728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الأحد، 20 أغسطس 2017

    حد الرجم فى الديانات السماوية ...



              كتبه 
    الكاتب والمفكر الديني
          أحمد علي




    تناقشت فى جلستين مختلفتين فى قضية " حد الرجم " الخلافيه .. إحداهما مع صديق قارئ و مثقف دينياً .. و الأخرى مع أحد خريجى الشريعة من جامعة الأزهر ..

    أما الصديق فاستشهد باللآيتين ( 22 – 24 ) من سفر التثنيه  بالعهد القديم .. واستشهد خريج الشريعة بالحديث المعروف برواية بن بريدة الأسلمى ..

    و كان ردى على الصديق :

    هل يعقل أن يقوم الرسول عليه الصلاة و السلام بإقامة حد من شريعة اليهود مع وجود حد قاطع بالجلد فى الإسلام ؟

    و الرد على خريج الشريعه كان :

    هل قام الرسول بالرجم قبل أم بعد نزول سورة النور ﴿ الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ ؟

    فقال الرجم تم بعد نزول السورة .. فكان السؤال المنطقى :

    هل قام الرسول بمخالفة الحد القرآنى و احتكم للحد اليهودى ؟ فقال نعم .. بغرض الزجر .. (؟!!!)

    أدعوكم لقراءة النصوص التالية من التوراة :

    سفر اللاويين / العهد القديم 10 و 12:
      10 ( وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ ، فَإِذَا زَنَى مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ ، فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ ) .

     12 ( وَإِذَا عَاشَرَ رَجُلٌ كَنَّتَهُ فَكِلاَهُمَا يُقْتَلاَنِ ، لأَنَّهُمَا قَدِ اقْتَرَفَا فَاحِشَةً ، وَيَكُونُ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسَيْهِمَا ) .

    سفر التثنيه / العهد القديم: 22 – 24

    22  ( إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل ، يُقْتَلُ الاثْنَانِ : الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُ مَعَ الْمَرْأَةِ ، وَالْمَرْأَةُ . فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ ) .

     23  ( إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل ، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا ،
    24   ( فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا . الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ . فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ ) .

    و النص التالى هى الحادثه الشهيره فى الإنجيل :


    إنجيل يوحنا / العهد الجديد: إص 8 (3 -11)

    وقدم إليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا ولما أقاموها في الوسط قالوا له : يا معلم ، هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه تُرجم . فماذا تقول أنت  قالوا هذا ليجربوه ، لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه . وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض ولما استمروا يسألونه ، انتصب وقال لهم : من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر ثم انحنى أيضا إلى أسفل وكان يكتب على الأرض وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم ، خرجوا واحدا فواحدا ، مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين . وبقي يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط  فلما انتصب يسوع ولم ينظر أحدا سوى المرأة ، قال لها : يا امرأة ، أين هم أولئك المشتكون عليك ؟ أما دانك أحد فقالت لا أحد يا سيد . فقال لها يسوع : ولا أنا أدينك . اذهبي ولا تخطئي أيضا.

     كان غرض الفريسيين إحراجه كالعادة ليروا ما إذا كان المسيح عليه السلام سيحكم كما فى التوراة أم سيخالف الشريعة .. فهل كان قول السيد المسيح هكذا لأنه شك فى صحة الاتهام أم لأنهم لم يحضروا الرجل المتهم بمشاركتها فى الجريمه ؟ لا أدرى .. و لكن العقل يقول أن أى أحد يصل للقتل لابد من التروي و التأكد منه قبل تننفيذ الحكم ..

    كالعاده .. سنأخذ رحلة فى تاريخ حديث الرجم فى الإسلام ... بادئ ذى بدء .. الإمام أبو حنيفه النعمان ( 80-150 هجرية ) أنكر هذا الحديث و رفضه جملة و تفصيلاً لتعارضه مع القرآن و فساد سنده ..  و التالي هو نص الحديث : ..

    صحيح مسلم ( 4404 و 4407 و 4408 ) .. أخبرنا أبو نعيم ثنا بشير بن المهاجر حدثني عبد الله بن بُرَيدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من بني غامد ( فى روايةٍ أخرى من بنى جهنة )  فقالت يا نبي الله إني قد زنيت وأني أريد ان تطهرني فقال لها ارجعي فلما كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا فقالت يا نبي الله طهرني فلعلك إن تردني كما رددت ماعز بن مالك فوالله إني لحبلى فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ارجعي حتى تلدي فلما ولدت جاءت بالصبي تحمله في خرقة فقالت يا نبي الله هذا قد ولدت فقال اذهبي فأرضعيه ثم افطميه فلما فطمته جاءته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت يا نبي الله قد فطمته فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين وأمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر الناس أن يرجموها فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتلطخ الدم على وجنة خالد بن الوليد فسبها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال : - " مه يا خالد لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له "  فأمر بها فصلى عليها .

    ورد هذا الحديث فى كل كتب الحديث تقريباً (عدا " البخارى" الذى لم يذكر هذا الحديث مطلقاً ) .. بصيغ  و إسناد مختلف و اجتمعت الروايات على راويين فقط هما بشير بن المهاجر و علقمة بن مرثد ..

    هذا الحديث يوجد به الكثير من العلل التي تدعو للتساؤل ..:

     * أول من ذكره هو الإمام مالك بن أنس ( 93 – 179 هجرية ) فى الموطأ ( أول كتب الحديث ) و لكنه لم يغوص فيه و لم يتوسع فى الحديث عنه .. و كانت المرأة مُجَهَّلة ( لم يذكر اسمها و لا أصلها و لا قبيلتها ) ..

    * أضطراب الحديث عن أصل المرأة .. بعض الكتب تسميها " الغامدية " و البعض الآخر يسميها " الجهنية ".. و روايات عن أنها من " قضاعة " و أخرى أنها من قبيلة " الأزد " اليمنية و أخرى من " بارق " .. و هذا بمفرده يسقط الرواية بالكامل ..

    * نقل الحديث عن بن بُرَيدة بمفرده يجعله حديث أحاد لا يؤخذ منه أو يعتد به ولا يقيم شرعاً .. هل يعقل أن تكون هناك جريمة بهذا الحجم و حد بهذه القسوة لا يتذكرها إلا صحابى واحد و لم يشهد تنفيذه " طائفة من المؤمنين " كما نصت الآية الكريمة ؟؟

    * عدم الاتفاق على زمن الرجم ... هل تم قبل أم بعد فطام طفلها..؟

    * كتاب سنن البيهقي الكبرى لم يذكر شئ عن تدخل خالد بن الوليد و قيامه بسب و رجم المرأة ..

    * يستلزم لجريمة الزنا شخصان .. رجل و إمرأه .. أين الرجل فى هذه القصة ؟؟ حتى و إن كان فر هارباً .. لماذا لم يتم ذكره كهارب من الحد ؟

    * ورد فى سورة النساء ( وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ) .. إذا كان حد المُحصَنة الرجم حتى الموت .. فما هو نصف عذاب ملك اليمين التى أُحصِنت ؟

    *  سُئِلَ عبد الله بن أبي أوفى ( هو علقمة بن خالد بن الحارث الأسدى الأسلمى .. من صغار الصحابة و من أهل بيعة الرضوان و أبوه من كبار الصحابة ) عن الرجم : أكان قبل سورة النور أم بعدها ؟ ( يريد السائل بذلك أن تكون آية سورة النور منسوخة بحديث الرجم أو العكس ، أي أن الرجم منسوخ بالجلد ) فقال ابن أبي أوفى : لا أدري ..

    * أغلب التفاسير التبريرية .. تقول بأن الجلد لغير المتزوجين و الرجم للمتزوجين .. من أين لهم بهذا المعيار التمييزي ؟؟ الآية صريحة .. الزانية و الزاني ... لم يميز الله المحصنين عن الغير محصنين من الرجال و النساء ...

    بدراسة  هذه القضية .. تتزايد الأسئلة .. مجتمع مدينة الرسول كان به الفاسق و الناسك .. و كان فيه المنافق و شارب الخمر و الزانى .. فهل كانت قصة رجم الغامديه أو أياً من كانت هى الحادثه الأولى و الأخيرة فى تاريخ الإسلام ؟ لابد من وجود الكثير غيرها لأنها من أقدم الجرائم فى التاريخ البشرى .. فلماذا اكتفى الأوائل بهذه المرأة فقط ؟؟ و لماذا لم تذكر السير أي تنفيذ لهذا الحد فى عهد أى من الخلفاء الراشدين ؟؟ هل توقف الناس فجأة عن ارتكاب هذه الفاحشة .. أم لم يتم القبض على أى من مرتكبيها ؟؟

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    رجاء من القارئ المهتم متابعة البحث للتيقن من صحة المذكور فى هذا المقال .. و لترحموا السنة النبوية مما ينسب إليها من سفك الدماء و مخالفة صريح القرآن ..



    المراجع:

    * الموطأ للإمام مالك

    * صحيح مسلم

    * سنن الدارمى

    * مسند الإمام أحمد بن حنبل

    * السنن الكبرى للبيهقى

    * سنن أبى داود

    * سنن الترمذى

    * سنن النسائى

    * صحيح بن حبان



    التاريخ\ 17 أغسطس 2017


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حد الرجم فى الديانات السماوية ... Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top