كتبه الكاتب
أحمد علي
كنت أرتب الأفكار للمقال القادم .. فإذا بالرسالة التالية
تصلني على صندوق الخاص للفيس بوك لتأخذ مكانها فى هذا المقال .. شخصية محترمة لا
أعرفها .. و إن كنت أتمنى أن أتعرف عليها ... لم أتدخل بالحذف أو الإضافة ... لكنى
حذفت إسمها بناءً على طلبها .. و أعدت صياغة العبارات و تحديد الفواصل و العلامات
لتسهيل وصول الأفكار للقارئ الكريم ... اعتبروا المقال فرصة للوقوف مع النفس و
النظر فى المرآة ...
الرسالة :
أ.أحمد , أنا مش من الfollowers بتوع حضرتك , لكنى بتابع كتاباتك و آراءك
السياسية و الدينية و حوارك مع الأراء المختلفة , و لا أشترك بالتعليق بسبب حساسية
الموضوعات اللي بتناقشها و خصوصاً الدينية و المشاكل اللى ممكن تحصل لو واحدة
مسيحية قالت رأيها ههههه .
و اسمح لي أعيب عليك - من غير زعل- ضيق خلقك فى الرد على
البعض , بس ساعات بيكون عندك حق لما بيعيدوا ويزيدوا فى نفس الكلام ههههه .
اسمح لي أعرفك بنفسى ، أنا مهندسة و أمتلك شركة توريدات
كهربائية و زوجي جراح .
أنا قريت رأيك الأخير فى قانون بناء الكنائس و اعتراضك
على المساس بالحق فى البناء المعتاد للكنائس بس تفتكر دي المشكلة الوحيدة اللي عند
المسيحيين ؟ هنصلي فين و الكنيسة شكلها إيه ؟
حضرتك ممكن تروح تعمل محضر عشان جرس الكنيسة مزعلك ,
إنما ميكروفون جامع متعلق فى العمارة اللى قدامنا و بيصحينا من عز النوم أو بيشتم
فينا كل جمعة أنا ما اقدرش أروح أعمل له محضر و أمين الشرطة يقول لي الأحسن
تتفاهموا معاهم و تطلبوا منهم بالراحة . ده الصح ؟
" حضرتك جربت تكون مسيحي فى مصر " ؟
هل ركبت أسانسيرالعمارة اللي أنت تملكها و قلت صباح
الخير ويردوا عليك وعليكم السلام , كأن صباح النور بقت كلمه عيب ؟
ياترى وقفت قدام شباك مصلحة حكومية و الموظفة تبص فى
الورق و تقول لك إسمك " أ...." إسرائيل؟
هو من قلة الأسامى يعنى ؟ ( ملحوظة
من عند الكاتب: إسرا = أسير = عبد و إيل أو ئيل = الله فى اللغه
العبرانيه القديمه ) .
يعنى لو كان اسمي فاطمة الجحش أو زينب أبو جاموس كانت
هتتجرأ تسأل السؤال ده و ستتهزأ بالإسم ؟
حصل فى يوم إن ابنك رجع من المدرسة و عصاية معلمه فى
ضهره عشان الشيخ بتاع الدين شايف إنه تأخر فى الخروج من الفصل و ضربه بكل قسوة
عشان يخرج بسرعة , و لما أروح أشتكى للناظر يقول لي ابنك فى عينينا و بلاش نكبر الموضوع و حصل خير؟ هل بنتك خرجت من
فريق التمثيل لأن السنة دي مسرحية دينية و مش هينفع يبقى معانا حد مسيحى؟ (!!!!)
و قفت تكلم حد و أول لما يشوف الصليب فى صدري عينه تنزل
بالراحة على يدى عشان يشوف أنا راشمة صليب و الا لأ ؟
و كام مرة سمعت كلمة عضمة زرقا بتتقال فى سخرية و
تهكم وهما مش عارفين شرف الكلمة دى عند المسيحي اللي اتبهدل و حافظ على دينه و
عارف تاريخه ؟
هو عادي فى دولة دستورها بيقول " حق المواطنة "
ممكن يطلع حد فى التلفزيون يقول النصارى كفار ؟ يعني أنا بقول إن فى رب إله فى
السما , أبقى زيى زى اللى بيعبد النار و البقر و واحد إسمه بوذا ؟ إفترض يا أخى
إننا كفار , مش عندكم آية مش فاكراها بالظبط بتقول تقريباً " لا ينهاكم الله
عن الذين لا يقاتلوكم أن تبروهم و تقسطوا إليهم "
(ملحوظه للكاتب.. هى تقصد: لا
ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم.. إن
الله يحب المقسطين ) , و في آية بتقول
" لكم دينكم و لى دين " ؟
يا سيدى يعتبرونا من دول , هيحصل إيه يعنى ؟ ليه هما اللي
يحاسبونا مش دي بتاعة ربنا برضه ؟
حضرتك فكرت لو فى شاب قبطي إتجنن و اعتدى على شيخ , أو
مجموعة شباب مسيحيين اغتصبوا واحدة مسلمة مثلاً إيه ممكن يحصل فى البلد ؟
المسيحيين مش هيطلع عليهم النهار و كله هيندبح , إنما ست
عجوزة إبنها أخطأ ناخدها هي و نعريها و نبهدلها و الدولة كلها من أول رئيس
الجمهورية لحد العمدة متواطئة بالسكوت وتكميم الأفواه .
والكنيسة بتهدينا و تقول لنا بلاش إنفعال .
ممكن تحكي لي عن شعورك لو ده حصل معاك ؟
ليه كل ما تحصل مصيبة في مصر و أقباط المهجر بحسن أو سوء
نية يتكلموا بيتهموهم إنهم عايزين يولعوا فى البلد , و لما نتكلم يقولوا لنا هو
حصل إيه يعنى , بلاش تزودوها .
هما ناسيين إن إحنا اللى هنتحرق بالنار الأول ؟ إحنا
إفتكرنا السيسى هيبقى سندنا و ضهرنا , بس يا خسارة طلع قليل الحيلة و مفيش حاجة
هتتغير , بالعكس أنا شايفة إن الأمور تسير إلى الأسوأ .
عارفة إنك هتقول مش كل المسلمين بيفكروا كده و فيهم ناس
كتير كويسين , و ده أكيد , و أكيد برضه فى متشددين عندنا و ساعات بيزودوها حبتين
بس من الخنقه و قلة الحيله .
الكتاب المقدس بيقول : أحبوا أعداءكم .
باركوا لاعنيكم . أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم .
كلنا
بنؤمن بالآية دى و بنعمل بيها , ليه بعض المسلمين مش بيعملوا اللي القرآن بيقول
عليه ؟
أنا آسفة إنى طولت على حضرتك , و أشكرك لسعة صدرك ,
طبعاً ما أفتكرش الكلام ده هياخد مساحة كبيرة من وقتك أو هيلاقي مكان للنشر وتوضيح
الأفكار .
مفيش حد عنده الجرأة إنه يتكلم فى الحاجات دى عشان
بتعتبر من التابوهات ( Taboos ) بس أنا قلت أفضفض بكلمتين .
انتهت الرساله!
أعترف بإعادة الصياغة دون المساس بالمحتوى الأساسي
للرسالة .. و تيقنت أنها من الأنانية أن أحتفظ بها لنفسى دون مشاركتها ... أعجبنى
أسلوب حديثها الراقي و أحترامها ... و بالتواصل معها .. سمحت لي بالنشر ( بعد
العرض عليها أولاً ) بشرط عدم إظهارإسمها .. و هذا شرط يُحترم ...
سؤالي الآن للجميع ... لماذا يعتقد المسلم و المسيحي على
حد سواء أن الذين نعرفهم من الديانة الأخرى فقط هم الأصدقاء و المقربين .. أما من
لا نعرفهم فهم لا يحبوننا أو يضمرون لنا
الشر؟
لماذا ومتى ظهرت هذه النغمة الغريبة .. ؟ تصادقت أنا
وماهر كمال فى الصف الأول الإعدادى و تم نقله لفصل آخر بعد أسبوع من بداية الدراسة
.. و إستمرت صداقتنا على مدى 3 أعوام و خروج و فسح وسينيمات فى أجازة الصيف .. حتى
الصف الأول الثانوي عندما جمعنا فصل واحد ... و قبل حصة الدين وجدته يجمع أقلامه و
كراسه و يستعد للخروج .. سألته رايح فين ؟؟ قال لي أنا مسيحى يا أحمد .. رايح حصة
الدين !!! حالياً يعمل بالأمم المتحده لإعادة الإعمار فى نيو يورك ..
من أكثر ما يضحكنى حالياً .. واحد مسلم يقول لك .. على
فكرة .. أنا أقرب أصحابي مسيحي .. أو واحد مسيحي يقول أنا أنتيمي مسلم .. كأن صاحب
الديانة الأخرى من كوكب المشترى !!!
مدام إسرائيل , ياترى ستعتبريننى جريئاً ؟
تشرفت بمعرفتك
.. و كما وعدتك .. رسالتك ستصل... و أتمنى أن تكون وصلت لنا كلنا...
تابعونى على فيسبوك :
0 التعليقات:
إرسال تعليق