728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الأربعاء، 2 أغسطس 2017

    المسجد الأقصى.. القول الفصل..



    للكاتب المفكر
    أحمد علي



    بعد كتابة مقال المعراج .. انتقد الصديق الدكتور ياسر زغلول المرور سريعاً على المسجد الأقصى دون الدخول فى تفاصيل أعمق و وعدته باستكمال الحديث .. مما دفعني لإجراء المزيد من البحث فى مصادر عربية أخرى لعلي أجد الرواية التي تشفي الغليل و تغلق الباب على الجدل المتجدد و المتعلق بالمسجد الأقصى .. و بمحض الصدفة .. أمدنى الصديق الأستاذ نادرمخيمر ببعض المعلومات التى ساعدتني على استكمال و إتمام البحث ..
    * من أهم المراجع فى هذا الشأن كتاب "المَغَازي " للواقدي ... هو محمد بن عمر بن واقد الأسلمي .. ولد بالمدينة سنة 130  هـ (  747م ) .. و صب كامل اهتمامه بالمغازي ( الأماكن التي حدثت بها غزوات و حروب الرسول ) .. و قال عن نفسه :- " ما أدركت رجلا من أبناء الصحابة وأبناء الشهداء ولا مولى لهم إلا سألته : هل سمعت أحدا من أهلك يخبرك عن مشهده  أوأين قُتِلَ شهداءكم ؟ " فإذا أعلمني مضيت إلى الموضع فأنظره و أعاينه .. ويُشهد بقدرة الواقدي في أمر المشاهد و المغازى .. أن هارون الرشيد و يحيى بن خالد البرمكي حين زارا المدينة أثناء الحج .. طلبا دليلاً يرشدهما إلى قبور الشهداء والمشاهد .. فدلوهما على الواقدي الذي صحبهما في زيارتهما .. ولم يترك موضعا من المواضع  ولا مشهدا من المشاهد إلا مرّ بهما عليه .. و على الرغم من انتقاد شمس الدين الذهبي ( الحافظ الذهبى ) للواقدي .. إلا أنه اعترف له بأنه أفضل من كتب فى هذا الأمر ..
    لتبيان موقع المسجد الأقصى .. أقتبس الجزء التالي " حرفيا " من كتاب " المَغَازى" للواقدي إذ يقول فيه ( ج 3 – ص 958\959) :-
    " وَانْتَهَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْجِعِرّانَةِ  لَيْلَةَ  الْخَمِيسِ  لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِى الْقَعْدَةِ .. فَأَقَامَ بِالْجِعِرّانَةِ  ثَلَاثَ عَشْرَةَ ..  فَلَمّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ إلَى الْمَدِينَةِ  خَرَجَ مِنْ الْجِعِرّانَةِ  لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ  لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ  ذِى الْقَعْدَةِ  لَيْلًا .. فَأَحْرَمَ مِنْ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الّذِى تَحْتَ الْوَادِي بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى .. وَكَانَ مُصَلّى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا كَانَ بِالْجِعِرّانَةِ .. فَأَمّا هَذَا الْمَسْجِدُ الْأَدْنَى، فَبَنَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَاِتّخَذَ ذَلِكَ الْحَائِطَ عِنْدَه " .  
    الجعرانة .. تقع جغرافياً على مسافة حوالى 29 كيلومتر شمال شرق مكة فى الطريق إلى الطائف .. و فيها المسجد الذي صلى فيه الرسول و مكان الإحرام لعمرته الثالثة ..
    يقع هذا المسجد وراء الوادى بالعدوة القصوى .. لذلك يعرف بالمسجد الأقصى .. لتمييزه عن المسجد الأدنى و الذي بناه أحد المسلمين الأوائل .. و بالقرب من هذا المسجد الأقصى توجد بئر مياه عذبه .. و بها المسجد الذى قامت الحكومة السعودية ببناءه منذ بضع سنوات كمكان للإحرام ..
    و الآن .. دعونا نتحدث عن سبب قيام عبد الملك بن مروان ببناء المسجد الأقصى " بالقدس " بديلا عن الكعبة .. وهو ما حاولت أن أتفادى الخوض فيه لعدم استفزاز الحمية الدينية لدى البعض لعدم درايتهم بالتفاصيل التاريخية .. 
    عندما توفي معاوية بن أبى سفيان عام 60 هجرية .. رفض عبد الله بن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية خليفة للمسلمين .. و نصب نفسه خليفة للمسلمين و اتخذ من الحرم ملاذاً آمناً .. استغل ابن الزبير موسم الحج  لتكثيف دعايته ضد الأمويين .. وبدأ تأثير ذلك واضحا فى أهل الشام الذين يذهبون لقضاء فريضة الحج .. ويعودون وقد سمعوا السب فى الأمويين .. خشى يزيد بن معاوية أن ينفضوا عنه وينضموا لابن الزبير .. فأرسل الجيش لحصار مكة للقضاء على بن الزبير .. و قذفوا الكعبة بالمجانيق حتى احترقت و تهدمت أجزاءً منها .. و الجدير بالذكر أن هذا تم فى شهري المحرم و ذو القعدة و هما من الأشهر الحرم .. و انتهى الحصار عام 64 هجرية بوفاة يزيد بن معاوية ..
    استمرت القلاقل بين عبد الله بن الزبير و نسل بنى أمية حتى وصل إلى عبد الملك بن مروان .. و الذي هداه تفكيره إلى إنشاء ما أسماه بالمسجد الأقصى و جعل الحج إليه .. واستغل ذكر اسم المسجد الأقصى فى سورة الإسراء فى الدعوة لتقديس مسجده هذا .. واستجاب له أهل الشام ..  
    * تحدثنا فى المقال السابق عن أن عبد الملك بن مروان بعد أن انتهى من بناء القبة على صخرة بيت المقدس شرع فى بناء المسجد الأقصى .. و اكتملت عمارته في سنة 73\74 هجرية .‏.‏ ( ابن كثير – البداية و النهاية )
    ويقول بن كثيرعن سبب بنائه :- " وكان السبب في ذلك أن عبد الله بن الزبير كان قد استولى على مكة .. وكان يخطب في أيام منى وعرفة  و مقام الناس بمكة .. وينال من عبد الملك ويذكر مساوئ  بني مروان .‏.‏ وبلغ ذلك عبد الملك فمنع الناس من الحج  فضجوا.. فبنى القبة على الصخرة .. ثم بنى الجامع الأقصى ليشغلهم بذلك عن الحج  و يستعطف قلوبهم .. وكانوا يقفون عند الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة .‏.‏ وينحرون يوم العيد ويحلقون رؤوسهم .. ففتح بذلك على نفسه بأن شنع ابن الزبير عليه بمكة " ويقول : ( ضاهى بها فعل الأكاسرة في إيوان كسرى والخضراء  كما فعل معاوية ) .. وقال بن كثير أيضاً عن افتتان الناس بالمسجد الأقصى :- ( وقد عملوا فيه من الإشارات والعلامات المكذوبة شيئاً كثيراً مما في الآخرة .. فصوروا فيه  صورة الصراط  و باب الجنة.. و أثر قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. و وادي جهنم .. وكذلك في أبوابه ومواضع منه.. فاغتر الناس بذلك وإلى زماننا هذا "
    ·       ملحوظه : كتب بن كثير هذا فى القرن الثامن الهجري " ..!!
    سيسأل البعض .. و هل كان الناس بهذه السذاجة ليتحولوا عن الكعبة للمسجد الأقصى حديث البناء ؟
    و الرد المبسط أن عبد الملك بن مروان اعتمد على بسط السيطرة و العزوةه و العصبية القبلية والقوة العسكرية لبنى أمية .. و على سذاجة و بساطة من دخلوا الإسلام حديثاً فى بلاد الشام والعراق بدون إلمام و دراية كافية بالدين .. و اعتقادهم بأن بني أمية أعلم و أدرى بالدين منهم ...
    انتهاءً ..
    المسجد الأقصى الحالي ليس المذكور فى سورة الإسراء .. و لم يكن موجوداً فى عصر النبى .. كما لم يكن موجوداً فى عصر الخليفة عمر بن الخطاب حين فتح الشام وفلسطين .. و الذى قام بزيارة كنيسة القيامة وصلى خارجها .. فإذا كان المسجد الأقصى على مسافة حوالى 700 متر من الكنيسة ..  لماذا قام بن الخطاب  بالصلاة على سلم الكنيسة و لم يذهب للصلاة فى المسجد " الأقصى" ؟
    أترك للقارئ حرية التفكير و الإجابة ..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المراجع :
    * كتاب أخبار مكة وما جاء فيها من الأثار للأزرقي - ج 2 \ص 207
    * حواشي الشرواني على تحفة المحتاج بشرح المنهاج - ج 4 \ص 5
    * كتاب بحوث في الفقه المعاصر - الجزء الثانى
    * معجم معالم مكّة التاريخية
    1 أغسطس 2017
    تابعونى على فيسبوك:

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: المسجد الأقصى.. القول الفصل.. Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top