عقدت جمعية رعاية أطفال السجينات ، في إطار مشروعها
الرائد « حياة جديدة » المؤتمر الشعبي الرابع
ضمن حملة « ما تمضيش .. لا للتوقيع على بياض » بجمعية
أبناء الفيوم بحي منشية ناصر ، الأحد 29
مايو .
حضر المؤتمر المستشار
إسلام نَمّر ، المستشار بالنيابة الإدارية ، والمهندس داكر عبد اللاه ، عضو
الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء ، والخبير الاقتصادي د. تامر
ممتاز .
بدأ المؤتمر بكلمة
للكاتبة والأديبة نوال مصطفى ، مؤسسة ورئيسة الجمعية ، والتي شددت على ضرورة
وأهمية عقد مثل هذه الندوات واللقاءات مع الطبقات
الفقيرة في المجتمع والتي تجبرها الحاجة والعوز على
الاستدانة عن طريق الإمضاء على إيصالات الأمانة ، وطالبت
المجتمع ومؤسساته بالوقوف ضد دخول
السيدات الفقيرات للسجن ، والبدء في تأسيس مبادرات تعلم
السيدات الفقيرات كيفية إنشاء وتأسيس
مشروعات صغيرة لهن، لمواجهة الفقر .
وقالت نوال مصطفى ،
إن هذه المشروعات الصغيرة لها أهمية قصوى لأنها تخلق فرص عمل للسيدات
الفقيرات الأمر الذي يعود بالنفع على الاقتصاد المصري ،
مضيفة أن مشروع « حياة جديدة » بالشراكة
مع مؤسسة دروسوس هو واحد من أهم المشروعات على أرض مصر ،
لما يمثله من تمكين للمرأة
المصرية التي تضحي بحياتها من أجل إسعاد أطفالها أو
مساعدة زوجها أو تزويج بناتها .
وتحدث المستشار إسلام
نَمّر ، المستشار بالنيابة الإدارية حول ضرورة التوعية القانونية من خلال مثل
هذه المؤتمرات الشعبية في الأحياء الفقيرة ، لأن عدم
العلم بالقانون لا يعفي من التهمة أو من الجريمة
التي في الأساس السبب في دخول هؤلاء السيدات الفقيرات
للسجن ، هو جهلهن بالقانون وعدم وعيهن
بخطورة الإمضاء على إيصالات الأمانة على بياض .
قانون حبس الفقيرات «
دستوري » .
وبدأ المستشار إسلام
نَمّر في شرح ماهية إيصال الأمانة؟ ، وأوضح أن إيصال الأمانة لا يشترط أن يكون
مبلغاً مالياً فقط ، بل يمكن أن يكو منقولات أيضاً ،
فقائمة المنقولات الزوجية تعد إيصال أمانة .
وأضاف أن إيصال
الأمانة يجب أن يكون فيه 3 أطراف ، مستلم ومسلم ومستفيد ، وأن يكون المبلغ
مكتوب بالأرقام والحروف ، يجب أن يكون الاسم ثلاثي كامل ،
وموضح به العنوان ورقم البطاقة .
ورداً على أسئلة العديد من السيدات حول الحلول التي يجب
عليهن العمل بها ، أجاب نَمّر أنه يجب أن
يكون الإيصال بمبلغ محدد لا أكثر ولا أقل ، أما عن الحل
القانوني فطالب بعمل عقد الاتفاق تفيد بأن هذه
الإيصالات خاصة بمعاملات تجارية فقط ، وفي حال رفض
التاجر عمل مثل هذا العقد يجب على السيدة
التوجه لأقرب قسم شرطة لعمل محضر بإثبات الحالة ، مع
شهود اثبات أن هذه الإيصالات يخص معاملات
تجارية .
وقال إننا في مصر
نحتاج لثورة في التعديلات التشريعية ، لأن القانون الذي يتم سجن النساء الفقيرات
به
دستوري 100% ، وأقيمت أكثر من دعوى قضائية تطلب عدم
دستوريته هذه المادة .
وأشار إلى أنه في حال
توقيع إيصال أمانة على بياض ، فمن حق السيدة الطعن عليه بالتزوير ، لأن الطب
الشرعي سيثبت أنه تمت إضافة بعض المعلومات لهذا الإيصال ،
ووقتها يعتبر مزوراً .
« الضامن غارم »
تحدث المهندس داكر
عبد اللاه ، عضو الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء ، عن أهم الحالات التي
تضطر فيها السيدات بمنطقة منشية ناصر للاستدانة وتوقيع
إيصالات أمانة على بياض ، ولفت عبد اللاه
إن الأخطر عندما تكون السيدة « ضامنة » لزوجها أو ابنتها
.
وقال هناك جملة شهيرة
نتداولها في المناطق الشعبية وهي « الضامن غارم » ، وأشار إلى أن عبقرية
هذه الجملة البسيطة تكمن في أنها تحذير لكل الأشخاص من
أن يكونوا ضامنين لأي شخص .
وأضاف أن المجتمع
المصري لم ولن يستطيع أن يتخلص من عملية البيع بالتقسيط في معاملات البيع
والشراء ، نظراً لتفشي الفقر وعدم قدرة الكثيرين على
الشراء بكل المبلغ خاصة في حالات الزواج ، أو
تأسيس مشروعات صغيرة مثل شراء توك توك .
ونوّه داكر إلى أن
هناك إشكالية أخرى على الجانب الآخر لا يتحدث عنها أحد ، وهي كيفية ضمانة التاجر
لحقه؟ فكل تاجر من حقه أن يضمن ألا تخسر تجارته ، أو أن
يتعرض للنصب ، في الوقت الذي يجب أيضاً
اتخاذ تدابير واحتياطات لمنع دخول السيدات الفقيرات
للسجن بسبب الديون وإيصالات الأمانة ، لأن الحاجة
والعوز تجبر الجميع على فعل أي شيء .
واستعرض الخبير الاقتصادي والمصرفي، د. تامر ممتاز ،
العديد من الأبحاث التي أجراها حول إقامة
المشروعات الصغيرة في المناطق الفقيرة ، ومشروعه الذي
يهدف إلى مساعدة الشباب والسيدات حول
كيفية تكوين مشروع صغير من الجيران أو الأصدقاء ، عن
طريق موقع له على الانترنت عنوانه
« MomtazMap » .
وقال ممتاز إن
السيدات لديهن الفرصة الكبيرة ، مهما كانت مهاراتهن أو قدراتهن لكسب الرزق الحلال
والبداية في تأسيس مشروعات مثل الخياطة وعمل حلويات
والأطعمة ، الكتابة على الكمبيوتر ، عمل
أشغال فخارية أو خيامية .
وأضاف الخبير
الاقتصادي أن الرزق لا ينقطع لأنه من عند الله ، لكن نحن من نقطع أرزاقنا بأيدينا
فالمشروع ونجاحه يعتمد على الفكرة مثل مشروع « الحضانات »
عن طريق تأجير غرفة بالمنزل وتأثيثها
كحضانة ، وأيضاً الثقة في النفس .
وعبّر ممتاز عن حزنه
لأنه يرى الكثيرين ممن تخطوا الستين وأصبحوا على المعاش ، يكتفون بالجلوس
في المنزل دون عمل ، رغم أن
لديهم القدرة على العمل ، على العكس فهم لديهم ما ليس لدى أحد وهو
الخبرة ، وأضاف أن العمر لا يجب أن ينتهي بطريقة
متكاسلة ، والمعاش ليس نهاية العالم لكنه بداية حياة
جديدة .
وعبرت الحاضرات للمؤتمر عن سعادتهن واستفادتهن بكل
المعلومات القانونية وحول المشروعات
الصغيرة .
وقال المهندس داكر
عبد اللاه ، إنه يتوجه بالشكرلجمعية رعاية أطفال السجينات على الشحنة الإيجابية
التي وضعوها في كل شخص حضر هذه المحاضرة ، مضيفاً أنه
يريد أن يساهم في الإفراج عن أي سيدة
مسجونة من أجل سلع أو زواج ابنتها ، كما قال أن اللاتي
صدرت ضدهن أحكام نتيجة شراء سلع بالتقسيط
سيكون هناك محاولات للاتفاق مع التجار من أجل تسوية
مديوناتهن .
0 التعليقات:
إرسال تعليق