728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    السبت، 17 فبراير 2018

    من المسيحيه إلى الإلحاد.. و العوده إلى الله



    كتبه 
    المفكر الإسلامي والباحث
    أحمد علي


     مثل البعض .. أنتمى لبعض المنتديات الدينية المهتمة بمناقشة الموضوعات الدينية والخلافية بعقلانية و احترام .. بعيداً عن السخرية و السباب أو التحقير من أى من الأديان .. أحد هذه المنتديات سري مغلق .. يضم المسلمين من سنة و شيعة .. و مسيحيين من الطوائف المختلفة .. و بعض الديانات الأرضية كالبهائية و الزرادشتية و غيرها  و العديد من الملحدين ..

    محور فكر الملحد ..

    إنه إذا كان هناك إله .. فلماذا يسمح بهذا الظلم والقتل و الدمار؟ و لا يوجد إله خالق .. و نشوء الكون ناتج عن الإنفجار الكبير Big Bang Theory و الذى أدى لوجود الأرض و الكواكب و السماء .. كما لا يشغل باله بالتفسيرات الدينية للأشياء ..

    منذ بضعة أشهر .. صادفنا شاب و فتاة متزوجان و كانا ينتميان للدين المسيحي .. و قررا هجر الدين و البحث عن أسباب الحياة بعيداً عن الرب و الكتب السماوية .. و استطعت ( بكل تواضع و بلا فخر ) و بمعاونة بعض الأعضاء المحترمين إعادتهم إلى طريق الإيمان ..

    في إحدى الليالي .. كان الحديث عن آدم و زوجه و الشيطان .. و حدث تهكم على سبب خروجهما من الجنة .. و أن البشر كانوا سيظلون في الجنة لولا أنهما عصيا الله والتهما الثمرة .. وكيف دخل الشيطان للجنة و هو محروم منها .. فكان ردي أن وجودهم في الجنة كان فترة اختبار و أن الله كان يعدهم لإعمار الأرض .. " و لكم في الأرض مستقرٌ و متاعٌ إلى حين " .. و دار جدال حول معصية آدم لربه و أن الله كان يستطيع أن يعصمها من الشيطان و لكنه تركهما للسقوط في فخ إبليس .. والرد من باقي الأعضاء أنه كان اكتمال للاختبار .. ثم بدأت الاختبارات الإنسانية الأرضية بخطايا الرغبة و الحسد و التي انتهت بقتل قابيل لأخيه هابيل ..

    تطور النقاش بعد ذلك إلى أن سبب البعد عن الدين هم رجال الدين أنفسهم .. سواء المسيحي أو الإسلامي و قصصهم و أساطيرهم و بعدهم عن ( ما يسمى ) الكتب السماوية و تعاليمها الأساسية .. و قمت بالرد إننى شخصياً امتنعت عن حضور خطبة الجمعه  منذ أكثر من ست سنوات .. و اكتفي بصلاة الجمعه فقط .. لاعتراضي على الأسلوب الخطابي المكررعن الغيبيات و ما وراء الطبيعة و الهجوم على أصحاب الديانات الأخرى .. الله ثابت و موجود .. و كلامه محفوظ .. رغم أنف البشر .. و سألتهما سؤال بسيط .. إذا تصورنا عدم وجود إله خالق متحكم في هذا الكون و حركة البشر و الكواكب و الحياة و الموت .. فكيف تتصوروا الحياة على الأرض و حركة الكواكب و الموت و الحياة .. ؟ و كان ردهما بأنها حركة فيزيقية طبيعية منتظمة من تلقاء نفسها .. فقلت كل شئ منتظم سببه وجود قوة أعلى تتحكم فيه و ليست من تلقاء نفسها ..

    المهم .. بعد فترة ليست بالقصيرة .. بدأنا طريق العودة بطيئاً إلى الإيمان بوجود الله الخالق .. و استمر الجدل حول صحة و حقيقة الكتب السماوية وأنها من تأليف البشر .. و اتهموا القرآن والأناجيل بالتناقض و الاختلاف .. فقلت لهما .. بعيداً عن القرآن .. الأناجيل تم كتابتها لمخاطبة طوائف مختلفة من البشر .. إنجيل متى مثلاً يعتبر حلقة الوصل بين العهدين القديم و الجديد .. ويقوم بوصف شخص و عمل المسيح الملك .. و إنجيل مرقس يركز على حياة و معجزات السيد المسيح و ينتهى بالحديث عن نهاية العالم و عودة السيد المسيح .. أما لوقا .. فيركز على النواحي التاريخية و يتحدث عن المسيح كإنسان مثالي يعمل على إعادة الخاطئين إلى طريق الحق .. إذاً الأناجيل تكمل و تساند بعضها .. و من حقك أن تقرأ كل الأناجيل و تأخذ منها ما يتناسب مع عقلك طالما لم تبتعد عن أساس الدين و لم ترفض وجود الله .. ثم تحدثا معي على الخاص وتحدثنا هاتفياً للمناقشة المركزة بعيداً عن المشاجرات ..

    مع الوقت .. خفت حدة حديثهم و بدأوا في قراءة الكتاب المقدس .. و حاولا مناقشتي في بعض القضايا المسيحية .. فاعتذرت بأدب لأني غير متخصص في الديانة المسيحية .. و نصحتهما بالتحدث لأحد رجال الدين فرفضا رفضاً قاطعاً .. ووجهتهما لصديق مسيحي متفتح واسع الصدر فكان أول طريق العودة ..

    و في ليلة فاصلة .. كان الحديث معهما عن الدين الحق .. و أي دين يجب اتباعه .. و بدأت كل طائفة محاولة الاستقطاب لدين دون آخر .. و شعرت بحدوث توتر في الجو العام و ضيق صدر الشابين .. و كانا على وشك الرجوع لنقطة البداية الإلحادية .. فقلت رأيى بحزم و حسم " خذ كتابك و اذهب إلى كنيستك  واطلب المعمودية و اتناول " .. و دخلت الزوجة في حديث معي على الخاص و عبرت عن استيائها من محاولات الاختطاف بين الأديان و أن هذا هو سبب البعد عن الدين في الأساس .. فأصررت على رأيى و قلت لها طريق الخلاص الوحيد هو الكنيسة .. لا تستمعي لحديث آخر .. و أنهيت الحديث سريعاً ..

    و هنا دخل معي أحد الأعضاء المخضرمين  في المنتدى ( كنت أحسبه من المستنيرين ) في حديث جديد على الخاص يعاتبني بشدة على تسليمهم للكنيسة بيدي .. وأني لم أساعد على ضمهم للإسلام .. فقلت له إن هذا حياد و خروج عن هدف المنتدى .. فهو ليس منتدى تبشري و لا يدعو لتغيير الأديان أو الصراع بينها .. و لكن إذا نجحنا في إعادة فرد واحد إلى الإيمان بالله فهو إنجاز .. ثم أى إسلام يفترض أن أدعوهم إليه .. و على أي مذهب ؟؟ الحنفي الذى نتزوج عليه و يحلل شرب النبيذ ما لم يسكر ؟ أم المذهب الشافعي الذي نصلي به ؟ ام المذهب المالكي الذي يعتبر من ألطف المذاهب ؟ لقد رأيت تهافت الأقباط و الكاثوليك و البروتوستانت على استقطاب الشابين .. فهل كان هناك ما يستدعي إلى الدخول في صراع و سباق بين مسلمين و مسيحيين و مناقشة اللاهوت و الناسوت و تعميق الخلاف .. أم كان الواجب تحكيم العقل و إعادتهم لكنيستهم و دينهم .. ثم يختاروا هم الدين الذى يحبونه بفهمهم  ووعيهم بدون ضغوط نفسية ؟؟ كان الرد منه أن الإسلام هو دين الحق .. و كان ردي أنا " هذا من وجهة نظرك " .. الله واحد .. و طريقة عبادته تختلف حتى بين أصحاب الديانة الواحدة .. فلماذا التعصب بالنظرة الأحادية ؟ و الإسلام كاسم مطلق هو التسليم بوجود الله .. العودة للكنيسة هي عودة إلى الله ..

    ستظل مشكلتنا الكبرى .. وجود فكر متطرف إقصائي بداخل البعض من كل الأديان .. مهما تظاهروا بالتفتح و الفهم و الوعى ..

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    17  فبراير 2018

    تابعونى على فيسبوك:

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: من المسيحيه إلى الإلحاد.. و العوده إلى الله Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top