كتبه الكاتب/ خالد نعمان
لا شك
في أن الحوار قد أصبح في عصرنا الحاضر أكثر إلحاحا من أى وقت مضى
بل أصبح ضرورة من ضرورات العصر .
بل أصبح ضرورة من ضرورات العصر .
حقا لقد خلق الله الناس مختلفين ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك
) هود ، ولكن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يكون مبررا للنزاع والشقاق ، بل يجب أن يكون دافعا
إلى التعارف والتعاون ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) الحجرات .. والحوار يعنى
الاحترام المتبادل كما يعنى التسامح واحترام حرية الآخرين ، فالخلاف في الرأي لا
يفسد للود قضية .
ومن هنا فإنه لا يجوز للمرء أن يضيق صدرا بالآراء المخالفة لرأيه
، ليس فقط في الأمور اليومية العادية ، بل حتى في أمور الدين والسياسة ، وهؤلاء أئمة أهل السنة لم يكفروا الخوارج ولا
المعتزلة ، رغم إنكارهم لأحاديث كثيرة من أحاديث الصحاح ، ولقد كان لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ـ
آراء خاصة في شأن بعض الأحاديث التي تراها مخالفة لظاهر القرآن ،
فتردها وتتهم الصحابة الذين رووها بأنهم أخطؤوا ولم يحسنوا السماع والتلقي من النبي
صلى الله عليه وسلم ، ولم يتهم أحد من الصحابة ولا من بعدهم أم المؤمنين
رضي الله عنها برقة دينها ، أو ضعف يقينها ، أو تنكرها لسنة زوجها رسول الله صلى الله
عليه وسلم. سُئل علي_ رضي الله عنه_ عن أهل النهروان أمشركون هم ؟ فقال: من الشرك فروا
قيل : أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ، فقيل : فماهم يا أمير
المؤمنين ؟ قال: ( إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم علينا ) فلا يجوز لطرف أن
يدعي لنفسه أنه وحده الذي يملك الحق المطلق ، وأن غيره يقف في الطرف المقابل الذي
يتساوى مع الباطل ولقد عبر الإمام الشافعي عن هذا المعنى في تسامح قائلا : ( رأينا صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيرنا خطأ
يحتمل الصواب ) واخيرا أقول إن الحوار ليس هدفه مجرد فك الاشتباك بين الاراء
المختلفة وإنما هدفه الاكبر إثراء الفكر وترسيخ قيمة التسامح فليقبل بعضنا بعضا
فيما اتفقنا عليه ، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق