في الخمسينة - سبق فتكات

كتبه 

المستشار الدكتور 

صادق القماح 

تعلمنا في تعلمنا للصحافة الورقية بأن الصحفي الناجح هو الذي يأتي بسبق عن باقي الجرائد ، السبق هو أن يأتي بالخبر قبل غيره ولكن كان الأهم من تعلم الإتيان بالخبر هو أن يكون الخبر صحيحاً وليكن مصدره موثوقاً فيه .

أما وإن ملأت القنوات الفضائية عنان الشاشات وأصبحت الصحف الإلكترونية ملئ الأعين أما الورقية فهي في نقصان بعد 2011 .

ففي وسط هذا الزخم من مصادر الأخبار أصبح موضوع السبق كأن لم يكن ولا يهتم به السواد الأعظم ممن يخطون في الصحف .

ولأن بعض القنوات وخصوصاً المذيعيين الذين يشعرون بألمعيتهم يصرون على أن يأتوا بأخبار تتصف بالسبق الصحفي دون النظر لمصداقية الخبر وهذا مرجعه أن هذا الألمعي الأوزعي له طاقم يعمل في خدمته ويأتي له بالأخبار ( فريق الإعداد ) فيمكن أن يكون أحدهم لم يتيقن من صحة الخبر وبالتالي يقوم المذيع أو المذيعة بنشر الخبر على أنه سبق ، ثم نجد أن ما قيل هو درب من الخيال و من نسج خيال مريض فيتحول السبق من ليكون صبق " فتكات " التي لا دراية لها بأي شيئ في الحياة .

ولأن الإعلامي والصحفي المميز يعلم أن ليس كل ما يدركه من الأخبار يمكن أن ينشر للعوام و ( يحرق الخبر ) بل والموضوع بأكمله لحماية الأمن العام .

يا سادة أفيقوا فليس كل ما يدرك ينشر وليس المهم أن تأتي بالخبر قدر أن يكون الأهم هو مصداقيته لأن هناك فرق كبير بين

السبق الصحفي وسبق فتكات .

الثلاثاء, أكتوبر 24, 2017