مخمخات - مترو الأنفاق..

مخمخها الكاتب

 أحمد علي

 كان و لا يزال أفضل وسيلة مواصلات تقوم بتغطية مناطق كبيرة من القاهرة الكبرى .. عندما تم افتتاح فى أكتوبر 87 .. أخذت جاري و صديق عمري ياسر نظمي فى رحلة لتدشينه من ميدان التحرير إلى حلوان و العودة .. كانت رحلة ممتعة كأول تجربة تحت سطح الأرض حيث إنى لم أكن سافرت إلى أوروبا بعد .

كان عقد الشركة الفرنسية BOT  لمدة 20 عاماً انتهت عام 2007 .. كان المترو خلالها غاية الروعة و النظافة و النظام و بلا أدنى مبالغة يتفوق على مترو أنفاق باريس و لندن .. موظفي المترو على البوابات يراقبون الركاب و يمنعون الكراتين و الأقفاص و الشنط الكبيرة حيث إنه وسيلة نقل ركاب و ليس بضائع .. و عسكري شرطة يجول بطول الرصيف لمراقبة الوضع ومنع التدخين و خلافه ..

لكن .. دوام الحال من المحال .. بعد انتقال الإدارة و الملكية للهيئة العامة لمترو الأنفاق .. تحول للعشوائية مثل أى مشروع ضُم فى مصر .. البوابات لا تعمل ... موظفي التذاكر يدخنون داخل الغرف .. الشحاذين و الباعة الجائلين يطوفون بالعربات ... مفتشو المترو يسمحون بدخول الركاب بالبضائع ثم يقومون بنصب الأكمنة لهم لتحصيل غرامات مخالفة الركوب ببضائع .. قمة الانتهازية و سوء النية .. و زادت المأساة بعد وضع بوابات إنذار إليكترونية لفحص الحقائب .. يقوم بمراقبتها لواء أركان حرب برتبة أمين شرطة و يدخن بصورة عادية تحت الأرض بدون النظر للشاشة لمتابعة الحقائب ..

الجدير بالذكر أن فكرة مترو الأنفاق تعود لعهد الزعيم خالد الذكر عام 58 .. حيث استدعى المهندس الألمانى الشرقي فيرنر مارش ( مصمم ستاد برلين ) لإنشاء استاد كروي فيما عُرف بعد ذلك بإستاد ناصر .. قام بعمل رسم هندسي عظيم للمشروع .. و بعرضه على الزعيم سأل " إيه المساحة الكبيرة الفاضية اللي جنب الإستاد دى " ؟ فأجابوه " المهندس بيقول عشان مترو الأنفاق بدل من زحام الأوتوبيسات و السيارات الخاصة الذاهبة  لمشاهدة المباريات " .. فضحك الزعيم و قال " بلغوه إننا عايزين إستاد كورة مش مشروع نقل عام " ... يمكنك أن تشعل سيجارة و تنفث دخانها فى الهواء أثناء مقارنة الرؤية المستقبلية للمهندس و رؤية الزعيم .. و يقول المهندس فى مذكراته " كان الرئيس المصرى مهتماً بسرعة إنجاز أى مشروعات تنسب لاسمه بصرف النظر عن اهتمامه بالرياضة من الأساس و تم الانتهاء من البناء و افتتاح الإستاد فى إحتفالات يوليو عام 60 " ..

ممكن حد يسألنى .. بتحلم بإيه ؟؟

أحلم بعودة النظام و النظافة .. إصلاح  وإعادة تشغيل البوابات المعطلة .. منع دخول البضائع مع الركاب .. زيادة سعر التذكرة حيث إنها أرخص من توصيلة توك توك في أى منطقة شعبية .. الاهتمام بالتهوية و التكييف فى المحطات و داخل القطارات ..

لو بطلنا نحلم نموت.... 

 للمتابعة على فيسبوك:

https://www.facebook.com/ahmed.a.ali.58173

الخميس, مايو 05, 2016