تداول المعلومات سر الانتماء للوطن

كتبها المستشار الدكتور / صادق القماح 

يصادفنا يومياً التضارب في الأقول فيخرج علينا أناس ما أنزل الله بهم من سلطان يتناقلون معلومات وبيانات غريبة الشأن هذا غير الأخبار والأكاذيب التي يتم تداولها يومياً بل وكل ساعة على صفحات التواصل الاجتماعي .

فبعد أن كانت الجرائد هي مرجعية الأخبار أصبحت صفحات التواصل بما فيها من الشائعات هي مصدر الأخبار للكثير من الناس بدون أدلة أو براهين أو مستندات .

والسبب في هذا هو تخاذل المؤسسات الحكومية وخوفها من نشر المعلومات والأمثلة على ذلك

 كثيرة ، فمثلاً هل صدر من مصدر موثوق به حكومي عدد من يتم علاجهم على نفقة الدولة وهل نشرت أية جهة حكومية ما هي شروط العلاج على نفقة الدولة  طبعا موجود هذا الكلام ولكن بين الموظفين فقط بهيئة وزارة الصحة فقط لكن عوام الناس لم يروا منشوراً واحداً يبين هذا .

كما أننا لم نجد مثلا في وزارة الإسكان أو الأحياء عملية اختيار ساكني مساكن المحافظة أو وزارة الإسكان فقط مجرد إعلان بالشروط لكن كيف تتم عملية الاختيار لا أحد يعرف ، أو هل أدرك يوماً أحد الشباب المتقدمين لوظائف الدولة لم تم قبوله أو لم تم رفضه فمن المؤكد أنه إذا تم قبوله هذا لأنه استوفى الشروط أو تم رفضه لأن الشروط لم تنطبق عليه .

هل عرف يوماً ولي أمر لماذا يتم تحديد سنون للأطفال للقبول في رياض الأطفال وغالباً ما تكون في سن كبير ، هل عرف يوماً مريضاً دخل التأمين الصحي وخاصة اللجان الطبية كيف يتم قبول القومسيون الخاص به .

هل يعرف المواطن العادي ما هي حالات صرف المعاش من وزارة التضامن الاجتماعي أو هل هناك خلفية عن شروط قبول المؤسسات أو الجمعيات وهذه مشكلة كبيرة تقف حجر عثرة أمام من يريد المساعدة في بناء المجتمع تضارب القرارات والقوانين داخل هذه المؤسسة بل ويجهلها المسئولون أنفسهم .

أسئلة كثيرة يمكن أن يطرحها بل وتهم المواطن العادي أما نحن أهل الإعلام فلكم نعاني من قصور المعلومات فمثلاً ما هي ميزانية وزارة الصحة وكيف تم الصرف للرقي بالمؤسسات الصحية وكم ميزانية التعليم كي نعرف كم مدرسة تم بناؤها أو تم ترميمها و بل الأدهى أننا نجد المحال أن تصل لمعلومة عن ميزانية الدولة سواء في الصادرات أو الواردات .

والأدهى في الأمر أننا إن وجدنا مسئولاً يصرح لك بمعلومة فإنه يخاف أن يذكر اسمه فتلجأ الصحف لكتابة ذكر مصدر مطلع أو مصدر مسئول أو أي مصدر كان .

حتى أسبحت هذه المقولة موصومة بالكذب على مسامع القراء .

إن تداول المعلومات ما هي إلا كلمة دائماً نسمعها وهي تعني الشفافية فإننا نعرف أن الحكومة الصادقة المخلصة للوطن هي من تتسم بالشفافية ، أي يمكن أن نتناول معلومات بسهولة ويسر من قبل مؤسسات الدولة بشرط صحتها .

هذا ما نعاني منه يا سادة وأتحدى أن يخرج لنا اثنان أو ثلاثة من المسئولين ليطلعوا الناس على أرقام حكومية وتكون متطابقة .

لذا يا سادة نحن نفتقر الثقة في الحكومة وبالتالي يفتقر الشعب وخصوصاً الشباب لكلمة اسمها الولاء للوطن .

نحن لا نطلب معلومات عسكرية أو معلومات استراتيجية أو تمس الأمن القومي فهذه معلومات محظورة ولكن ما نطلبه تداول المعلومات التي تهم المواطن البسيط وهذا ما تطالب به مؤسسة عالم واحد و تكرس الكثير من وقتها لمحاضرات وندوات تدور حول تداول المعلومات ونشر الفكرة بين الناس .

فعلاً نحن في حاجة للمعرفة لنعرف بلدنا أكثر ونتقرب منها أكثر فلكم وقف الناس خلف مشروع قناة السويس الجديدة بعدما صرح فخامة الرئيس عن تفاصيل المشروع وخصوصاً ميزانيته فوجدنا العشب قد تزاحم على أبواب البنوك في ثقة عالية ليضعوا أموالهم في هذا المشروع وأصبح الشعب يرى يومياً وبصورة مستمرة خطوات تنفيذ المشروع إلى أن انتهينا بافتتاحه .

فيجب على المؤسسات الحكومية أن تجعل مثل هذا التصرف نموذجاً تحتذي به للشفافية وتداول المعلومات .

الخميس, ديسمبر 24, 2015