احتياط عادل
مصطفي
يقول في ذكرياتة : -
" كنت أعتبر كف يدي هى خريطة سيناء وكنت أقوم بوضع العلامات والرموز الخاصة بالقوات الإسرائيلية على كفي باستخدام قلم " كوبية " ، وبعد وضع علامات التحركات ، أغمس يدي في " الجينسيانه" والتي تستخدم في علاج الجروح للماشية ، حتى إذا حاول أي جندي إسرائيلي أن ينظر في كفي فلن يرى شيئا ، وعندما أعود إلى مكان مبيتي أقوم بمسح مادة " الجينسيانه " وأبدأ في نقل ما دونته كرموز على الخريطة ، وأضعها في أحد الأماكن التي يأتي إليها شخص أخر لينقلها إلى القيادة " .
تمكنت خلال فترة وجودي خلف خطوط العدو من التعرف
على ضابط إسرائيلي كبير ويشغل منصب مفتش القوات الإسرائيلية لقطاع شمال ووسط سيناء وكان يدعى " سمعان " وهو من أصل
يمني ويتحدث اللغة العربية بطلاقة ، وكنت أتحرك في شمال ووسط سيناء بحرية بسبب تلك
الصداقة ، لأنني كنت أعرف مكان تواجده فمثلا إذا كان في الشمال كنت أذهب إلى
القطاع الأوسط وأسأل عليه ، فيكون الرد أنه في الشمال ، فكنت أتحرك بين القوات
الإسرائيلية من الوسط إلى الشمال بكل أمان وأرصد خلال التنقل كل تحرك جديد للقوات
الإسرائيلية .
قبل قيام الحرب بشهر وبالتحديد يوم 6 سبتمبر فجرا
جاءتني تعليمات بالانسحاب والعودة إلى القيادة في القاهرة ، وبالفعل بدأت رحلة العودة
عن طريق لنش صيد ، أما يوم 6 أكتوبر فكنت مشترك في عملية اسمها " نجاح "
وهى عملية تمويه وخداع ، حيث تم نشر جنود وضباط مرتدين زى الفسحة الخاص بالأجازات
في منطقة رمسيس والسيدة زينب وعدد من الميادين ، ثم رجعنا إلى منطقة الألف مسكن
وتحركنا إلى الجبهة ، ويوم 7 أكتوبر الفجر عبرت قناة السويس من المعبر رقم 42 إلى
سيناء لاتخاذ نقطة ملاحظة متقدمة لرصد أي تحرك للعدو ، وبالفعل كنت أول من رصد
وأبلغ عن أن هناك لواء مظلات إسرائيلي يشتبك مع القوات لفتح ثغرة مرور ، وهى التي
دخل منها شارون بمدرعاته ، وبعدها طلبت منى القيادة التوجه مع مجموعة من القوات
الخاصة إلى منطقة " بلاعيم " في أبو رديس بجنوب سيناء لتفجير حقل بترول
أسمه بالعبري " علمه " ، وبالفعل تم تنفيذ العملية ، وأصيبت في قدمي
اليسرى وتم نقلى للمستشفى"
0 التعليقات:
إرسال تعليق