728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    السبت، 6 مايو 2017

    الجزء الرابع من الخريطة الذهنية للرسول - نزول الوحي



     

           كتبه 
    المستشار الدكتور 
      صادق القماح 
     



    الطريق كما حفظه والمكان كما تركه فمن كثرة تردده حفظ محمداً المكان وألف المكان .
    و بينما هو في الغار حراء يتأمل كعادته وجد رجلاً فجأة أمامه لم يره من قبل بل ولم يسمع عنه حديثاً وبمجرد أن وقعت عينيه عليه حتى فزع وتغير حاله ، فإذا بهذا الرجل يمسك بمحمد ويضمه ويأمره " اقرأ " فيرد محمداً " ما أنا بقارئ " ، وظل الحال هكذا إلى أن ألقى على مسامعه كلمات حفظها محمد ثم تركه وغاب عن ناظريه .
    ولما عاد محمداً لمنزله مفزوعا لتستقبله السيدة خديجة فيقول لها " زمليني زمليني دثريني دثريني " فهو يرتعش خوفاً ورعباً .
    يُعد بعض علما الدين بأن هذه القصة هي بداية النبوة ، وأعتبرها قصة إنسانية بحتة لا يوجد فيها ما يدل على النبوة فلم يأتنا خبراً بأن هذا الرجل أخبره بالنبوة بل ولم يعرف الرجل عن نفسه .
    ولكن تساؤلات حول هذا الرجل من كان وماذا يريد إلا إلقاء بعض كلمات فقط ، ثم أن ضم محمداً لم يكن بالشيئ الهين كي يعييه هذا الضم لأن بعض العلماء ذكروا بأن قوة محمد تساوي قوة 36 رجلاً وموضوع القوة معروف بين العرب في ذلك الزمان ، فهل ظهور الرجل فجأة أو قوة الرجل أو تلك الكلمات التي ألقاها عليه هي التي أرعبت محمداً علماً بأن محمداً لم يكن معروفاً عنه الخوف والجبن منذ نعومة أظافره ؟
    كعادة الإنسان حين يقابل كائناً غريبا عن طبيعته فإنه تحدث تغيرات فسيولوجية له وتتغير خريطة الإفراز الهرموني دون أن يدرك شيئاً ولكنه يشعر بها وهذه طبيعة علمية يعرفها الدارس والعالم بل وهذا ما شهد به صحابة رسول الله في قصة دخول رجلاً سأل الرسول أسئلة وصدق عليه فالكل شعر بتغير غريب ولكنهم لم يستطيعوا تفسيره .
    وحيت نزل محمد من الغار التقى بزوجه السيدة خديجة رضوان الله عليها وهو يرتعد ويقول : -  " زمليني زمليني دثريني دثريني " فلما احتوته السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها و قالت له :-  " كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ " .
    دخل محمد في نوم عميق وبعدها ذهبت به لابن عمها ورقة بن نوفل والذي كان يعلم بأمر النبوة فأخبره بأنه الناموس الذي نزل على موسى وأن سيلاقي عداء قومه وأنهم يسطردونه من دياره .
    وأخالف الكثير في أن السيدة خديجة كانت تعرف بأن من نزل على محمد هو جبريل مبلغ الوحي وإلا لما احتاجت للذهاب لورقة وسؤاله .
    وبعد هذه الزيارة أخذ محمد النبي في الذهاب للغار مرة أخرى يتنظر قدوم سيدنا جبريل عليه السلام .
    ومن هذه اللحظة ستختلف المواقف مع محمد نبياً وإنساناً .
    وسنبدأ من الجزء القادم توضيح بعض المواقف لمحمد الإنسان ومحمد الرسول
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    نزول الوحي على رسول الله  ( أ . د . راغب السرجاني )
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الجزء الرابع من الخريطة الذهنية للرسول - نزول الوحي Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top