728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الأربعاء، 21 فبراير 2018

    وهم تطوير منظومة التأمين الصحي



    كتبه 
    المستشار الدكتور 
    صادق القماح 
    ينادي السيد الرئيس ومن بعده المسئولين بالدولة بتطوير منظومة التأمين الصحي  كلام جميل ولا غبار عليه فالتعليم والصحة هما أساس تطور أي أمة ، ولكن منظومة التأمين الصحي بمصر لا تحتاج إلى تطوير وإنما تحتاج إلى محاكمات لما بها من فساد فكري وأخلاقي .
    على سبيل المثال لا الحصر بعض نماذج الفساد الكلام ليس على العموم وإنما على الغالبية :
    المريض أبو بلاش :
    جرى العرف أن تدخل أي عيادة فيسارع الطبيب لمعالجتك ووصف الدواء لك والطبيب الذي لا يحترم مهنته هو من لا يعرف لوقته أو وقت المريض قيمة .
    أما في التأمين الصحي فالصورة مغايرة تماماً ؛ حيث إن الطبيب يتأخر عمداً على المرضى لأن عقيدته أن هذا المريض ( أبو بلاش ) وأنه يمن عليه بالكشف لأنه سيدفع مئات الجنيهات خارج التأمين إذاً فلينتظر المريض معالي فخامة الطبيب حتى يمن عليه بالحضور والكشف عليه .
    الفني الطبيب :
    المتعارف عليه حين دخول أي عيادة أو معمل يكشف عليك الطبيب ولكن بعض المعامل يدخلها فنيون مدعون أنهم أطباء ويقومون بعمل الأطباء بحجة أن هناك عجز أطباء بالتأمين .
    تضارب الأجازات :
    لا قدر الله إذا مرضت وكنت تعمل في وزارة التعليم أو الصحة ستجد أقذر وأحط تعامل في الأجازات حيث إن الطبيب ممنوع عليه إعطاء أجازة لمريض في هذه الوزارات حتى لو كان المريض في حالة موت ، والغريب أنك تجد مريضاً آخر في عيادة أخرى في نفس تلك الوزارات يعطيه الطبيب أجازة بالشهر والاثنين ، فمثلاً هناك معلمة في حالة إعياء ومن المفترض أن تدخل عمليات ولكن الأطباء سواء في عيادة سموحة أو مستشفى جمال عبد الناصر لم ينصحوا بدخولها المستشفى إلا بعد أن ساءت حالتها ولم تأخذ دقيقة أجازة في حين أن لها زميلات في نفس العمل وفي عيادات أخرى قاموا بأجازات مرضي تترواح من يومين لشهر أجازة ، فما هو معيار إعطاء الأجازات لا يعلمها إلا الأطباء والعالمون ببواطن الأمور في العيادات الخاصة لأطباء التأمين الصحي .   
    طبيب تحت الطلب :
    إذا ساءت الأقدار وأرسلتك لمستشفى جمال عبد الناصر لن تجد في الاستقبال أي طبيب إلا نادراً وستجلس وقت يقارب النصف ساعة ( إذا كنت محظوظاً ) حتى يتنازل ويتعطف الطبيب بالحضور ، فالمعروف أن أي استقبال لابد من وجود أطباء في استقبال المرضى ولكن للأسف هذا الحال في مستشفى جمال عبد الناصر وحين تسأل الطبيب عن سبب التأخر يقول لك أنه تحت الطلب ولا يأتي عيادة الاستقبال إلا بعد تلقي طلب استدعاء .
    الإشاعات :
    إذا طلب منك الطبيب عمل أشعة معينة فإنك لن تم تحديد موعداً إلا بعد اسبوع على الأقل وحين تذهب تدعو الله أن يكون جهاز الأشعة سليماً ولا يشكو عطلاً وإلا ستنتظر اسبوعاً آخر  
    صرف الدواء : 
    هذه كارثة أخرى فأزمة الدواء في مصر تجعل ما يتم صرفه من دواء للمرضى لا يليق بمستوى المرض فهو لا يءثر بالإيجاب مع المريض ناهيك عن زحمة المرضى وما يعانونه لصرف دواءهم ، فالغلبان له الله .
    حال المستشفيات :
    أما داخل المستشفيات فحدث ولا حرج ففي مستشفى جمال عبد الناصر تجد العمال ينظفون الطرقات حتى يراها رؤسائه في العمل أما داخل الحجرات فعلى المرضى أو المرافقين أن يقوموا بعمليات التنظيف .
    التمريض :
    لا يعيب التمريض إلا شيئ واحد فقط وهو أن عددهم قليل جدا لا يليق بمتابعة المرضى والمسشتفيات في حاجة ماسة لزيادة عدد الممرضات .
    الأطباء :
    طبعا جميع الحالات داخل مستشفى التأمين الصحي هي خاصة بالمستشفى ولكل مريض ملف خاص به يأتي كل يوم طبيب يمر على عنبر المرضي ويتابعه من خلال الملف ، أما أن يتكلف كل طبيب بمتابعة عدد من المرضى فهي فكرة منعدمة وطبعا الحجة أن عدد الأطباء لا يكفي ويوجد عجز وطبعا في بعض الأحياء تجد تضارب في تشخيص الأطباء للمرض و كذلك تتضارب الأقوال حول خروج المرضى من عدمه ، أما حالات الاستئذان فتختلف من طبيب لآخر فالبعض يجيز الاستئذان والبعض الآخر يتحجج بكلمة ممنوع .
    المطعم والطعام :
    طبعا لن أتحدث عن كعام المرضى ولكن سأطلب من السيد وزير الصحة والسيد الفاضل رئيس هيئة التأمين الصحي بتناول وحبة واحدة من هذه الوجبات وبعد عمل غسيل معدة لهما سأسألهما عن رأيهما .
    لجان القومسيون :
    ويلك وسواد ليلك إذا كنت ستذهب للجان القومسيون الطبي فستجد كل الذل والهوان بصرف النظر أنك مريض وفي حالة موت أو عجز وطبعا لن تأخذ قرار قومسيون إلا بعد عذاب رهيب ، والغريب في الأمر أن أطباء الفومسيون لا يعرفون شيئاً اسمه قرارات اللجان الطبية ولا يعلمون عنها شيئاً وهذه القرارات هي التي تحدد الأمراض بنسب العجز والأطباء يعملون ببركة دعاء الوالدين وما يترائى لهم وعلى حسب أهواءهم .
    لجان العجز :
    لا يختلفون كثيراً عن لجان القومسيون الطبي ، بل إن الأمر يزداد صعوبة لأن المريض إذا حصل على نسبة عجز سيطالب الدولة بتعويض وهذا طبعا ليس في سياسة الحكومة وعلى الموظف المريض أن يموت ولا يأخذ قرار عجز وطبعا الأطباء يعطونها في حالات البتر أو العمليات الصعبة فقط أما عمليات الاستئصال أو الغضاريف أو غيرها فيتلاعبون بها ويرفضونها لأن الإشاعات والتحاليل تقاريرها يتم كتبتها بصورة غير صحيحة ويضطر المريض للف على مكاتب مديريات التأمينات حتى يقدم تظلم ثم لجنة منازعات وغيرها من سياسة دوخيني يا حكومة .
    هذه بعض النماذج السيئة لمستوى التأمين الصحي الذي سيتم تطويره ؛ فكيف يتم تطوير منظومة يجب أولاً أن يتم تعديل ما بها من فساد وخلل منظومي واهتمام من المسئولين ومتابعة حثيثة والضرب على يد كل طبيب مهمل أو متعالي أو يمن على المرضى كذلك توفير دواء مناسب ومعاملة لائقة بالمريض .
    والصورة ليست قاتمة لهذا الحد وإنما ستجد بعض الأطباء وهم قلة ممن يراعون ضميرهم ويعملون لصالح المريض رغم ما يجدونه من مضايقات رؤسائهم وزملائهم لأنهم بفضحون خيبتهم وكسلهم وفشلهم . 


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: وهم تطوير منظومة التأمين الصحي Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top