728x90 شفرة ادسنس

Made with Visme

  • اخر الاخبار

    الجمعة، 20 مايو 2016

    الوفاء والخيانة على أرض الكنانة



     


              كتبه
    الدكتور / سمبر عبد الرازق
    أمين عام شعبة المبدعين العرب





     " ليس كل ما يلمع ذهب وليس كل ما يبرق فضة وليس كل ما تحت التراب عدم " راقت لى تلك الحروف حينما قارنت بين مشهدين كلاهما عكس الآخر فى الفعل والنتائج وفى إحدى جولاتى بين طرائف الزمن المنزوع الدسم والفضيلة زمن العروض الداكنة للخيارات المستحيلة وفى لحظات التقسيم ولحظات موت القدوة ولحظات وأد الضمير ولحظات المشاهد الصادمة زمن يُطالب الشريف بمستندات دالة على شرفه ولا يُطالب اللص بمستندات دالة على شرفه .
    زمن طفت على سطحه كل الشوائب وغرقت فى أعماقه الدرر وساقتنى قدماي لأكبر الدروس فى هذا العالم المعيب وكانت جلستى بين إثنين أحدهما عالى الصوت منتفخ البطن يحاول أن يفرض لغة الواقع وآخر لا تسمع له صوتا ولم تبرح عينى مشاهد العمق الساكن فى عينيه تراه معدما لكن المعنى وكل المعنى فى حضوره وتكلم الأول متباهيا بكم المال الساكن فى جيبه والقدرة على تنفيذ كافة ما يُطلب منه أطلق العنان لكراسة الأناشيد وتباهى بجولاته التعليمية ظاهراً والجاسوسية باطناً أسهب فى حقوق الإنسان والفارق الكبير بين الشرق والغرب والمواطن هنا وهناك وضع العرب فى أسفل درك وعلا بالغرب للسماء .
    تحدث ووجد من يسمعه بوقع المال الذي تباهى بكسبه بمهارته ومواقفة الداعمة للبلد ولم يسأله أحد كيف ؟ ومتى ؟ ودلائل كلماته بيد أن الآخر الساكن فى موضع الصمت يلوذ بصمته من النتائج الوخيمة لزمن الشوائب العالقة فى ثوب الوطن وما إن ذهب الأول عن الجلسة وجدت عينى تدقق فى ملامح هذا الذى بدا ضعيفا غير مباه بشئ ولا يعير شئ بشئ فاقتربت منه أستشف الدافع خلف صمته الشامخ فى ثوب الفضيلة وسألته مباشرة " ما خطبك يا أخى " ؟ رد مبتسما وكأنه ينتظر سؤالى " مواطن يعرف قيمة وطنه وضعته الأقدار موضع الاختيار فاختار الوطن بما يحمل من آمال وآلام معا وما له وما عليه " صدمتني العظمة فى الكلمات وتنبهت لكم الاهتمام لعينى بعمق عين هذا الرجل فى حضرة ذلك الذى تباهى بوطنيته وماله والأدوار الكبيرة مع النشطاء وثوار الغبرة وما حل به من ثراء خلال السنوات العجاف لكل الشعب المصرى.
    بادرته لماذا لم تشارك فى حديث التباهى الذى قد كان ؟ فرد ردا زاد فجيعتى " قال من باع ما لا يملك ملك ما لا يُمَلك " ما هذا الذى أرى فيلسوف أنت ؟ قال مواطن وضعته الأقدار فى خيار فاختار الوطن " فتركت نفسى كاملا لرغبة كاملة لفهم حكاية هذا الرجل المسكين مظهرا والصامت ظاهرا والثائر جوهرا قلت فسر لى من فضلك عبارة المواطن .
    قال متسائلا ألن تسألنى عن الأدلة ؟ قلت لم نسأل من باع الوطن وقبض الثمن وتفاخر بعمله وأنشد الليل والنهار بكراسة أناشيد جاريد وسوروس فكيف لى أن أسألك الدليل وأنت المحب الطهور لفظا ومعنى ؟ وتأهب الرجل للسرد دون أدنى مقاطعة منى لكلماته ولا وقع موسيقى الصوت الصادق " اليوم يا ولدى يسألونك عن أدلة تثبت فيها المواقف النبيلة ولا يسألونك عن مالك وما قد بعت " .
    " البطولة لا تحتاج شهادات تقدير فمعظم بطولات أبناء مصر ما زالت تحت قيد الكتمان وكنت أحد أبناء البلد تلك أعيش كما يعيشون وتداخلت علينا رغبات التقسيم والهدم والتغيير بلا هدف غير الهدق الظاهر عدالة إجتماعية والباطن هدم وطن وفى ليلة وضحاها وجدت بلدى تنكسر شوكتها وتزل قدماها فى بئر اللاعودة فتركت كل شئ دفاعا عن كل شئ ووجدت نفسى فى مكانة الإختيار ؟؟ إما أن أكون هذا الذى يتباهى بثمن بيع وطن ويعيش هانئا الآن بوقع المال الحرام الذى ملأ جيبه وإما أن أبيع الغالى والنفيس دفاعا عن ترابها الغالى وكنت أول المعارضين لقنوات التمويل لنشر الفزع والتشتت بين أبناء وطنى مسيحيا كان أو مسلميا وعلى موائد الذئاب بأحد السفارات العربية تم عرض الملايين للسير فى ركاب عملاؤهم المنتشرين فى كل مكان قرفضت وقررت مع مجموعات رائعة التصدى بكل ما نملك حتى لو بعنا كل ما نملك وفى ظل حالة اللاوعى لفترة الإنكسار تم دفع العديد من الجهات سواء فريدوم هاوس الهدامة لجدران وطنى أو سفارات الدول التى هى أدوات ماسونية بالأصل وبالصورة وتنوعت الحكايات وأحسست أن بلادى لن تعود مرة أخرى من كم الإغراءات المنتشرة هنا وهناك وكم المنظمات التى تعمل لهدم وطنى ما بين لندن ومدريد وواشنطن وباريس وفينا وبرلين وبروكسل وزغرب ولوكسمبورج وطلعات مجانية للنشطاء لحمل الخطط المحفوظة بأوراق السلوفان لكسر آخر سند للبلد الجيش المصرى والشرطة والقضاء والأزهر وزعزعة إستقرار البلد بكل السبل والأساليب و وكما يقولون تأتى الهمم على قدر للشدائد فجمعت كل ما أملك ووضعته رهن الحائط المساند لجيش وطنى وشرطة وطنى وقضاء وطنى وصرت محارب بألف إسم وألف مكانة لم أترك مجالا إلا وإقتحمته كأنى ساع للموت بقدمى وكم تعرضت لتهديدات علنية فى ظل تواجد كل معاول الهدم بالدولة وصار من يعمل لها عميلا ومن يهدم قدرها مسؤولا يبيعون الأرض والعرض والدين ويقتلون بدم بارد كل من وقف ضد خططهم المريضة المصنوعة فى تل أبيب وصارت حياتى ريشة فى مهب ريح وصار اسمى ألف اسم حتى أنى تعودت أن ألتفت عند ذكر أى اسم وصار الليل نهار والنهار ليل ومع كم الخوف والرعب انى من الممكن أن أختفى بلحظة دون ان يُستدل علي احد فى اى عاصمة من العواصم لكنه كان قرار أموت ولا تموت بلادى وإن ماتت فبعد موتى ورغم أنه كان بإمكانى بوضعى الحالى والسابق أن أكون أغنى الناس فى وقت قصير قررت أن أكون أفقر الناس بما فعلت وبما بعت وبما تناسيت . مشيت أكثر الطرق صعوبة وخطورة بظروف خاصة جدا على نفقتى الخاصة حتى لا أعطى أحد فرصة الإيقاع بى فى شبكاتهم المنتشرة حتى بالمساجد وصارت حياتى حرب عنوانها العواصم لحماية عاصمة وحيدة هى القاهرة وكان مثلى كثر ُ وحمى الله جيش مصر وشرطته الباسلة وقضائه الشامخ وكل منهم خاض حربا من نوع خاص للحفاظ على البلد وعادت بلادنا عزيزة رغم ضيق العيش وصار أغنيائها أغنياء حرب وتجار دين وتجار أرض وتجار مواقف وصاروا رعاة لكل حدث يرفعون أصواتهم ويقولون ليسمعهم الشرفاء ويصمتون لكنه صمت حماة الوطن وصار فقرائها هم من باعوا الغالى والنفيس للحفاظ على بلادهم عفية ولنقارن بين من يملك مليونا وتفاخر برعايته لشئ بعشر ومن يملك عشرا فقط وتنازل عنهم لبلاده حتى لو مات من الجوع ولا أنسى المشاهد الرديئة لكل أدوات الهدم وكل لغات التدليس والقتل غير المبرر لرفع أعداد الموتى لإجبار الحكومة المصرية بقبول تدخل أمريكا وأعوانها لحماية الأقليات كما خططوا مرة فتنة طائفية وقتل لكل ما هو مسلم برئ ومسيحى برئ وأحداث ماسبيرو وكلاب الصهاينة العملاء يقتلون رجال الجيش والشرطة والشعب دون وازع من ضمير وأحداث اقتحام الميدان وأحداث التزوير الفاضح للإنتخابات وتهديدات أمريكا ليتسلم الجاسوس مرسى الحكم والجماعة المارقة وأحداث المطبعة والتزوير بالمطابع وأحداث قتل الشيخ عفت منهم وقتل المتظاهرين الباحثين عن المجد فى كراسات سوروس وجاريد وبرنارد ليفى وتحت مظلة الأمريكان ومحور الشر للدوحة وطهران وأنقره والتمويل غير المحدود للقتل غير المبرر وكل يوم يسيل دم وتخرج فتوى آثمة وتخرج دعاوى هدم بكل الأدوات المتنوعة إخوان وسلفيين وعلمانيين وليبراليين وكل أداة تلوثت بالمال الحرام والدم الشريف والترويع للآمنين بكل مكان ...................................
    ألف أه وألف دمعة نزلت من عينى على أبرياء العروبة المقتولين بأيدي لم تعرف معنى الشرف ولم تعرف سوى الأرصدة والبنوك وبيع الوطن لذا كان إختيارى جائع وفقير ويعيش الوطن .

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الوفاء والخيانة على أرض الكنانة Rating: 5 Reviewed By: جريدة العميد
    Scroll to Top