728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الأحد، 31 يناير 2016

    تكذيب نسب صوت صفير البلبل للأصمعي



    أعدها - الأستاذ / ربيع الحسيني - رئيس القسم الأدبي 
    كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور يضيق على الشعراء فهو كان يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها فيها فكان يدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه و كان لديه غلام يحفظ القصيدة بعد أن يسمعها مرتين فكان يأتي به ليسردها بعد أن يقولها الشاعر و من ثم الخليفة و كان لديه جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة فيأتي بها لتسردها بعد الغلام ليؤكد للشاعر بأن القصيدة قد قيلت من قبل و هي في الواقع من تاأليفه و كان يعمل هذا مع كل الشعراء فأصيب الشعراء بالخيبة و الإحباط خاصة أن الخليفة كان قد وضع مكافأة للقصيدة التي لا يستطيع سردها وزن ما كتبت عليه ذهبا فسمع الأصمعي بذلك فقال : إن بالأمر مكر . فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني و لبس لبس الأعراب و تنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير فدخل على الأمير وقال : إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك و لا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ، فألقى عليه القصيدة التالية
    صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي
    المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي
    و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي
    فكـــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
    قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي
    فـــــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غـدا مهرولي
    والخُـــــوذ مـالت طربا *** من فــــعل هـــذا الرجلي
    فــــــــولولت وولــولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي
    فقلت لا تولولـــــــــي *** وبينـــي اللؤلؤ لــــــــــي
    قـــالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي
    وفـتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالـــعسل لي
    شممـــــــــــتها بـأنافي *** أزكـــــــى مــن القرنفلي
    فــي وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي
    والعـــود دندن دنا لــــي *** والطبل طبطب طب لــي
    طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي
    والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي
    شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي
    وغــــــرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي
    ولــــــــــــو تراني راكبــــــا *** علــــى حمار اهزلي
    يمشي علــــــــــــى ثـــــلاثة *** كمـــــشية العرنجلي
    والناس ترجــــــــم جملي *** فــــي الســوق بالقلقللي
    والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خـلفي ومـــن حـــــويللي
    لكـــــــــــن مشيت هاربـــــا *** من خشـــية العقنقلي
    إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي
    يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي
    اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي
    انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي
    نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي
    أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي

    حينها أسقط في يد الأمير فقال : يا غلام يا جارية . قالوا : لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الأمير : أحضر ما كتبتها عليه فنزنه و نعطيك وزنه ذهباً. قال : ورثت عمود رخام من أبي و قد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير : يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي . فقال الأمير : أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير : أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟! قال : يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير : أعد المال يا أصمعي . قال : لا أعيده. قال الأمير : أعده . قال الأصمعي : بشرط . قال الأمير : فما هو ؟ قال : أن تعطي الشعراء على نقلهم و مقولهم . قال الأمير : لك ما تريد . 
    نقد القصيدة
    شاع بين نابتة هذا العصر قصيدة متهافتة المبنى والمعنى ، منسوبة للأصمعي ، صنعت لها قصة أكثر تهافتاً ، وخلاصة تلك القصة أن أبا جعفر المنصور كان يحفظ الشعر من مرة واحدة ، وله مملوك يحفظه من مرتين ، وجارية تحفظه من ثلاث مرات ، فكان إذ ا جاء شاعر بقصيدة يمدحه بها ، حفظها ولو كانت ألف بيت (؟!!) ثم يقول له :إن القصيدة ليست لك ، وهاك اسمعها مني ، ثم ينشدها كاملة ، ثم يردف : وهذا المملوك يحفظها أيضاً – وقد سمعها المملوك مرتين ، مرة من الشاعر ومرة من الخليفة – فينشدها ، ثم يقول الخليفة : وهذه الجارية تحفظها كذلك – وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات فتنشدها ، فيخرج الشاعر مكذباً متهماً . .
    قال الراوي : وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه ، فعرف حيلة الخليفة ، فعمد إلى نظم أبيات صعبة ، ثم دخل على الخليفة وقد غيّر هيئته في صفة أعرابي غريب ملثّم لم يبِنْ منه سوى عينيه (!!) فأنشده :
      صــوت صفير البلبل هيّج قلب الثمــل 
     الماء والزهـــر معاً مع زهر لحظ المقل 
       أنت يا سيـــددلي وسيددي وموللي (!)
    ومنها - وكلها عبث فارغ - :
     وقــــال : لا لا لللا وقد غدا مهــرولي (!)
     
    وفـــــتية سقونني (!) قهــيوة كالعسل
     
    شممـــــتها في أنففي (!) أزكى من القرنفل
     
    والــعود دن دن دنلي والطبل طب طب طبلي (!)
     
    والكـــل كع كع كعلي (!) خلفي ومن حويللي
    وهلمّ شرّا ( بالشين لا بالجيم ) ، فكلها هذر سقيم ، وعبث تافه معنى ومبنى .
    ولم ينته العبث بالعقول ، فقد زاد الراوي أن الخليفة والمملوك والجارية لم يحفظوها ، فقال الخليفة للأصمعي : يا أخا العرب هات ما كتبتها فيه نعطك وزنه ذهباً ، فأخرج قطعة رخام وقال : إني لم أجد ورقاً أكتبها فيه ، فكتبتها على هذا العمود من الرخام فلم يسع الخليفة إلا أن أعطاه وزنه ذهباً ، فنفد ما في خزانته
     إنّ هذه القصة السقيمة والنظم الركيك كذب في كذب ، وهي من صنيع قاصّ جاهل بالتاريخ والأدب ، لم يجد ما يملأ به فراغه سوى هذا الافتعال الواهن . 
    إن القصة المذكورة لم ترد في مصدر موثوق إلا في كتابين ، الأول : إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس
    لمحمد دياب الإتليدي ( ت بعد 1100هـ ) وهو رجل مجهول لم يزد من ترجموا له على ذكر وفاته وأنه من القصّاص ، وليس له سوى هذا الكتاب . 
    والكتاب الآخر : مجاني الأدب من حدائق العرب ، للويس شيخو ( ت 1346هـ ) ، وهو رجل متّهم ظنين ، ويكفي أنه بنى أكثر كتبه على أساس فاسد - والتعبير لعمر فرّوخ ( ت 1408هـ ) - وكانت عنده نزعة عنصرية مذهبية ، جعلته ينقّب وينقّر ويجهد نفسه ، ليثبت أن شاعراً من الجاهليّين كان نصرانياً ( راجع : تاريخ الأدب العربي 1/23 ) .
    ويبدو أن الرجلين قد تلقفا القصة عن النواجي ( ت859هـ ) _ وقد أشار شيخو إلى كتابه ( حلبة الكميت ) على أنه مصدر القصة ، ولم أتمكّن من الاطلاع عليه ، على أن النواجي أديب جمّاع ، لا يبالي أصحّ الخبر أم لم يصحّ ، وإنما مراده الطرفة ، فهو يسير على منهج أغلب الإخباريين من الأدباء ، ولذا زخرت مدوّنات الأدب بكل ما هبّ ودبّ ، بل إن بعضها لم يخلُ من طوامّ وكفريّات . 
    وتعليقاً على كون الإتليديّ قصّاصاً ، أشير إلى أن للقصّاص في الكذب والوضع والتشويه تاريخاً طويلاً ، جعل جماعة من الأئمة ينهون عن حضور مجالسهم ، وأُلّفت في التحذير منهم عدة مصنّفات ( راجع : تاريخ القصّاص ، للدكتور محمد بن لطفي الصباغ ) . 
    ثمّ اعلم أيها القارئ الحصيف أن التاريخ يقول : إن صلة الأصمعي كانت بهارون الرشيد لا بأبي جعفر المنصور الذي توفي قبل أن ينبغ الأصمعي ، ويُتّخذ نديماً وجليساً ، ثم إن المنصور كان يلقّب بالدوانيقي ، لشدة حرصه على أموال الدولة ، وهذا مخالف لما جاء في القصة ، ثم إن كان المنصور على هذا القدر العجيب من العبقريّة في الحفظ ، فكيف أهمل المؤرخون والمترجمون الإشارة إليها ؟
    أضف إلى ذلك أن هذا النظم الركيك أبعد ما يكون عن الأصمعي وجلالة قدره ، وقد نسب له شيء كثير ، لكثرة رواياته 
    وقد يحتاج بعض ما نُسب إليه إلى تأنٍّ في الكشف والتمحيص قبل أن يُقضى بردّه ، غير أن هذه القصة بخاصة تحمل بنفسها تُهَم وضعها ، وكذلك النظم ، وليس هذا بخاف عن اللبيب بل عمّن يملك أدنى مقوّمات التفكير الحرّ . 
    - روي عن الأخفش أنه قال :- " كان الأصمعي (( أعلم الناس بالشعر )) وكان يميز الغث من السمين وكان راوية العرب وكان يحفظ أكثر من عشرة آلالف أرجوزة غير الشعر .. ولكنه لم يكن شاعرا أبداً " . 
    وثالث يقول : - " " بأن هذه القصة لايؤمن بها إلا من لايعلم بالأدب والتاريخ
     ومرات نتفق ونقول : من هو الأصمعي ؟! ومن هو الذي يجرؤ على الخليفة المهيب أبي جعفر المنصور ودم قائدهم الخرساني لم تجف بعد ؟! ناهيك عن أن يأتي متلثما في مجلس الخليفة !!! 
    ولاننسى بأنهم كانوا في زمن لايُسأل عن المقتول فيما قُتل !
    يقول الدكتور أحمد سعد الدين أبو رحاب ردا على نقل أحدهم لهذه القصيدة :
    أخى / أختى
    دعنى أتحدث معك بحرية .. اولا لأن هذا العمل منقول ولن يضيرك ما سوف أقول .. واعتقد انك تبحث عن الحقيقة .
    هذه الحكاية ملفقة ومستحيلة الحدوث .. كلما دخلت الى منتدى اجدها فأفكر فى التصدى لها ولكنى اسكت .. واخيرا شعرت انه طفح الكيل فقد بحثت فى بعض المتصفحات عن الأصمعى فلم اجد تقريبا غير هذه الحكاية الأكذوبة , منشورة أكثر من مائة مرة !!!
    أخى/أختى, أرجو أن تسمعنى بهدوء 
    1 - أبو جعفر المنصور لم تقع عينه على الأصمعى ولم يسمع باسمه .. فالأصمعى لم يظهر إلا عن طريق " الفضل بن ربيع " حاجب هرون الرشيد الذى سعى لتقديمه إلى الرشيد فأحبه وقربه منه .
    والسبب فى تصرف الفضل أن ذلك الوقت كان يموج بالشعوبيين أعداء العرب من الفرس أو المنتمين إليهم أمثال البرامكة وأبى نواس وأبى العتاهية والفضل بن سهل وبشار بن برد ....... إلخ . 
    بينما الفضل بن ربيع الذى عينه الخليفة حاجبا له رغم عدم موافقة الوزراء والكتاب من البرامكة لأنه متعصب لعروبته وكانت المجموعة العربية مكونة منه ومن زبيدة زوج الخليفة وأم الأمين لأن أخوالها هاشميون وكان الأصمعى معروفا بميوله للأمويين بسبب عروبتهم , ولذلك عمل الفضل على ضمه إلى البلاط ليحقق توازنا مع المجموعة الأخرى ومنها الكسائى وأبو عبيدة واسحق الموصلى ............ إلخ . 
    وطبعا بعد الرشيد كانت المجموعة العربية متعصبة للأمين ، فلما انتصر عليه المأمون ابتعدوا عن البلاط نهائيا .. من هنا تعرف لماذا حاول الشعوبيون والفارسيون فى حقب لاحقة تشويه صورة الأصمعي وإظهاره فى صورة المهرج الذى يسلى الخلفاء .. المهم أن أباجعفر المنصور لم يسمع عن اسم الأصمعي الذى كان وقتها شابا مغموراً يتجول فى البوادى لتدوين اللغة والشعر وكما تعلم فهو من مدرسة البصرة ( مدرسة السماع ) ضد مدرسة الكوفة ( مدرسة القياس ) 
    2 - قافية هذه القصيدة مجرورة ، فبالله عليك أيها الحبيب كيف أن الأصمعى يجر كلمة الثمل ( هيّج قلبى الثمل ) على أي أساس يا ترى ؟ انها صفة لمفعول به أو هى فاعل إذا اعتبرناها مصدرا ، فكيف يجرها شيخ مدرسة البصرة وأمام الخليفة ؟؟؟ كذلك( يعجز عنها الأدب لى ) ما معنى الأدب لى ؟؟ وهب يحثت مثلا فى لسان العرب عن بعض الكلمات الغريبة الواردة فى هذه القصيدة / الأكذوبة ووجدتها ؟ ولسان العرب من تأليف ابن منظور تلميذ الأصمعى ؟ 
    3 - طبعا هذا الكلام الفارغ من بحر الرجز ( مستفعلن ) فما رأيك (  قال لا لا لا لا ) مكسوراً كسراً بينا وكذلك
     ( فقالت لا تولولى ) .. فهل تصدق أن يقف أي إنسان أمام الخليفة ليقول له كلاماً بدون معنى مع أخطاء فى النحو والوزن
    وهل تصدق ان الخليفة لم يكن سيأمر بقطع رأسه على الفور ؟
     4 - الخليفة أبو جعفر المنصور لا يمكن أن يكون نصاباً ويفعل مثل هذه الأفاعيل .
    كان يكفيه أن يعطى عطايا قليلة وهو فعلاً كان معروفاً بالحرص .. طبعاً الشاعر لن يخدع عن قصيدته فإذا اضطر إلى إلتزام  الصمت أمام الخليفة ولكنه سيخرج وهو واثق أن الخليفة يكذب لأنه طبعاً يعرف قصيدته ومتأكد من أنها من تأليفه تخيل ( خليفة رسول الله ص يكذب ) ؟ مع تكرار هذا الموقف ألم يكن تصرف الخليفة سينتشر ، ويتوقف الشعراء عن مدحه أو حتى عن الذهاب إليه ؟ 
    وهل كانت كل كتب الأدب كابن قتيبة والكامل والشعر والشعراء .........  إلخ إلخ لن تذكر هذه القصة الأعجوبة ؟ 
    5 - وبعيداً عن خزعبلات الجارية التى تحفظ من مرة والعبد الذى يحفظ من مرتين ، لم يكن كافياً أن يقول الخليفة : لقد سمعت هذه القصيدة من قبل .. من كان سيجرؤ أن يناقشه ؟
    أما عن الحفظ ، فما الذى يمنع من حفظ هذا الكلام ، أنا شخصيا مازلت أحفظ القصيدة الفكاهية التى كانت منتشرة من عشرين عاما  ، وتقول
    كالآنى مازلت احفظها لأن حفظ الغريب أسهل
    ( و مدعشر بالقعطلين تحشرمت ** شرافتاه فخر كالخربعصبلى
    والهكيكذوب الهيكذوب تهيهعت ** مكن روكة العلقبوط المنفل  ( مكسور )
    وتفشخل الفشخال فى شخط الحفا ** برباسكاه وروكة البعبعبلِ
    وقيل كذلك : كون القصة حازت على إعجابك فهذا أمر آخر لسنا بصدد الحديث عنه هنا ، أما في مجال الدراسة العلمية فلابدّ من التحقق من صدق الروايات وصحتها ، وأظن أن الدكتور عبدالله سلك سبيل الباحث الجاد في التعامل مع القصة المذكورة ، وعليه فقد توصل إلى ما توصل إليه من بطلان ثبوتها.
    ومن الاستئناس قول أحدهم :
    قد يظن بعض الناس أن كل ما يُروَى في كتب التاريخ والسيرة والأدب ، أن ذلك صار جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي لا يجوز إنكارُ شيء منه ! وهذا تنكر بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع ، الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح ، وهي نفس الوسيلة التي يميَّز بها الحديثُ الصحيح من الضعيف ألا وهو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف : ( لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ) .
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: تكذيب نسب صوت صفير البلبل للأصمعي Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top