728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الجمعة، 1 يوليو 2016

    أثر تفجيرات مطار أتاتورك وتبعاتها






    كتبها الدكتور 
    عادل عامر






     
    إن الهجوم يحمل بصمات "داعش" بسبب الموقع الذي اختاره المسلحون لتنفيذ التفجيرات الانتحارية والأسلوب الذي اتبعوه ، وأشار مسئول آخر رفيع المستوى إلى طريقة تنسيق الهجوم باستخدام الأسلحة والمتفجرات . 
    انطلاقاً من موقفنا الثابت ضد العنف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله مهما كانت دوافعه ومسبباته.
    طبقا المخابرات الأمريكية : داعش نفذ تفجيرات إسطنبول من جانبها تعتقد المخابرات الأمريكية أن الهجوم الذي استهدف مطار أتاتورك التركي في مدينة إسطنبول وشمل تفجيرات انتحارية وتبادل إطلاق نار ، ليلة الثلاثاء ، هو من تنفيذ تنظيم داعش ، أو جماعة موالية له حسب سى إن إن .
    من الواضح أن هذا الهجوم لم يكن يهدف إلى تحقيق أي هدف سوى توفير مادة دعائية ضد بلدنا عن طريق استغلال دماء وآلام الأبرياء .
    وتعرضت تركيا لسلسلة تفجيرات هذا العام ، بينها هجومان انتحاريان في مناطق سياحية بإسطنبول ، اتهم تنظيم داعش بالمسؤولية عنهما ، وتفجير سيارتين ملغومتين في العاصمة أنقرة .
    عملية مطار أتاتورك اليوم تتشابه لحد كبير مع الهجوم على مطار بروكسل / بلجيكا ، من حيث مفردات ونمط التنفيذ ، الأمن التركي تلقى لطمه قاسية ، خاصة مع التحذيرات الأمريكية المسبقة حول توقعاتها باستهداف الساحة التركية بعمل كبير ، استوجب الأسبوع الماضي تحذيرا لرعاياها من السفر إلى تركيا ، والآن في بيان للادعاء الأمريكي غريب من نوعه " في الوقت الذي يرفع فيه عناصر جماعة الإخوان الإرهابية في مصر ، شعار "الإرهاب هو الحل " أدان مكتب الإخوان في اسطنبول ، الحادث الإرهابي الذي تعرضت له تركيا مساء أمس الثلاثاء 28 ، والذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات واصفة إياها بعملية غادرة التي لم تراع حرمة دماء الأبرياء. 
    في وقت تسعى فيه تركيا إلى الهروب من عزلتها الدولية بتصفية خلافاتها مع روسيا وإسرائيل والتودد لمصر ، لا تزال تبعات دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإرهاب في المنطقة يدفع ثمنها الشعب التركي ، وقد اجتاحت تركيا الأشهر الأخيرة تفجيرات إرهابية أودت بحياة المئات، في ظل غضب داخلي من سياسات الرئيس التركي في المنطقة.
    محاربة الإرهاب لا تتم بمهاجمة المدن والقرى وقتل المزيد من الأبرياء والاستمرار في حرمان الناس من حقوقهم,بل تتم باقتلاع جذور الإرهاب والقضاء على مسبباته.الأكراد يشكلون20%من مجموع الشعوب التركية ولهم كامل الحق في التحدث والدراسة بلغتهم واعتبارها لغة ثانية رسمية في البلاد,ومن حقهم أن تتعامل مدنهم وقراهم ومحافظاتهم كما تتعامل مثيلاتها في غرب تركيا وان تخصص لها نفس الميزانية وبرامج التطوير كما هو الحال في المحافظات الأخرى.القوة الغاشمة لن تلد الا القوة الغاشمية والأمن والسلام ليسا حكرا على فئة دون أخرى كما انتقلت العمليات الإرهابية في تركيا للمرة الأولى إلى منطقة البحر الأسود، حيث أطلق ثلاثة مسلحين النيران على قوات الحراسة التركية التي كانت تقوم بمهام تفتيش السيارات المارة من ضواحي مدينة "كومشهانه"، وتمكنوا فيما بعد من الهروب من موقع الحادث. وفي نفس اليوم أطلقت مجموعة مسلحة النار على دورية كانت تقوم بأداء مهامهًا بالقرب من سفوح جبال "كوبلي" التركية، وقام أفراد الدورية العسكرية بالرد بالنيران على الهجوم المسلح. وعقب ثورة 30 يونيو،
    وحينما كان "أردوغان" رئيس وزراء لتركيا وهو التوقيت الذي بدأ فيه إظهار دعمه لتنظيم "داعش"، وقعت العديد من العمليات الإرهابية، كان أشهرها استهداف السفارة الأمريكية الذي حدث عام 2013. حيث قام مجموعة من المسلحين بتفجير عند مبنى السفارة الأمريكية في أنقرة؛ أدى إلى مقتل حارس أمن تركي، وأعلنت جبهة جيش تحرير الشعب الثوري اليسارية مسؤوليتها عن التفجير.
    وفي نفس العام وقعت تفجيرات قوية في تركيا عرفت باسم تفجيرات "الريحانة"، عن طريق سيارتين مفخختين أوقفها مسلحون أمام مبنى مدينة "الريحانية" التركية القريبة من الحدود السورية في 11 مايو 2013، أسفرت عن سقوط 51 قتيلًا.
    ورغم الحرب الدعائية في تركيا ضد داعش عبر شن عدد من الحملات الأمنية والاعتقالات لوقف تدفق المقاتلين والتمويل للتنظيم عبر تركيا إلا أن الموقف التركي ظل في أكناف الغموض منذ بدء توسع داعش وسيطرته على مناطق عدة في العراق وسوريا، وحتى الوقت الحاضر مع الاتفاق الأمني بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية.
    ففي ظل المكاسب التي تحققها تركيا من وجود التنظيم، ظلت حكومة أردوغان تماطل وتتلكأ في الانخراط في التحالف الدولي ضد داعش، وكال الغرب لأنقرة الاتهامات بشأن تسهيل عبور المقاتلين إلى سوريا وأن تركيا هي المستفيد الأكبر من وجود داعش في سوريا على المستويين السياسي والاقتصادي. استناداً إلى أوساط الأمن والسلامة الدولية، على تأمين منظمات «بي كا كا» و«ك ج ك» وقوات كولومبيا المسلحة الثورية، وحركة نمور التاميل الانفصالية في سيريلانكا، وحركة أوزبكستان الإسلامية، قسما كبيرا من تمويلها من المخدرات.
    التقارير الدولية تؤكد على تورط منظمتي «بي كا كا» و«ك ج ك» بتجارة المخدرات، من خلال الإفادات التي يدلي بها الموقوفون من هاتين المنظمتين، والمواد المخدرة التي صادرتها قوات الأمن في المخابئ وأوكار الإرهابيين، والمستندات التي تشير إلى وجود أموال جراء عائدات تجارة المخدرات.
    وأشار التقرير إلى أن قوات الأمن التركية نفّذت 381 عملية في إطار مكافحة المخدرات ذات الصلة بمنظمات «بي كا كا»، و«أسالا»، و«ت ك ب»، و«د ه ك ب ج» الإرهابية، منذ عام 1984، وضبطت خلالها كميات كبيرة من المخدرات. وكشف تقرير الوزارة أن المنظمة الإرهابية تعمل على إنتاج الهيروين في مختبرات أنشأتها داخل المعسكرات التابعة لها بشمال العراق، وأنها تجني ضرائب من منتجي المادة ذاتها في القرى المحاذية للحدود الإيرانية والعراقية، بحسب كمية الإنتاج. لا شيء في هذا العالم يمكن تفسيره من دون تجاهل إطاره؛ التفسير السياسي لهذا هو أنه لا يمكن عزل أي عمل عن أسبابه السياسية والاقتصادية والاجتماعية. في الإطار التركي نلاحظ وجود قضيتين إحداهما تاريخية، والثانية هامشية. القضية الهامشية هي من تداعيات الحرب في سوريا، وبروز تنظيم داعش، ومحاولات هذا التنظيم إرهاب الحكومة التركية لحملها على تعديل سياستها تجاهه.
    هذه المسألة الهامشية تبقى كذلك، لأنها لا تنبع من واقع تركي بحت، ولا من مظلمة تاريخية، أو اقتصادية أو عرقية، بل من فهم خاطئ للتاريخ، والجغرافيا وحتى المعتقد الذي يؤمن به هذا التنظيم؛ لهذا فمن العبث النظر لهذا التنظيم في الإطار التركي الخالص، لأنه عنصر خارجي بامتياز.
    تركيا دولة ، وكغيرها من دول المنطقة ، مليئة بالتناقضات، وسريعة العطب، والاشتعال، والخطر من الداخل وليس الخارج! قرار الحكومة التركية بالرد على هذا المأزق التاريخي هو المهم، ويبدو أنها اختارت ما سبق وجربته حكومات تركية قبلها : خيار القوة.
    لكن القوة في إطار كهذا لن تنجح ، إلا إذا استطاعت أن تبيد الأكراد كما أبادت أميركا الهنود الحمر، والإنجليز السكان السود في أستراليا ، والبلجيكيون السود في الكونغو!
    لا يمكن للحكومة التركية تبني حل كهذا لسبب بسيط، أن الأكراد حملوا السلاح، وقرروا القتال، وأن العالم، يؤيد حقهم! ثمة مشكلة لا يعيها الساسة في منطقتنا، وهي أنهم يعتقدون أنهم حلفاء لأميركا، ولكن الدولة العظمى ليس لديها حلفاء، لهذا تقاوم تركيا الإرهاب وحدها ومن دون حليفتها أميركا، وحلف الأطلسي، ولهذا تحولت تركيا من دولة إقليمية مهمة إلى دولة مترددة، عاجزة، وخائفة من المستقبل؛ ولأنها كذلك تحاول تشغيل خط التواصل مع إيران، وتعيد الحرارة، وإن باستحياء، إلى العلاقة مع إسرائيل، وتحاول استرضاء موسكو قدر ما أمكن، وتحاول ابتزاز أوروبا بورقة اللاجئين، وفوق كل ذلك، تجد صعوبة بالغة.

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أثر تفجيرات مطار أتاتورك وتبعاتها Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top