728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الاثنين، 29 أغسطس 2016

    ولاية المرأة على الرجل



    كتبه المستشار الدكتور  / صادق القماح 
    علاقة تؤرق المجتمع المصري منذ قديم الأزل ، هي علاقة الرجل والمرأة والتي شهدت تطوراً كبيراً منذ بداية الخليقة للآن ، وسأعرض بعضاً من هذه التطورات .
    منذ بداية الخليقة كان أول النشأ هو سيدنا آدم وحين شعر بالوحدة خلق الله له من ذاته من تكون له سكناً كما قال المولى عز وجل في محكم آياته : " وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "  ] الروم :21 [ .
    فالأصل في العلاقة السكن والرحمة وبعد فترة من الزمان شهدت هذه العلاقة تطوراً بعُد كل البعد عن عن مضمون العلاقة التي شرعها الله تعالى .
    لن أطيل في تطور علاقة الرجل بالمرأة عبر كثير من العقائديات أو المجتمعات وسأدخل في ظاهرة استشرت وتفشت في المجتمع المصري واستفزتني .
    وهي العلاقة الأسرية فهي تبدأ بقول المولى عز وجل : - ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) [ النساء : 34 [  .
    أي أن الرجل قائم على رعاية المرأة واختلف العلماء في الأسباب ففضل الرجال على النساء بزيادة العقل والدين والولاية ، وقيل : بالشهادة ، لقوله تعالى : "  فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان "
    ( البقرة - 282 ) وقيل : بالجهاد ، وقيل : بالعبادات من الجمعة والجماعة ، وقيل : هو أن الرجل ينكح أربعا ولا يحل للمرأة إلا زوج واحد ، وقيل : بأن الطلاق بيده ، وقيل : بالميراث ، وقيل : بالدية ، وقيل : بالنبوة  .
    وهنا حضرني تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي لهذه الآية : -
    إذا قيل أن فلاناً قائماً على أمر فلان ، فما معنى ذلك ؟
    هذا يوحي بأن هناك شخصاً جالس ، والآخر قائم فمعنى قوامون على النساء .... أنهم مكلفون برعايتهن والسعي من أجلهن وخدمتهن ، إلى كل ما تفرض القوامة من تكليفات ، إذاً فالقوامة تكليف للرجل .
    ومعنى : (بما فضل الله بعضهم على بعض ) ، ليس تفضيلاً من الله عز وجل للرجل على المرأة كما يعتقد الناس ، ولو أراد الله هذا لقال : بما فضل الله الرجال على النساء ، ولكنه قال : ( بما فضل الله بعضهم على بعض ) فأتى ببعض مبهمة هنا وهناك .... ، ذلك معناه : أن القوامة تحتاج إلى فضل مجهود ، وحركة وكدح من ناحية الرجال ، ليأتي بالأموال يقابلها فضل ناحية أخرى ، وهو أن للمرأة مهمة ، لا يقدر عليها الرجال ، فهي مفضلة عليه فيها ... فالرجل لا يحمل ولا يلد ولا يحيض .
    ألا يجوز أن تكون القوامة هنا بسبب أنها وظيفة الرجل الأساسية في الدنيا والتي لم نرها في تعدد الأوجه السابقة وأقول هذا متأسياً بقول رسول الله صل الله عليه وسلم - عن ابن مسعود قَالَ : " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) .
    هنا نجد أن الرسول الكريم وجه كلامه للشباب من الجنسين وجعل شرطية الزواج هي الاستطاعة وذهب الكثير بأن تكون الاستطاعة مادية في حين أنها مادية ونفسية واجتماعية وثقافية ،،، إلخ
    وإذا جمعنا أيضاً بين الآية والحديث ففي قوله تعالى : - " وبما أنفقوا " وهنا يقول العلماء النفقة هنا للرجل في المهر والنفقة .
    فحديثنا هنا عن عن ولاية الرجل في البيت بما أنفق ، فحق الإنفاق يكون من جانب الرجل فقط وأن مشاركة المرأة في الإنفاق إنما هو فضل منها لأن الإنفاق هو أساسي عند الرجل كما جاء في الآية .
    وهنا نجد ظاهرة اجتماعية مستحدثة بين الرجال وفي كثير من البيوت المصرية وهي انتقال ولاية الإنفاق من الرجل للمرأة .
    نجد أن الرجل يترك أمور البيت بأكملها على عاتق زوجته وأضاف عليها الإنفاق من مأكل ومشرب وكسوة وغير ذلك وبدأت هذه الظاهرة في المستويات الاجتماعية المتدنية فنجد الرجل الذي أدمن المخدرات أو الخمور يدفع زوجته أو أولاده وبناته للعمل ليأخذ حصيلة هذا العمل من مال ليصرفه على مزاجه الخاص وتطور الأمر بعد ذلك وسمح لهن بالعمل في الدعارة بعد أن أضاعت له المخدرات نخوة الرجولة .
    أما الآن فبدون مخدرات أو خمور نجد أن الرجل أخذ هذا المبدأ وطبقه في حياته ودفع زوجته للنزول لمياديين العمل لتنفق على البيت أما ماله هو فهو لمزاجه الخاص من ملبس أو لأهله أو لقضاء وقت ممتع مع أصحابه ، وإذا طالبته زوجته بالإنفاق يطلب منها بكل بجاحة أن تنزل للعمل ، وإن كانت تعمل فيسألها أين أنفقت مالها ؟ 
    أجد هذه الظاهرة التي تخلى فيها الرجل عن نخوة الرجولة بدأت تستفحل في كثير من البيوتات المصرية ، بل وقبل على نفسه أن تنتقل الولاية منه لزوجته ولو علم تبعيتها من أن الآمر الناهي في البيت بعد ذلك هي المرأة و أن زمام الأمور أصبح في يديها أي أن الرجل قبل على نفسه أن يكون ( الحاجة أمينة ) وزوجته هي ( سي السيد ) .
    وسأسأل هذا الفحل الهمام أين أنت من هذا الحديث ؟
    عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته : فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته ، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم ، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهى مسئولة عنهم ، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )  ( مسلم ) .
    وأين أنت من قوله صل الله عليه وسلم : - قيل للنبي صلّ الله عليه وسلم : أي النساء خير ؟؟ قال :
    (( التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره((  
    * افهم القوم في " لا تخالفه في ماله أي في نفقته عليها " .
    وقد علمنا أجدادنا معنى رجولة الرجل في بيته فكان من معايب الرجل عدم الإنفاق على أهل بيته
    والغريب أننا نجد بعض الرجال قد استمرأوا هذا النوع من الإنفاق وبدأوا يستدلون بجهالة وسفه وصفاقة على صحة وجهة نظرهم وتأويلهم للحديث الشريف : - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : - " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " .  هذا الحديث رواه البخاري (4802) ومسلم (1466)
    ويدعون بأنه طالما كان المال من جوانب اختيار المرأة فصحيح ما يفعلوه .
    نقول رداً على هؤلاء المدعين بأن الرسول صل الله عليه وسلم مدرسة تربوية عظيمة وكي يغرس الرسول صل الله عليه وسلم مفهوماً صحيحاً بين مفاهيم غير صحيحة أو دقيقة فيأتي بما يعتقده الناس أولاً ثم يعدل لهم فكرهم إلى النحو الصحيح كما حدث في هذا الحديث وغيره من الأحاديث الأخرى .
    فترتيب الرسول الكريم بدءً بالمال ثم الجمال والحسب والنسب لم يكن من مفهوم إسلامي ولكن ذكر للعرب ما كانوا يأخذون به ويعتقدونه ، ثم أردف بعد ذلك المفهوم الصحيح وأضافه إليهم وهو ذات الدين ، والبرهان على خطأهم أن الرسول صل الله عليهم وسلم فضل لهم ذات الدين وهو المفهوم الإسلامي الصحيح الذي يريد الوصول إليه .
    فأين أنتم من القيم الاجتماعية التربوية للنبي صل الله عليه وسلم وأين أنتم من علوم الدين وعلوم التفاسير كي تحكموا عليها بهذا الجهل المطبق ؟
     أخاطبك يا من تدعي العلم لا تجهل قوله تعالى : - ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ  ] سورة النساء الآية: 19[
    وتأدب مع نبيك ودينك .
    وكن رجلاً في بيتك كما يبنغي للمسلم الحق .



    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ولاية المرأة على الرجل Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top