فساد جنينة أهون من فساد الحكومة

كتبه المستشار الدكتور / صادق القماح

لا حديث في الشارع المصري هذه الأيام غير تقرير هشام جنينة الذي جنن الكل .

ولكن إذذا نظرنا بإمعان قليلاً في أداء بعض المؤسسات الحكومية وبعض الأفراد من المواطنين سنجد أن فساد تقرير جنينة أهون بكثير من فسادهم .

فإذا نظرنا للفساد في التعليم ستجد أن هناك أبواباً داخل الوزارة ممنوع الاقتراب منها كالمخازن وهيئة الأبنية ومبنى الوزارة بما يحوي من موظفين .

أما عن أسوار المدارس و الإدارات التعليمية فحدث ولا حرج فهي الأخرى تعج بالفساد سواء من ضم خلايا إخوانية أو مخالفات إدارية وقانونية وإهمال وإهدار مال عام .

أما عن وزارة التضامن الاجتماعي فسنحتاج لمجلدات لسرد بعض من وسائل الفساد سواء داخل مؤسسات التضامن عبر المحافظات أن من خلال الجمعيات والمؤسسات لما فيها من إهدار مال عام وجهل بالقوانين بل واختراق القوانين  بمباركة الوزارة نفسها .

أما الإعلام فلسان حالكم خير من لسان حالي عبر ما نراه عبر الفضائيات .

وإذا فكر أحد في المرض فإنه ميت لا محالة من سوء نظام التأمين الصحي بل ومن قذارة المستشفيات والإهمال المستشري في جنبات مستشفيات الحكومة بلا ضابط أو رابط .

أما الجانب الأمني فلن أتحدث عمن يتم القبض عليهم ظلماً ولا يتم النظر لأدلة براءتهم لأنه من الواضح أن سياسة الكم لا الكيف مازالت سائدة من أيام مبارك للآن أي أنهم يتعاملون بالأرقام فكلما ارتفع رقم المقبوض عليهم سواء بحق أو ظلم لا يهم المهم أن يكون رقماً مرتفعاً حتى يثبتوا أنهم يضحون في سبيل الوطن ، ولن أتحدث عن رشاوي بعض الأمناء في الكثير من الأقسام ولا ضياع حقوق المواطنين بسبب هذه الرشاوى ، ولن أتحدث عن التجاوزات المستمرة داخل بعض أقسام الشرطة لأنه من الطبيعي أن نتحدث عن الشرطة بخير لأنها تتصدى للإرهاب حتى لو كان على حساب المواطن أو حتى لو جهلنا أن ضباط الأمن العام في الأقسام شيئ وضباط مكافحة الإرهاب شيئ ثاني .

ولن أتحدث عن فساد الأحياء والمحليات لأننا كل يوم نتجرع كأس المرارة على يد بلطجية البناء والمعروفون في المجتمع باسم مافيا المقاولين والذين أودوا بحياة أناس طمعاً في منزل قديم لإزالته وإقامة برج بمخالفة مرئية رؤى العين للقاصي والداني في غياب تام من الجهات المسئولة في الدولة سواء مسئولي الإزالة أو الأحياء وغيرهم فحادث سقوط عمارة بمحافظة الشرقية  لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة طالما هناك فساد سببه التقاعس من المسئولين فقد نسى الناس عمارة سيدي جابر والتي راح ضحيتها لواء شرطة وزوجه تحت الأنقاض بسبب جشع مقاول .

ولن أتحدث عن خفض نسب المواد الفعالة في الأدوية في مصانع الأدوية بحثاً عن الربح السريع وعلى حساب صحة المواطن .

ولن أتحدث عن فساد الإجراءات في الانتخابات البرلمانية والتي مكنت سيطرة المال السياسي وانتشار الرشاوى الانتخابية .

يا سادة قبل أن ننظر لفساد تقرير جنينة وهذا ليس دفاعاً بل حثاً لأن ننظر في تقارير ذمتنا الخربة والتي لم ستع السطور عرضها كلها .

الأربعاء, يناير 13, 2016