ثورة الوقت

كتبه المستشار الدكتور / صادق القماح

الوقت كالسيف إن لم تقتطعه قطعك هذه المقولة كنا نتعلمها في المدرسة حكمة وجاءت

بعدها الوقت من ذهب .

ولأن الذهب غالي ولا يملكه إلا الأغنياء فلذا أخذت الحكومة ترسخ في نفوس الناس قيمة أن الوقت من ذهب فلا تفرط فيه ، لكن ليس بالمفهوم الذي وصل لعقولكم ولكن لمفهوم آخر وهو أنك لا تترك الوقت أي تعطي الأمر حقه وزيادة حبتين .

ماذا يعني هذا الكلام وما مدلوله ,,,,, هذا الكلام يعني أنك إذا ذهب لأي مصلحة حكومية لإنهاء مصلحة لك فيجب عليك أن تأخذ إما إذنً من عملك أو تأخذ يوم أجازة على حسابك لأنك إن وصلت المصلحة الحكومية ستجلس فترة من الوقت ليست بقصيرة كي يأتي عليك الدور ، وإن ربنا كرم وأتى عليك الدور فعليك أن تلف وتدور بين المكاتب لتنهي أوراقك داخل المصلحة فعلى سبيل المثال لا الحصر إذا ذهب يوماً لاستخراج البطاقة لجهلك التعامل مع الحاسب ستلعن اليوم الذي ذهبت فيه للسجل المدني وستلعن نفس اليوم مليون مرة عند الاستلام لأنك لن تستلم في الموعد المحدد لك ،،،، وإذا فكرت أن تذهب للشئون الاجتماعية فهذا ألعن وأدل سبيلا لأنك في نهاية المطاف يمكن أن يكون الرد بأنه لا يجوز لك إنهاء هذه الأوراق وطبعا بعد أسابيع وشهور من الانتظار ،،،،،،، أما إن ربنا كرمك ودخلت بنك فحدث ولا حرج فأنظمتنا البنكية تعمل وفق معايير دولية ورغم هذا فيمكن أن تقضي في البنك ساعة أو ساعة ونصف على الأقل لتنهي إجراء في خمس دقائق .

لكم يا سادة أن تقيسوا معيار الوقت في المصالح الحكومية وبناء عليه يمكن أن تقيسوا الأداء الحكومي وبالتالي هو معيار لتقدم هذه البلد أو تأخرها فقط من احترامها لعامل الوقت .

ولكن هيهات فلنقل ما نقول ولنشجب ونرفض وننتقد ما شئنا بل ولنعض في الأرض فالحكومة لها نظامها الخاص وأنت مجبر عليه وإن لم يعجبك الأمر فلا تتعامل معها وهذا طبعا من رابع المستحيلات .

يا سادة لأن الحكومة تعرف قيمة الوقت وأنه من فهي لا تفرط في دقيقة من هذا الوقت حتى وإن كان على حساب المواطن .

فهل من المنتظر أن نتقدم في ظل هذه المافهيم العقيمة البالية .

فهل سمعتم أحداً نادى بثورة الوقت يا سادة لا لأننا الحكومة والحكومة هي نحن " وكلنا في الهوا سوا " لا نقدر ولا نحترم الوقت .

الخميس, ديسمبر 17, 2015