728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الأحد، 27 أغسطس 2017

    العورات فى الإسلام





             كتبه 
    الكاتب والمفكر الديني
          أحمد علي




    عاتبتنى صديقة وهى زوجة صديق عزيز على ما رأته أن منشوراتي على الفيسبوك هي هجوم مستمرعلى الحجاب .. و أنى سأتحمل مسئولية  و ذنب من ستخلع الحجاب بسببي .. على الرغم من يقينى أنى لا أملك هذه القدرة على التأثير ... إلا أننى قلت لها أني متأكد من صحة المعلومة وحسابي عند ربي .. و سبب تشبثى برأيي خروج رجالات الأزهر بتصريحات متضاربة تصيب أى مسلم بالصدمة و التشتت بسبب تخبطها ..
    الشيخ الطيب عندما كان يتقلد منصب رئيس جامعة الأزهر بتاريخ 2006 .. و فى حديث لصحيفة الفجر قال " إن الإسلام لا يعتبر عدم إرتداء الحجاب ذنباً بل مجرد مخالفة  ( ؟؟ ) ..
    الذنب له عقوبة قرآنية .. فإذا لم يوجد ذنب .. فما عقوبة المخالفة ؟
    والشيخ جمعة المفتي السابق خرج علينا فى إحدى حلقات برنامجه اليومي هذا الشهر 
    ( 13 أغسطس) أن " من أنكر الحجاب فهو كافر و خرج من الملة " ...
    بالله عليكم .. من الكاذب و من الصادق فيما سبق ؟؟
    نتركها للخيال الخصب للقارئ المهتم بهذه القضية ..
    كلام الصديقة دفعني للمزيد من البحث .. فحاولت أن أتصور شكل و لباس العرب أيام الرسول عليه الصلاة و السلام .. لم أتخيلهم فى فيلم " فجر الإسلام " أو فيلم "هجرة الرسول" أو حتى فيلم " الرسالة " بالأزياء المزخرفة ذات الذيول الطويلة .. بل تخيلتهم من واقع البيئة و المجتمع الذي يعيشون فيه ... كانت بيئة صحراوية فقيرة .. و المجتمع طبقي بجداره .. محصور فى أقلية ثرية من التجار أو من يقومون بالغزو على القبائل المجاورة و سبي النساء  و اغتصاب الممتلكات .. و أغلبية فقيرة لا تكاد تجد ما يسترها من ضمنهم العبيد و الرقيق .. و قمت بتنزيل بعض الصورمن الجزيرة العربية تعود لمنتصف القرن الماضي لنساء عاريات الذراعين .. والرأس عليه ما يحمي من الشمس .. ليس بنية الحجاب ..
    قررت تعميق البحث .. فلم أجد أفضل من كتاب جامع لكل أفكار التراث الفقهي .. و هو كتاب " الفقه على المذاهب الأربعة " للشيخ عبد الرحمن الجزيري .. طباعة و نشر دار الكتب اللبنانية ..
    بدأت البحث تحت باب "العورة ".. لأنها أشد تدقيقاً فيما يجب أن يظهر من المرأة أو الرجل فى كل الأحوال .. و إستبعدت المذهب الحنبلي لأنه فى نظر الكثيرين ليس بمذهب مستقل و لكنه قام بجمع كل الأراء المتشددة و المتطرفة من المذاهب المختلفة فى وعاء واحد .. على سبيل المثال .. يرى أنه يجب تغطية كل المرأة بما فيه وجهها .. و يكفيها العين اليسرى فقط للرؤية من خلف النقاب ( الضحك ممنوع !! )    
    و قمت بإعتماد مذهب الإمام مالك بن أنس ( المالكية ) ليس بسبب الهوى و لكن لأسباب منطقية .. أهمها أنه ولد بالمدينة المنورة سنة 93 هجرية و عاش بها طوال حياته تقريباً و توفي سنة 179 هجرية .. و اتخذ عمل وهيئة أهل المدينة المنورة من التابعين كحجر أساس فى منهجه .. فهؤلاء هم من لحقوا بالصحابة و التابعين و تعلموا منهم .. و كانوا الأقرب للرسول قولاً و فعلاً و فقهاً ..
    بمطالعة هذا الباب  وجدت العجب .. و علمت يقيناً سبب اختلاف الأُمَة فى أبسط الأشياء .. دعوني أبدأ بتعريف و ضبط الألفاظ لتسهيل المتابعة :
    - الأطراف: الرأس ( الشعر و الوجه ) و الذراعين و الساقين .
    - العورة المغلظة : ما يُحَرَّم النظر إليها من الغرباء ..
    - العورة المخففة : هي ما يُكرَه رؤيتها من الغرباء .. و إن كانت ليست بنفس درجة الحُرمة ..
    - الصدر : المنطقة من نهاية العنق عند اتصالها بالكتفين  و حتى قبل بداية ظهور منابت الثدى .
    - الثدى أو النهد : معروف المعنى
    - منطقة العانة و الإليتين : المعنى معروف للكافة على ما أعتقد ( مواضع العفة عند الرجل والمرأة )  ..
    - الحُرَة: هى عكس الأَمَة ( الخادمة ) ..
    - الأَمَة : من تخدم فى المنازل و يمكن أن تسمى "عبدة من العبيد " ..
    قام المذهب المالكي بتقسيم العورات فى الصلاة و خارج الصلاة .. ( رجاء التركيز فى هذه النقطة المحورية ) .. و قد قمت بتبسيط السرد حيث أن المعلومة منقسمة فى الكتاب بين صلب الموضوع و شرحه و حواشي الكتاب .. فجعلته فى سياق متصل لتيسير القراءة و المتابعة ...
    العورات في الصلاة :
    * الرجل : العورة المغلظة منطقة العانة و الإليتين والعورة المخففة له ما بين السرة والركبة وما حاذى ذلك من الخلف .. ( تبسيط أكثر.. يمكن للرجل الصلاة بلف أى شئ حول وسطه يغطي من فوق السرة إلى أسفل الركبة و كفى )
    * المرأة الحرة : العورة المغلظة جميع بدنها ما عدا الأطراف و الصدر .. والمخففة لها هي الصدر وما حاذاه من الظهر والذراعين والعنق والرأس .. ومن الركبة إلى آخر القدم .. ( تخيلوا المرأة برداء يلتف من تحت الإبطين و يحيط بالجسم حتى الكعبين مع كشف الرأس و الذراعين ..  للتقريب ممكن إستخدام لفظ الكاش مايوه )
    * الأمة : العورة المخففة من الأمة مثل المخففة من الرجل .. إلا الفرج والعانة من المقدم و الإليتان وما بينهما من المؤخرة فإنهما من المغلظة للأمة .. ( بمعنى .. الأمة يمكن أن تصلي بما يستر ما بين السرة و الركبة فقط و تكون عارية الثدى .. ( !! )
    و يقوم المذهب بتوضيح أن كشف أي جزء من العورات المغلظة أثناء الصلاة يبطلها .. و لابد من إعادتها .. و" يُستحب " على " الحرة " أن تعيد صلاتها إذا ظهر منها أي شئ من العورات المخففة ( الرأس .. العنق .. الكتف .. الذراع .. الصدر .. النهد .. الساق ) .. يُستحب تعني ليس بواجب .. إذا كانت واجب يستخدم لفظ  " وجوب إعادة الصلاة " ..
    العورات خارج الصلاة :
    * حد العورة من المرأة الحرة خارج الصلاة هو ما بين السرة والركبة  ( فقط ) إذا كانت في خلوة أو في حضرة محارمها .. أو في حضرة نساء فيحل لها كشف ما عدا ذلك من بدنها بحضرة هؤلاء ..
    * إذا كانت بحضرة رجل أجنبي أو امرأة " غير مسلمة " (!!) فيجب تغطية العورتين المغلظة و المخففة .. أما عورة الرجل خارج الصلاة فهي ما بين سرته وركبته ..
    * لا يذكر أي من المذاهب عورات الإماء ( الخدم ) خارج الصلاة .. و أتصور أنها مثل الرجل .. بين السرة و الركبة ..
    بالتدقيق في المعاني السابقة .. نجد أن آخر ما كانوا يفكرون فيه هو تغطية الرأس أو الشعر داخل أو خارج الصلاة .. أي أن الأهم في هذه الفترة كان ستر العورة .. مما يدل على أنهم كانوا قليلي الثياب فى كافة الطبقات الاجتماعية .. و القاعدة الشرعية العامة تنص على أنه لا يجوز تغطية ما ليس بعورة .. و بالتالي .. نجد أن الشيخ الطيب فى حديثه الصحفي أكثر صدقاً و اتساقاً مع نفسه من الشيخ جمعة و إن زاد بلفظ " مخالفة " لتعميق التشتت و التشكيك عند المسلمة .. بالفعل .. لا ذنب على من كشفت شعرها .. لو كان ”غطاء الشعر” حكماً تعبدياً لوجب على جميع النساء ولم تستثني منه “ الإماء أو الجواري ” .. لأن الأصل في الأحكام الشرعية الشمول لا التخصيص بطائفة دون أخرى .. و الله أنزل الدين للناس كافة ..
    فى النهايه ..يجب التنويه لما يلي ..
    المقال لا يحرض على خلع الحجاب أو التعري .. هذه قضية شخصية تتعلق بالمحجبة و لا تعنيني في شيئ شخصياً إذا ارتدته أو خلعته .. كما  لا يطلب المقال من القارئ أن يصلي بملابس غير ما اعتاد عليه فى الصلاة .. غاية الأمر أني أحاول توضيح الأمور الملتبسة أو التي تم التدليس بها على المسلمين " عمداً مع سبق الإصرار و الترصد " بغرض فرض السلطة و الهيمنة الدينية للمشايخ بنية التحشم و هو نسبي يختلف من بيئة لأخرى .. وبغرض تبرير ما يقولون بأن هذا حلال و هذا حرام بدون سند قرآني .. بالحجة الأزلية " اجتمعت الأُمَة " أو " بإجماع الأئمة " أو " رأى جمهور العلماء " .. هذه القضية لا يوجد فيها إجماع .. فكيف ندلس على الناس بوجود إجماع ؟؟



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المرجع: كتاب "الفقه على المذاهب الأربعه" - الشيخ عبد الرحمن الجزيرى ص 171 – 175
    27 أغسطس

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: العورات فى الإسلام Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top