الكائن الأسطوري

 كتبه 

يسري أحمد عباس

عقل الإنسان العربى تعفن بالفعل .. من روث الأفكار والتعصبات .. والكبر والطغيان والضلال والغرور .. وليته قدم شيئاً من أعماله للعالم ليتفقد تلك المرتبة من التكبر .. لكنه اعتمد على حفنة من التاريخ المزيف الذى ينفخ فيه بغطرسة و داخله خواء فارغ بلا أى محتوى أو إرادة .. واكتفى بأنه مذكور فى الأساطير .. فظن نفسه كائن أسطوري .

انكسار الإنسان العربى جاء من نفسه أولا قبل الغرب .. فالعزة والإرادة تأتى ذاتياً ومن ثم لن ترضى لنفسك مادون ذلك  من أى مخلوق .. وداء الأمة العضال هو  " الإستسهال " فى كل شيئ ... لا تعليم لا قراءة لا ثقافة .. لا عمل لا اجتهاد. لا محاولة .. لا تخيل ولا إبداع ... معطلة قدراتنا ... عطلة . 

يقول عباس محمود العقاد :- " القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة لأنها تزيد هذه الحياة عمقاً وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب " . 

نعم كل منا في حاجة إلى ذلك وإلى الخروج مما هو فيه .. خروج من الظلام إلى النور ومن الضعف إلى القوة ومن الضلال إلى الهدى .. خروج من ظلام الجهل وقلة الوعي إلى نور العلم والفهم .. من ضعف النفس وهوانها إلى قوة إرادة وعزة مقصد .. من ضلال هوى بنا في اسفل سافلين إلى هدى يرتقي بنا إلى سماء رب العالمين .. فأين العالم العربي من كل هذا الآن ؟!!!!

الاثنين, مارس 19, 2018