستاذ أحمد عثمان و الذى قام بدراسة المصريات في إنجلترا في الستينات و أنتج كتابين عجيبين .. الأول مضمونة أن " يويا المصرى " هو سيدنا يوسف .. و الثاني كتاب " موسى فرعون مصر – حل غموض إخناتون " شرح فيه نظريته الخاصة بأن إخناتون (موسى) هو الابن الثاني لأمنحتب الثالث من الملكة " تى" و هي نصف مصرية و نصف إسرائلية و أنه تربى في الشمال و تشبع بعبادة بني إسرائيل .. في آخر القصة المزيفة .. و لا نحتاج لإثبات أن القصة تخدم وجهة النظر الإسرائيلية أن فرعون مصر القادم كان يحمل دماء إسرائيلية .. و المعروف أن إخناتون تمرد على عبادة آمون و سائر الآلهة .. و قام بإنشاء عاصمته الجديدة " أخت – أتون " في الشمال من طيبة في محافظة إلمنيا .. لعبادة ربه الأوحد آتون ( قرص الشمس ) ..
    9توت عنخ أمون هو فرعون موسى:
    فى كتابه " موسى مصرياً ".. قال سيجموند فرويد رائد علم النفس اليهودي أن موسى مصري و ليس من بني إسرائيل .. و كان من الأمراء المقربين لإخناتون .. و لما حدثت الردة الدينية بعد وفاة إخناتون و تولى توت عنخ أمون الملك .. تم استبعاد موسى فذهب لبني إسرائيل وهداهم للدين الجديد المستوحى من عبادة التوحيد لإخناتون .. ثم قادهم في خروج سلمي بدون مطاردات .. القصة بالكامل تعكس التضارب و التخبط .. و يكفينا قصر فترة حكم توت عنخ آمون وعدم وجود نقوش كافية تحتوى إنجازاته و انتصاراته .. باستثناء مقبرة المتكاملة في وادى الملوك ..
    10) رمسيس الثانى فرعون الإضطهاد و التسخير و مرى إن بتاح هو فرعون الخروج:
    المتبنيين لهذا الرأي يروا أنه بعد وفاة رمسيس الثاني و انشغال مري إن بتاح في صد هجمات الليبيين من الغرب في العام الخامس لحكمه .. انتهز بني إسرائيل الفرصة و فروا خارج مصر .. و بعد انتهاء حرب الليبيين قام مري إن بتاح بتسيير حملة لسوريا و مر بفلسطين و أباد بني إسرائيل هناك .. و دليلهم هو لوحة مري إن بتاح ( أو لوحة إسرائيل ) و التي يرجح كتابتها في العام الخامس لحكمه .. و يتحدث فيها عن دحره لشعوب الأقواس التسعة و هزيمتهم .. و تم ذكر كل الشعوب و بجواره المخصص اللغوي الذي يرمز لبلد أجنبى .. عدا اسم إسرائيل حيث تم رسم المخصص اللغوي رجل و امرأة .. مما يدل على أنهم مجموعة من البشر و ليسوا دولة مستقرة في أرض معينة ..
    هذا الرأى يغفل بعض الأمور .. أهمها أن فرعون الخروج مات غرقاً أثناء مطاردته لبني إسرائيل .. كيف يكتب الفرعون الميت لوحاً يخلد دحره لبني إسرائيل وهو نفسه غرق أثناء المطاردة ..؟ كما يغفل الرأى 40 عاما ً من التيه في سيناء و التي وردت في التوراة و القرآن و لا مجال للجدل حولها .. فقد توقفت كل ملامح محاولة اللحاق ببني إسرائيل بعد غرق الفرعون .. المرجح هنا أن مري إن بتاح عندما ذهب بحملته في سوريا مر بفلسطين .. و ربما كان قد التقى ببقايا العابيرو و قتلهم أو قام بالبحث عن بني إسرائيل فى أنحاء فلسطين فلم يجدهم .. و في الحالتين نسب القضاء عليهم لنفسه كعادة معظم فراعنة مصر من تفخيم و تعظيم إنجازاتهم و انتصاراتهم .. و هنا يصبح لوح مري إن بتاح دليل على أن الخروج حدث قبل توليه الحكم ..
    اسمحوا لي بالاكتفاء بهذا القدر .. و تأجيل حسم القضية للمقال القادم قريباً جداً بإذن الله .. لإعطاء القارئ الوقت للقراءة و المراجعة و مناقشة الأفكار المطروحة ..


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مراجع :
    * التوراة – سفرى التكوين و الخروج العهد القديم
    * القرآن – سورة الأعراف
    * مصر الفرعونية – د. أحمد فخرى
    * مصر القديمة – سليم حسن
    * تاريخ و حضارة مصر القديمة – د. عبد الحليم نور الدين.
    * مصر و الشرق الأدنى القديم – د. محمد بيومى مهران
    * قصص الأنبياء و التاريخ ج3 و ج4 – د. رشدى البدراوى
    * مصر و الشرق الأدنى القديم – د. نجيب ميخائيل إبراهيم

    التاريخ\ 26 سبتمبر 2017
    تابعونى على فيسبوك:
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: فرعون موسى ( الجزء الأول ) Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top