لا تعاتبوا السوبكي الجزار

كتبه المستشار الدكتور / صادق القماح

 لماذا نعاتب الجزار حين يتاجر بلحم البهائم فهذه مهنته التي يتكسب منها سواء كان بطريق شريف أو غير شريف سواء كانت بضاعته رائجة أو ببضاعة مغشوشة .

الجزار معروف باستخدامه للساطور والسنجة وغيرها من الأسلحة البيضاء وهو بارع في استخدامها .

الجزار لغته تميل أحياناً للهدوء وحين يجنح للعنف تجد اختلافاً في أسلوب وطريقة كلامه هذا هو الجو الذي عاش فيها الجزار وهذه ثقافته فلم نلوم عليه وهكذا خرجت بيئته فلم نعتب عليه ،، وعلى الرغم من كل هذا نذهب إليه ونشتري بضاعته وإن كانت راكدة .

وإن ترجمنا هذه المقدمة على أفلام السوبكي فهو جزار يتاجر في اللحم ولم يختلف عنه نوع اللحم فهو لا يتعامل إلا مع لحم البهائم فبدلاً من أن يعلق ذبيحته على المخطاف فإنه يعلقها على ماكينات عرض السينما ويروج لها بعرض جسد البهيمة ولونها الوردي أو المائل للسمرة فلا يهم إن كانت البهيمة صاحبة موهبة أم لا المهم أن تكون البهيمة عنده صحابة جسم ملفوف وقوام رشيق وتمتاز بشيئ من الجمال وحبذا لو اكتمل الجمال بشيئ من المزينات ويتوقف سعر البهيمة عنده على حسب ما تستطيع أن تعري من جسدها أو تخرج الألفاظ القميئة من فيها والبهيمة هنا يمكن أن تكون عجلً أم جاموسة

وتناسى السوبكي طعم الذبيحة ، أما لغة أفلام السوبكي فلا تخرج عن كونها لغة سوقة وعامة لا يتداولها إلا الجزارين أمثاله في الأزقة والحواري فلا يخلو الحوار من الشتم أو السباب أو الإيحاءات الشاذة ، وطبعا لن يخلو الحوار الهابط من استخدام للسلاح الذي يعرفه سواء كان مطواة أو سنجة أو ساطور لنصل لبعده موتة وغيره .

والغريب في الأمر أن هناك من العوام في الأزقة والحواري من يستخدمون هذه الأسماء بين الناس وتصبح لهم اسم شهرة فالأمر سيان لأن المستوى الفكري واحد .

وطبعا لن يشتري هذه الذبيحة الفاسدة إلا كل شخص لا يفهم في اللحم ولا يفهم الغث والثمين ولن يفهم في أنواعه وكله عنده لحم طالما خرج من بهيمة ، أما المتذوق العارف بمختلف الصنوف فينحي هذا النوع جانباً لأنه يعلم مدة رداءته وقبح طعمه .

بل إنه أيضاً لن يقدم على إطعام أهل بيته من هذا اللحم الفاسد .

وسيزود عن نفسه تلك الألفاظ والكلمات التي لا تتناسب مع ثقافته أو ذوقه الذي جبل عليه . 

فيا سادة لم نلوم الجزار حين يعرض ضحالة مستواه المهني أو دناءة مستواه الفكري فهذه بيئته وهذا ما تربى عليه بين عائلة السوبكي الفنية .

 

الاثنين, يناير 18, 2016