الطبيب الذي فقد احترامه

عيب الكثير من الشعب أنه لا يعرف قيمة الوقت لذا تجد بعض العادات السيئة السائدة فمثلاً حين تأخذ موعداً تجد الإجابة ( بعد الظهر سأمر عليك الظهر سأراك الصبح ) .

فمتى يكون الصبح أو الظهر أو بعد الظهر ؟

كانت هذه التصرفات فردية ولكن الآن أصبحت ظاهرة .

فمثلا إن دعتك الأقدار أن تذهب لمخبز لابد وأن تكون فاضي على الأقل لمدة ساعة ، أما وإذا ساءت بك الأمور وأردت أن تذهب لطبيب فهذه كارثة .

أتذكر قديماً بأن حجز الطبيب كان إما بالذهاب أو بالتليفون وكانت أسبقية الدخول بأسبقية الحجز وكان الموعد محترماً ، أما الآن فللأسف تجد تهاوناً وخذلانا في المواعيد ولا يعلم الأطباء أن الموعد هو نوع من أنواع احترام المكان .

كثيراً من الأطباء أردت الذهاب إليهم ولكني لم أذهب لأني اتصلت تليفونياً فكان الرد ( أسبقية الحضور) وأسوأ ما حدث لي كان فيما يسمى بمركز ( مستر كراون للأسنان ) بالإسكندرية فقد نصحني صديق طبيب بمركز كراون للأسنان بمنطقة جناكليس وفعلا اتصلت واحترمت المكان حين اتصلت فكان هناك موعد .

ذهبنا للموعد فوجئنا بأن الدخول بأسبقية الحضور ، أوصلت المهزلة بالتلاعب بفقدان الاحترام للناس ، والمفاجأة الأخرى أن الانتظار كان أكثر من ساعتين ونصف والأغرب أن هناك ثلاث مواعيد في آن واحد .

والذي دعاني لأفقد ما تبقى لاحترام هذا المكان هو أنني أردت أن أحدد من المسئول عن تضارب المواعيد هذا فلا تجد من كل شخص إلا التنصل وإلقاء البتعية على الغير , وتذكرت المثل القائل

" إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص " حين طلبت مقابلة المسئول عن المكان وادعو لي أنه ( طبيباً )  ، واعتذر هذا المدعو بإدارة المكان بسبب انشغاله بأعمال دقيقة .

يا سادة قسماً بالله موعد الحلاق آخذه بالتليفون ويحترم نفسه فيكون الموعد مضافاً إليه بالأكثر 15 دقيقة انتظار وهذا أمر مقبول ، أما أن ينتج هذا التصرف عن طبيب أو عن مركز طبي من المفترض أن يتسم بالاحترام والتقدير من العملاء وطبعا كان الناتج العكس .

نحن الآن نعيش حالة من فقدان الاحترام للذات إلا من رحم ربي فكثير قرر عدم الدخول وانصرفوا وقرر من لهم أعمال متبقية مع هذا المركز ألا يعاودوا التجربة في هذا المكان .

ليس العيب في المركز أو صاحبه وإنما كل العيب في المرضى الذين رضوا لأنفسهم الهوان وأن تتم معاملتهم بهذه الصورة الغير تقديرية وهذا الإهمال الفظيع ، أما النظافة فحدث ولا حرج أبسط ما سأقوله بأن هناك كولدير عليه كوبان بلاستيك يشرب  منهما القاصي والداني ..... ولن أزيد .

إذا كان هذا يحدث من أحد خريجي ما يسمونها بكليات القمة فماذا تنتظرون .

ليس هذا المركز هو الأوحد أو المتفرد في هذا الاستهتار والتهاون وما هو إلا نموذجاً لكثير فمثله كثر طبعا لن أتحدث عن التعامل الضريبي مع هذا المركز ولن أتطرق إليه ولن أتساءل عن متابعة مثل هذه المراكز والتي ينتهي آخر زبون فيها حوالي الواحدة صباحاً .  

ونتساءل في النهاية لما لا نتقدم ؟ لماذا حالنا من السيئ إلى الأسوأ ؟

الإجابة واضحة وصريحة لأننا نهدر قيمة الوقت ، ولأننا لا نجد رقيباً . 

الأربعاء, أغسطس 24, 2016