معا ضد الإرهاب

مقدمه

ان ظاهرة الارهاب هي ظاهرة عالميه وليس قاصرة علي مصر فقط ، فالارهاب لم يفرق بين دوله غنيه ودوله فقيرة ، وأي دوله منفردة لن تستطيع أن تقضي علي الارهاب لذا لابد أن تتكاتف الدول للقضاء علي الارهاب بشتي أشكاله ، فالارهاب ليس سلاح فقط وانما الارهاب هو بث احساس الرعب والفزع بين المواطنين ولذلك قرر مركز النيل للاعلام تنظيم هذه الحمله الاعلاميه بعنوان "معاً ضد الارهاب والتطرف" للتعرف علي مايلي :

- مفهوم الارهاب وأهم الاسباب التي تؤدي الي صناعته 

- أهداف الارهاب وأثره علي البلاد

- نظرة الاديان المختلفه للارهاب

- سبل مواجهه الارهاب ومعالجته والتصدي له

اليوم الاول الموافق الثلاثاء 13/6/2017

افتتحت اليوم الاول للندوة أ/ شوقيه عتريس عبد الوهاب – مديره المركز حيث رحبت بالساده الحضور والساده المحاضرين وسرد نبذة مختصرة عن الهيئه العامه للاستعلامات ودور مراكز النيل في نشر الاعلام بين كافه أطياف الشعب ثم تطرق الي الحديث الشيخ / أحمد رشاد – عضو لجنه الخطاب الديني ببيت العائله المصري والذي بدأ حديثه بأنه عن ابن عباس أن أول من سكن في الأرض الجن فاقتتلوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضا فبعث الله تعالى جند من الملائكة وامرهم بغزو الارض لعقاب بني الجن على إفسادهم فيها وغزت الملائكة الأرض وقتلت من قتلت وشردت من شردت من الجن

ثم خلق الله سبحانه وتعالي بني البشر علي الارض ليعمروا فيها لذا فالانسان هو خليفه الله علي الارض فقد قال الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم " أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا " ، فالله عزوجل أجلى أمه بأسرها بذنبين سفك الدماء ونشر الفساد في الارض وجاء ببني البشر ليعمروا فيها ويزرعوا وينشروا الامن والامان والسلام علي وجه الارض ، وبدأ جميع الانبياء يرسون هذه القاعده وهي التسامح .

وسرد أنه عند بدايه الخليقه حدثت أول قضيه قتل علي وجه الارض وهي عندما قتل قابيل أخاه هابيل فانزل الله سبحانه وتعالي أياته " مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ "

وأفاد أنه لابد لكل انسان مؤمن أن يكون ميزان تصرفاته هو أسس ومبدأ وتعاليم دينه فقد قال الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " فأن أحد أعمده الارهاب هو الانسان الذي يعيش بلا عقيده ولا دين يزن بها أمور حياته ، فكل انسان لا يتقي الله في عمله فهو ارهابي وأضاف أن اعظم نعمه أكرمنا بها الله عزوجل هي نعمه الفهم فقد قال الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم " لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " .

وأفاد أننا كلنا أخوة فمرجع جميع البشر هو سيدنا أدم عليه السلام واستشهد باستقبال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام لوفد نجران النصارى حيث استقبلهم في المسجد النبوي لمدة 10 أيام وعندما جاء وقت تعبدهم سمح لهم رسولنا الكريم أن يتعبدوا في المسجد .

وقد أعطانا حضره النبي أكبر نموذج في حسن التعامل مع الاخريين ففي رحله الهجرة كان دليله علي غير دين الاسلام فقد كان على دين قريش ، وعلى الرغم من ذلك استعان به النبي – صلى الله عليه وسلم – في هجرته من مكة إلى المدينة

وعندما رأى الرسول اضطهاد أصحابه ولم يستطيع ان يوفر لهم الحماية سمح لهم بالهجرة إلى الحبشة لأن فيها حاكما نصرانيا هو النجاشي الذي لا يظلم عنده أحد ، قال رسول الله لأصحابه: « لَوْ خَرَجْتُمْ إلى الْحَبَشَةِ؛ فَإِنَّ بِهَا مَلِكًا لاَ يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ».

 ثم قام بسرد قصه غلام النبي اليهودي وقال أن غلام النبي مرض وعندما علم النبي بمرض الغلام قال لاصحابه " قوموا زوروا أخاكم " ودخل عليه النبي وكان في لحظاته الاخيرة  فنظر اليه وقال له يا غلام أسلم تسلم فتبسم الغلام ونظر الي أبيه فقال له أباه أطع أب القاسم فنطق الشهادتين تم توفي .

وأضاف أن رسولنا الكريم وضع قواعد رئيسيه في مخططاته للحروب وهي ألا تقطع شجرة ، وألا تردم بئراً ، والا تهدم بنياناً ، وألا تقتل طفلا ولا امراه ولا شيخ كبير واذا كانوا يمرون علي رجال يعبدون الله في صوامعهم يتركوهم وشئنهم دون التعرض لهم بأي أذى .

واستشهد بالايه الكريمه " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " وقد  نزلت هذه الايه في رجل من الأنصار كان له ابنان نصرانيان، وكان هو رجلاً مسلماً فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ألا أستكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية؟ فأنزل الله فيه ذلك

واختتم حديثه بأن أحد أسماء الله الحسني هو السلام وجعل الجنه دار السلام فقد قال رسولنا الكريم " والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم "

ان أرض مصر محفوظه من الله عزوجل فقد أقسم بها الله عزوجل في كتابه الكريم " والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين "

مصر بلد الامان فقد قال الله في كتابه الكريم حاكياً عن سيدنا يوسف عليه السلام " فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ "

مصر قدس الله ترابها فقد جاء في كتابه الكريم حاكياً عن سيدنا موسي عليه السلام " إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى "

مصر مركز الثروات فقد جاء في كتابه الكريم حاكياً عن سيدنا يوسف عليه السلام " قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ "

مصر بلد العباقرة فسيدنا لقمان كان من جنوب مصر .

ثم تطرق الي الحديث الراهب / فليمون أفا مينا – راهب بدير ماري مينا بمريوط والذي بدأ حديثه أن صوم رمضان عند الاخوة المسلمين يتوافق هذه السنه مع صوم الرسل عند الاخوة المسيحيين فالمنبع واحد وهو الله سبحانه وتعالي والرساله واحده ولكن باختلاف الصيغ فالدين الاسلام هم دين السلام والامان والطمانينه والدين المسيحي هو أيضا دين السلام والمحبه .

 وأفاد أنه من يقنع انسان أن يحمل سلاح ليقتل أخاه فهو ليس له دين أو عقيده أنما هو فكر ارهابي وسياسي دخيل علينا ، وتطرق في حديثه الي أن مصر هي مركز العالم القديم فأي دوله كانت تريد أن تثبت قوتها لابد أن تحتل مصر ولكن مصر قويه بشعبها فلن يقوي عليها أحد فنحن شعب مندمج ومتداخل ومتضافر فمن المستحيل بلد ذكرت في التوراه والانجيل والقران يستطيع أحد أن يقضي عليها أو يدمرها .

واختتم حديثه بأن كل انسان في مكانه هو مرﺁة دينه فنحن نحارب بالمحبه والسلام فأنا صورة لديني ، أنا صورة لعملي ، أنا صورة لبلدي فالدين المعامله .

اليوم الثاني الموافق الاربعاء 14/6/2017

في بدايه اليوم الثاني للحمله الاعلاميه قامت الاستاذة / شوقيه عتريس عبد الوهاب – مديره المركز بالترحيب بالساده الحضور والسيد المحاضر وقامت بعرض مختصر لاهم النقاط التي تم تناولها خلال اليوم الاول للحمله ثم تطرق الي الحديث اللواء / ماهر صديق – مساعد وزير الداخليه الاسبق والخبير الامني بالتليفزيون المصري – والذي بدأ حديثه بأنه تتعدد وسائل الإرهاب وتختلف مظاهره وأشكاله وبعض الاعمال الإرهابية تستعمل تقنيات العلم الحديث المتقدمة في سبيل تحقيق أهدافها للاعتداء على الأشخاص أو وسائل النقل آو الاعتداء على الأموال والاستيلاء عليها ، ألا أن العامل الرئيسي للعمل الإرهابي هو (الفزع أو الرعب واستخدام العنف او التهديد به) وكل هذه المظاهر والأشكال تضمنتها الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي صدرت بالقاهرة عام 1998 ودخلت دور التنفيذ عام 1999 .

وأفاد أنه يمكننا تقسيم الأفعال الإرهابية إلى ثلاثة أنواع :
- النوع الأول : الأفعال الإرهابية التي ترتكب ضمن وسائل النقل .
يعد من اخطر مظاهر الإرهاب الاعتداء على وسائل النقل بأنواعها المختلفة كاختطاف الطائرات والسفن وتغيير مسارها بالقوة واحتجاز ركابها والاعتداء عليهم او قتل بعضهم لتكون وسيلة ضغط لتحقيق اهدافهم الإرهابية فضلا عن وسائل النقل الأخرى كالاعتداء على القطارات ومحطات مترو الأنفاق ووضع المتفجرات فيها .

- النوع الثاني : الأفعال الإرهابية التي ترتكب ضد الأشخاص :
يشمل هذا النوع من الأفعال الاعتداء على السلامة الجسدية للأشخاص كحوادث الاغتيالات الموجهة ضد رؤساء الوزارات والوزراء ورموز السلطة العامة ورجال السياسة والدين وأعضاء البعثات الدبلوماسية والهيئات الدولية او ضد الأبرياء .
- النوع الثالث : الأفعال الارهابية التي ترتكب ضد الأموال والمنشات :

ومن ابرز امثلتها الاستيلاء على البنوك وما فيها من أموال آو إشعال الحرائق وإلقاء القنابل والمتفجرات على الأحياء السكنية والتجمعات والمراكز التجارية كذلك توجيه الأعمال الارهابية لتدمير المباني الحكومية وتدمير مباني السفارات والقنصليات أو مكاتب شركات الطيران كما حدث في ثورة 25 يناير .

ثم تطرق بعد ذلك الي أشكال الإرهاب  :
تلعب أهداف التنظيم الإرهابي وغاياته دورا في جعل الإرهابيين يتمتعون بقدر عال من المهارة في ممارسة العنف وذلك من اجل جذب الانتباه ومن أهم أشكال الجرائم الارهابية هي الأتي :
أ. عمليات التفجير :
وتعد الأسلوب الأكثر شيوعا واستخداما وانتشارا في معظم الجرائم الإرهابية في العالم وذلك لعده أسباب من أهمها : انه الأسلوب الذي يمنح الفرصة الكافية للإرهابي لإكمال العملية الإرهابية وإمكانية الانسحاب من مسرح الجريمة دون القبض عليه أو اكتشافه، فضلا عن أن هذا الأسلوب يحدث في حال وقوعه قدرة عالية في جذب انتباه الجماهير ووسائل الأعلام أي انه حقق الغاية المرجوة وهي الرعب والإثارة والتأثير السلبي في موقف السلطة السياسي وحجم الأفراد المشاركين في تنظيم الجرائم الإرهابية  مثلما حدث في كنيسه القديسين وكنيسه طنطا منذ حوالي شهرين 
ب. الاختطاف :
وهو شكل من الجرائم الارهابية والذي لايستثني المواطنين خاصة الاغنياء منهم بغية الحصول على الاموال منهم او من عوائلهم كفدية مقابل حياتهم مثل ظاهرة اختطاف البنات والاطفال والشباب المنتشرة هذه الفترة .
ج. احتجاز الرهائن :
وهو من الأشكال التي تستخدم من قبل الجماعات الإرهابية للحصول على مكاسب سياسية تتعلق بمطالب التنظيمات التي يتبعونها والضغط على الحكومات السياسية الحاكمة لتحقيق مطالبها، وقد يسعى الإرهابيون إلى الحصول على مكاسب اقتصادية لغرض الحصول على الأموال اللازمة لاستمرار التنظيم .
د.  تخريب المنشآت المهمة وتدميرها :
وهو شكل من أشكال الجرائم الإرهابية ويتم ذلك عن طريق تخريب وتدمير تلك المنشآت أو مراكز المعلومات المهمة عن طريق سرقة تلك المعلومات أو تدميرها أو تخريبها .

ثم تطرق بعد ذلك الي أهداف الإرهاب :

وأفاد ان أهداف الارهاب خلال تلك الاعوام الاربعه تمثلت في :

1-  استهداف بنية الدولة متمثلة في شبكات الكهرباء والاتصالات والسكة الحديد والمواصلات العامة.

2-  استهداف متزايد لقوات الامن سواء كانت قوات شرطية او قوات الجيش.

3-  استهداف متزايد لرجال القضاء.

4-  ارتفاع معدلات العمليات الارهابية الموجهه ضد الشركات الاقتصادية كشركات (الاتصالات – المطاعم الكبري).

5-  ارتفاع معدلات استخدام العبوات الناسفة كوسيلة في العمليات الارهابية.

النتائج المترتبه علي العمليات الارهابيه المختلفه :

تؤدي العمليات الارهابيه الي مايلي :

- إضعاف سلطة الحكومة آو إظهارها بالعجز نظرا لعدم نجاح الحكومة في الكشف عن العملية قبل تنفيذها وعدم القدرة على مجابهة الموقف الناجم عن العملية الإرهابية

- الحصول على اعتراف رسمي من الدولة بوجود المنظمة أو الحصول على اعتراف دولي بوجودها نتيجة لإعلان بيانات تفرض المنظمة الإرهابية إعلانها وإذاعتها مثل جماعه داعش الارهابيه .
- ضرب السياحة واقتصاديات الدوله والآمن فيها ويمتد الى مرتكزات القوة وعواملها لدى الدوله التي تمنحها الشرعية كالدين والاقتصاد والأمن 

واختتم حديثه بطرق التصدي للارهاب :

تتمثل طرق التصدي للارهاب فيما يلي :

- عدم تبرير الجريمة أياً كان شكلها ومنفذوها

- تجريم الفكر المتطرف دستورياً من خلال قوانين تشرعها البرلمانات التشريعية في العالم ومنع ترويج اي بضاعة تهدد التعايش السلمي وتدعو للعنف.

- تجفيف منابع الارهاب الاعلامية وهي : قنوات وصحف واذاعات ومواقع انترنت وكل وسيلة اعلامية تدعو الى الارهاب ومنعها من ممارسة عملها منعاً قاطعاً

 - وضع قانون ينص على عقوبة جزائية لكل رمز ديني يدعو للإرهاب والقتل والدماء كأن تكون السجن مدى الحياة .

- حصر السلاح بيد الدولة فقط ولا يجوز ولا يمكن ولا يتصور ان ندعو للقضاء على الارهاب ونحن نرعى من يحمل السلاح بغير مسمى الدولة ويمارس الجريمة .
 - يبقى الشيء المهم ( الاخلاص والصدق والشعور بالمسؤولية ) للحفاظ على ارواح الناس وايقاف سفك الدماء من خلال التحلي بالشجاعة وعدم الانقياد وراء مخططات دول اقليمية او عالمية تريد الفتك بشعوبنا وزهق ارواحنا واماتت احبتنا .

اعداد مسئول البرامج  : أ/ مني خليل نوبي  

مدير المركز : أ/ شوقيه عتريس عبد الوهاب

الاثنين, يونيو 19, 2017