مخمخات - أَئِمَة الزوايا ( 2 )

 مخمخها الكاتب / أحمد علي

إستكمالا للمقال السابق عن أعاجيب بعض أئمة المساجد أثناء خطبة الجمعه .. تذكرت خطبة أخرى كانت مدعاة لسخط أغلب المصلين فى الجامع .

بدايةً .. تربيت على المذهب الشافعي تبعاً لوالدي رحمة الله .. و هو مذهب ينادي بنجاسة الكلب و يقترب من حرمة تربيته .. هكذا نشأت إلى أن شاء الله أن تحكم الظروف باقتناء الكلب .. فبدأت فى مراجعة الأفكار التي تربيت عليها.. بالإكثار من القراءة للتعرف على حقيقة الكراهة أو التربية المشروطة .. وهداني الله لقناعة معينة والحمد لله ..

منذ بضعة أشهر.. شاء الله أن أصلي الجمعة فى الجامع الملاصق للنادي و هو تابع لكومباوند سكني .. و كان الخطيب يتوعد المصلين بالويل و الثَبُور و عظائم الأمور لكل من اقتنى كلب .. و لكن بارك الله فيه استثنى كلاب الحراسة من ذلك على كراهتها.. كما استثنى كلب الزرع و الماشية .. نظرت إلى الوجوه حولي فكان أكثرهم متجهم و متكدر مما يسمعه .. لأن أغلبهم يربي الكلاب بغرض الحراسة أو ما شابه ذلك .. كما حرم بيعها و شراءها و تحريم الأموال المتحصلة من ذلك ..

بعد انتهاء الصلاة .. قررت دخول المسجد لمناقشة الخطيب المُفَوَه .. رجل أربعينى العمر... سلمت عليه و قلت الله يفتح عليك يا مولانا ... خطبة محترمة .. لكن عندي بعض الأسئلة .. قال لي تفضل :

أنا : من قطع بنجاسة الكلب ؟ ...

هو: اجتمع الجمهور على نجاسة الكلب إستناداً ..

أنا : ( مقاطعاً ) تقصد حديث الإناء ..

هو: نعم! ...

أنا : لكنه حديث آحاد رواه أبوهريرة و لم يروِه أحد غيره ...

هو: و ماذا فى ذلك ؟؟

أنا : رأى المالكية والظاهرية مخالف للجمهور لقولهم إن ذلك من باب التعبد و ليس من باب النجاسه ..

هو: الظاهرية ليست من المذاهب المعتبرة ...

أنا : لكن مؤسسه محمد بن حزم مالكى المذهب ( المذهب الظاهرى ينادى بعدم محاولة إستقراء ما وراء النص والإكتفاء بما صرح به الله ( ظاهراً ) فى النص القرآنى..

أنا: إذا إفترضنا جدلاً أن واحد عايز يربي كلب يتصرف إزاى ..

هو: إذاً فليعتنق المذهب المالكى .. ( مربوا الكلاب من المصلين ينظروا إليه بإستغراب )

أنا : وبما أنه مذهب معتبر .. لا يؤثم من يتبعه ( لا يوجد عليه ذنب ) ..

هو: صحيح !

أنا: إذاً لماذا اعتمدت خطبتك على التحريم و لم تذكر المذهب المالكي اليسير ؟ لماذا ترغم المستمع على اتباع المذهب الذى تحب ؟ أين التيسير فى ذلك .. و لماذا العُسر؟ ..

هو: لأننا مطالبون باتباع الجمهور ..

أنا مقاطعاً: تانى الجمهور؟ طب بلاش دى .. ممكن تذكر لى حديث النهى عن ثمن الكلب ..

هو: لا يوجد حديث بالنص .. قلت له لأنه استناداً لقول " إن الرسول نهى عن ثمن الكلب " .. و هي رواية مرسلة بدون متن حديث والحديث غير مرفوع و مقطوع السند .. فلا نستطيع اثبات قول الرسول له !!! .. لحظات ثقيلة طويلة من الصمت ... و المصلين فى انتظار الإجابة ...

سلام عليكم يا شيخ ... أنا اكتفيت بالكلام ده ... و تركت بعضهم يموج فى بعض و الخطيب يحاول الابتسام و الخروج من بين المصلين .. و هم ينظرون إليه باستغراب ..

السؤال هنا .. لماذا يصر بعض الأئمة على صبغة المجتمع بلونٍ واحد و كلُ على هواه ؟؟

لماذا لا يحدثون الناس بالآراء الفقهية كلها و يتركون للفرد حرية تقرير مصيره ؟

إذا تربى الإمام على التلقين و النقل عن أستاذه .. فماذا ننتظرمنهم سوى تحريم و تحليل ما تعلموه بدون إعمال العقل ؟؟ .. بالمناسبة.. لا أنتظر رداً على هذا السؤال..

تابعونى على فيسبوك:

https://www.facebook.com/ahmed.a.ali.58173

الأحد, مايو 15, 2016