728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الثلاثاء، 20 يونيو 2017

    الحقيقة والظاهر


         معتز صابر
        كاتب وروائي
    ومدرب تنمية  بشرية


    هناك فرق واضح بين الحقيقة والظاهر.
    فالحقيقة مثلاً أن القمر أكبر من مدينتك التي تعيش بها، والظاهر أن القمر يبدو لك كقرص في حجم البرتقالة.
    فالحقيقة هو الشئ على أصله الذي وجد به وبصفاته الأصلية دون أي زيف أو تحريف أو تعديل، أما الظاهر فهو ما يظهر أمامك وتحسه بإحدى حواسك الخمس ولكنك يظهر لك على خلاف حقيقته .. وذلك كما أوضحت في المثال السابق.
    وأعتقد عزيزي القارئ أنك لست بحاجة لأن أبين لك الفرق بينهما، فالفرق يظهر بقليل من التأمل في العنوان .
    لكني لست هنا لأوضح لك الفرق في المعني، وإنما لأركز على تلك الكلمة في توضيحي للفرق بين الحقيقة و الظاهر وهي: (دون أي زيف أو تحريف أو تعديل) ... ورغم أن ذلك يبدو جليا – أن الظاهر ربما يكون على غير الحقيقة بسبب تحريف فيه – لكننا في كثير من الأوقات نقع في تصديق الظاهر ولا نبحث عن الحقيقة، وذلك يرجع لحالات عدة :
    1-   أننا لسنا بحاجة لمعرفة الحقيقة ولا التحري عنها، فمثلا في مثالنا السابق نحن لسنا بحاجة لمعرفة – عند رؤيتنا للقمر - أن قطر القمر يساوي ربع قطر الأرض وليس بذلك الحجم الذي تصوره لنا أعيننا، إننا فقط ننظر للقمر لمعرفة التاريخ اليومي بالنسبة للشهر العربي، أو ننظر إليه على أنه رمزا للجمال.
    2-   الثقة الزائدة بمصدر ذلك الظاهر أو انخداعنا بمصدر ذلك الظاهر أيا كان سبب الخداع، وأكبر مثال على ذلك هو الإعلام – وأنا لا أقصد إعلام بعينه – وإنما وللأسف معظم الإعلام يصدر لنا الظاهر من أجل أسبابه الخاصة، فمثلا الخبر الواحد إذا تناوله أكثر من قناة إعلامية فإنك ستجد أن كل قناة إعلامية - أو أكثر من قناة إذا كانت بذات توجه واحد – تبين لك وتوضح لك ظاهر غير الحقيقة التي هي عليها، وستجد أن الخبر الواحد يتم نشره بزاوية رؤية تختلف من مصدر إعلامي عن مصدر غيره، أو توجه إعلامي غير التوجه الآخر.
    3-   لا نريد الحقيقة بل نريد الزيف وذلك لأننا ننصر فكرة نعتقدها، فترى من يتبع الزيف في هذه الحالة يتبعه لأنه يدافع عن الأفكار التي ينتهجها ويقنع الناس بالظاهر الذي يراه هو حسب واقعه الذي يعيش فيه.
    ومن يتبع الحقيقة ويتبع الظاهر كشخصين يتبع أحدهما طريقا صحيحا للوجهة التي يريدها، والآخر يتبع طريقا ليس لأنه يؤدي إلى الوجهة التي يريدها وإنما لأنه مخدوع بهذا الطريق أو لأنه يريد سلوك هذا الطريق أيا كان نهاية الطريق ليس إلا اتباعاً لهواه أو لينصر فكرته.

    ربما كان الكلام فلسفي نوعا ما ويحتاج لتفسير أكثر، لكن ما أود قوله لك عزيزي القارئ هو أن تتبع الحقيقة، ويكون طريقك دائما هو طريق الحق والحقيقة حتى لو كان ذلك ضد هواك، أو مناقضا لفكر تعتنقه .. فالحق أحق أن يتبع . 
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الحقيقة والظاهر Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top